واصلت الصحف العراقية اليوم الثلاثاء التركيز على تداعيات القرار غير الملزم الذي اصدره مجلس الشيوخ الامريكي بتقسيم العراق الى 3 كيانات على اسس طائفية وقومية. ونشرت الصحف بشكل موسع وبتركيز ردود الافعال الرسمية والحزبية والشعبية العراقية والعربية والاسلامية والدولية على هذا القرار الذي تبناه المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية السيتاتور جوزيف بايدن واقره الكونغرس الاميركي الاسبوع الماضي. وقالت صحيفة عراقية / ان هذا القرار اثار الذاكرة السياسية والشعبية العراقية وما اختزن فيها من جروح وندوب تشير بالادلة القاطعة الى جملة من الاخطاء الامريكية التي ارتكبت بحق العراق /. وأضافت / اليوم واذ تتبلور في عموم الساحة السياسية مواقف توحد وطني ضد مشروع التقسيم فان السؤال المهم لايبحث في هذا الموقف الموحد وحسب انما في قدرة السياسين العراقيين على استثمار موقف الوحدة والتخلي عن الدوافع الطائفية وانهاء النزاعات الجانبية وبناء دولة حديثة وفق المشتركات الوطنية واستحقاقات الكفاءة والنزاهة القادرة على تشكيل دولة القانون والمؤسسات /. وتساءلت الصحيفة قائلة / هل بمقدور الساسة العراقيين تحقيق تلك الخطوات. بينما رأت صحيفة اخرى ان مشروع تفكيك العراق الجريح إلى دويلات ثلاث / هي الهدية الكارثية التي قررت الإدارة الأميركية تقديمها كتذكار للشعب العراقي عند انتهاء خدمة قواتها المحتلة لبلادهم /. من جانب آخر نقلت الصحيفة ذاتها عن النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ خالد العطية قوله / ان البرلمان العراقي سيستانف جلساته لمناقشة قرار الكونغرس الاميركي حول تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم على اسس عرقية وطائفية / واصفة هذا القراربانه يشغل الرأي العام لذا يجب مناقشته من قبل الاعضاء للتوصل الى رؤيا موحدة تجاهه. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد دعا في وقت سابق مجلس النواب الى عقد اجتماع طاريء للرد على قرار الكونغرس الامريكي. صحيفة عراقية اخرى نشرت وعلى خلفية مشروع بايدن لتقسيم العراق مقتطفات من كتاب / السطوح المتصدعة / الذي يستعرض جانبا من المؤامرة الكبرى لتقسيم العالم العربي والاسلامي الى اجزاء صغيرة. ونقلت الصحيفة مقاطع وردت في الكتاب على لسان مستشار الرئيس الامريكي الاسبق للامن القومي بريجنسكي جاء فيها / ان المشكلة الحقيقية التي ستواجهها الولاياتالمتحدة بعد حرب العراق ايران هي ضرورة وجود حرب اخرى على هامشها لتصحيح الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو 1918 ومقررات مؤتمر فرساي في نهاية الحرب العالمية الاولى /. الى ذلك كتبت صحيفة عراقية اخرى تحت عنوان // لا .. لا لتقسيم العراق // مقالا قالت فيه / ان قرار التقسيم غير الملزم يحمل مخاطر تنبع من اعلانه رسميا اولا كقرار من الكونغرس الامريكي وليس من الادارة الامريكية باعتبار ان الكونغرس اكثر ثباتا في تكوينه وزمن فعله من الادارات الامريكية وباعتباره حصيلة تفاعل وصراع واتفاق واختلاف القوى السياسية والاقطاب المتنفذة في الدولة الامريكية الاتحادية وفي المجتمع هناك. وتحت عنوان //هل يحق للكونغرس الامريكي تقسيم العراق وتقرير مصيره // قالت صحيفة اخرى / ان الذي يساعد على طرح مثل هذه المشاريع هو ضعف الحكومة وانشغال القوى السياسية الرئيسية في الصراع من اجل النفوذ والسلطة والمكاسب في الوقت الذي يعاني فيه اقتصادنا من التدهور والتخلف والازمات ويعاني فيه شعبنا من الفقر وانخفاض المستوى المعاشي وازمات البطالة والكهرباء والوقود والنقل والسكن اضافة الى غياب البرنامج الاقتصادي الاجتماعي الذي يحقق التنمية الاقتصادية الاجتماعية الى جانب غياب المؤسسات الديمقراطية الحقيقية وغياب سلطة القانون لصالح سلطة الميليشيات /. // انتهى // 1400 ت م