دعا مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك الخرطوم الى اتخاذ اجراءات أكثر فاعلية لنزع أسلحة ميليشيات"الجنجاويد"المتحالفة معها، والمتهمة بارتكاب انتهاكات في دارفور. وانتقد الاعتقالات التعسفية والمعاملة غير الإنسانية في حق الاسرى، مطالباً باعتقال القيادات العسكرية التي أمرت بعض الجنود باغتصاب النساء. وقال برونك، في تقرير الى مجلس الأمن ليل الجمعة - السبت وزع في الخرطوم أمس، إن وقف اطلاق النار يبدو محترماً من الأطراف في دارفور، مشيراً الى الدور الايجابي لبعثة الاتحاد الافريقي في الاقليم في استقرار الوضع. واتهم الحكومة بعدم نزع أسلحة الميليشيات العربية المتحالفة معها، واستمرار الاعتقالات التعسفية والمعاملة غير الإنسانية في حق الأسرى. وعن عمليات الاغتصاب، قال برونك إن الخرطوم اعتمدت سياسة جديدة لمساعدة ضحايا الاغتصاب والتحقيق في الجرائم التي ارتكبت بعد محادثات طويلة مع الأممالمتحدة، لكنه رأى ان تطبيقها لا يزال متعثراً. ودعا الحكومة السودانية الى اعتقال ليس الجنود الذين قتلوا واغتصبوا وحسب، وإنما ايضاً قادتهم ورؤساؤهم الذين أصدروا التعليمات اليهم من أجل القيام بذلك. ورأى برونك أن العام الحالي يمكن أن يكون عاماً حاسماً وفاصلاً في تحقيق سلام شامل في السودان. وقال إن الأوضاع شهدت تحسناً في دارفور، لكنه دعا الى ضرورة بناء ثقة أكبر بين الأطراف. ورغم وصفه الأوضاع بأنها"هشة جداً"، إلا أنه رأى أن"ضوءاً في آخر النفق بدا يلوح"، بعد المصالحات القبلية والاتفاق على"إعلان مبادئ"لحل ازمة دارفور في المحادثات التي جرت في أبوجا بين الحكومة والمتمردين، مشيراً الى أن مجالاً لاحراز تقدم في المحادثات السياسية المقبلة، خصوصاًَ بعد رفع حال الطوارئ ورفع الرقابة عن الصحف. واضاف برونك أن المرارات التي خلفتها الحروب في جنوب البلاد وغربها لا يمكن معالجتها بين ليلة وضحاها. وقال إن التحول الديموقراطي وضمان حقوق الإنسان وحق المواطنة والمبادئ التي تعهد الرئيس عمر البشير ونائبه الأول جون قرنق تحتاج الى دعم قوي من المجتمع الدولي. وتحدث برونك عن تحديات تواجه اتفاق السلام في جنوب البلاد بسبب المشاكل التي تثيرها قوات"حركة جيش الرب"الأوغندية المعارضة لنظام الحكم في كمبالا وتتخذ من جنوب السودان قاعدة لعملياتها في شمال أوغندا، وبعض الفصائل الجنوبية المسلحة.