حذر زعيم الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ الاميركي جوزف بايدن ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر من"عواقب كارثية"لسحب مبكر للقوات الاميركية من العراق. ودعا بايدن في خطاب امام مجلس العلاقات الدولية في فيلادلفيا ليل الاثنين - الثلثاء الى تنفيذ خطة"لتقسيم العراق الى ثلاثة أجزاء، في اطار فيديرالي شبيه بما أقره العراقيون في الدستور العام الماضي". واعتبر ان"الاسراع في سحب القوات الاميركية في هذه المرحلة سيدفع العراق الى التفتت والفوضى والى المزيد من العنف الذي قد يمتد الى دول الجوار". وفيما رفض الرئيس جورج بوش فكرة تقسيم العراق في تصريحات ادلى بها اول من امس، اعتبر مسؤولون في البيت الابيض امس ان"مبادرة"بايدن تهدف الى اقناع الرأي العام"بأن لديه خطة للعراق يمكن تنفيذها كجزء من استراتيجية خروج"، عكس الخطة التي تتبناها الادارة حالياً"لتحقيق النصر". وقال مصدر في مجلس الامن القومي ل"الحياة"ان تصريحات بايدن"تأتي في سياق حملته التحضيرية لترشيح نفسه"عن الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية في عام 2008 الى ذلك، قال كيسنجر ان الولاياتالمتحدة تواجه"حركة جهادية عالمية تسعى الى إذلال اميركا تمهيداً لمهاجمة مجتمعات اخرى"، رافضاً فكرة سحب القوات الاميركية من العراق في هذه المرحلة. واضاف انه"بغض النظر عن الموقف من قرار الذهاب الى الحرب في العراق، علينا ان نكون واضحين في ما يخص النتائج التي تترتب على الفشل". وشدد على ان"ترك العراق بلدا منهارا وفي حال فوضى ستكون له تداعيات كارثية على المنطقة، وموقع اميركا في العالم، والسلم العالمي برمته". وقال ان"دولا مجاورة، بما فيها ايران، ستسارع الى ملء الفراغ وقد تجتاح تركيا المناطق الكردية في العراق". وأشار الى ان المناطق السنية قد تتحول الى انظمة شبيهة ب"طالبان"، معتبراً أن"تداعيات التشرذم العراقي ستصل الى الاردن ودول مجاورة اخرى". وكان بوش أكد ان من ابرز التحديات التي تواجه الحكومة العراقية الجديدة هي الحاجة الى استخدام القوة المتنامية للجيش العراقي والأجهزة الامنية في شكل"يؤدي الى هزيمة الارهابيين والمتمردين"، كما تحدث عن الحاجة الى السيطرة على الميليشيات والمجموعات المسلحة الاخرى وفرض سيادة القانون عليها، مؤكدا دعم واشنطن الحكومة العراقية. ووصف تشكيل حكومة عراقية جديدة بأنه"فرصة استراتيجية لأميركا والعالم"لهزيمة الارهاب، معتبراً تشكيل حكومة دائمة"نقطة تحول بالنسبة الى المواطنين العراقيين". وفي ما رفض اقتراح زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ جوزيف بايدن، الذي دعا الى تقسيم العراق الى ثلاثة اجزاء على غرار ما ترتب عن الحرب في البوسنة والهرسك، قال بوش ان اميركا ستبقى"داعمة لتصميم القيادة العراقية على المحافظة على عراق موحد وحكومة عراقية تمثل كل العراقيين". واضاف:"ستكون هناك ايام صعبة أمامنا، وهذا ما تضمنه تقويم الوزيرين بناء على مشاهداتهم للوضع على الارض"، مؤكداً الأهمية الاستراتيجية لنجاح الديموقراطية في العراق بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط.