كشفت الاممالمتحدة عن مشاورات جارية بينها وبين الاتحاد الافريقي والحكومة السودانية ومتمردي دارفور لارسال قوات دولية الى الاقليم وتحويل مهمات القوات الافريقية هناك الى المنظمة الدولية، وتوعدت بفرض عقوبات على اي طرف لا يلتزم وقف النار، فيما شهد جنوب السودان مواجهات بين فصائل أوقعت نحو 200 قتيل. وقال مبعوث الاممالمتحدة الى السودان يان برونك في لقاء مطول في أبوجا مع"الحكومة ومتمردي دارفور"، ان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري طالب بوضع خطة بالتعاون مع الحكومة والمتمردين لنشر قوات دولية في الاقليم خلال فترة انتقالية محتملة. واوضح ان القوات الدولية ليست ضد ارادة الحكومة السودانية، موضحا انه لا يمكن تحقيق السلام من دون وقف اطلاق النار، داعيا الاطراف الى عدم تدويل النزاع بإقامة تحالفات مع الدول المجاورة او تلقي اسلحة او استخدام قوات اجنبية او دعم اهداف سياسية لدول اخرى، كما شدد على ضرورة امتناع الاطراف عن مهاجمة المنظمات والقوافل الانسانية ودعم المليشيات. وقال برونك للمفاوضين في ابوجا حيث تنعقد الجولة السابعة من المحادثات"تقولون ان هناك بعض التقدم الذي يتم احرازه هنا ولكن هناك تراجعاً على الارض. عليكم ان تسدوا فجوة الصدقية بين ما يحدث في ابوجا ودارفور". وفي اشارة واضحة الى تصاعد التوتر بين السودان وتشاد والذي فاقم حال الفوضى في دارفور، قال برونك انه يشعر بالقلق من"تدويل الصراع في دارفور". وحض الاطراف قائلا"لا تقيموا تحالفات مع الحركات المتمردة في الدول المجاورة. امتنعوا عن استقبال اسلحة وقوات من الدول المجاورة". من جهته، اكد رئيس الوفد الحكومي الى المحادثات في ابوجا الدكتور مجذوب الخليفة احمد ان التفاوض دخل مراحله النهائية حيث تمت مناقشة كل البنود المتعلقة بمحاور التفاوض الثلاثة، والمتمثلة في السلطة والثروة والترتيبات الامنية. وحول نقل ولاية حفظ السلام في دارفورمن الاتحاد الافريقي الى الاممالمتحدة بنهاية اذار مارس المقبل، اكد الخليفة ان الحكومة تتمسك بمهمة الاتحاد الافريقي في الاقليم، واشار الى ان ميثاق الاممالمتحدة يقول بأن تتولى الاقاليم بنفسها حل مشاكلها بدون تدخل، وافريقيا احد هذه الاقاليم. وطالب بعدم استغلال ضعف الامكانات المالية والعتاد لاجهاض مسيرة الاتحاد الافريقي، مؤكدا ان القادة الافارقة اذا وجدوا الدعم الكافي دون ابتزاز فإنهم قادرون على النجاح في حل مشكلاتهم. في غضون ذلك، أعلن قائد قوات دفاع الجنوب المتحالفة مع الخرطوم غوردون كونق شول مقتل نحو 200 مواطن في مواجهات بين قوات دفاع الجنوب وقوات"الحركة الشعبية لتحرير السودان"في ولاية جونقلي إثر محاولة الأخيرة نزع سلاح الأولى عنوة. وقال شول في ختام الدورة التدريبية التي نظمتها اللجنة الفرعية لنزع السلاح والتسريح واعادة الدمج للقوات الوطنية فى الخرطوم أمس، ان المواجهات اندلعت قبل يومين وما زالت مستمرة. وهاجم الأممالمتحدة ومنظماتها العاملة بالمنطقة وذكر ان"صمتها يعني مشاركتها الضمنية في تلك الأحداث".