نقلت صحيفة"نيويورك تايمز"أمس عن مسؤولين أوروبيين وأميركيين ان ادارة الرئيس جورج بوش تناقش ما اذا كانت الولاياتالمتحدة يمكن ان تتخلى عما اعتبرته دوماً من"المحرمات"، وان تفتح حواراً مباشراً مع ايران لتجنب حصول أزمة بشأن برنامج التسلح النووي الايراني، فيما نفت وزارة الخارجية الإيرانية تقارير عن قيام الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بوساطة بين إيرانوالولاياتالمتحدة خلال زيارته لطهران التي بدأها أمس. وقالت الصحيفة ان مسؤولين اوروبيين كانوا على اتصال مع الادارة الاميركية خلال الأسابيع الأخيرة وان النقاش في هذا الخصوص يحتدم، بالتزامن مع جهود وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مع نظرائها الاوروبيين لاقناع ايران بوقف تخصيب اليورانيوم. واضاف المسؤولون الاوروبيون ان رايس بدأت بحث المسألة مع كبار مساعديها في وزارة الخارجية، موضحين انها تعتقد بأن القضية ستحال في النهاية الى مسؤولي الامن القومي الاميركي لمناقشتها، سواء وصلت المحادثات مع ايران الى طريق مسدود أو احرزت تقدماً. لكن آخرين يعرفون وزيرة الخارجية جيداً، يقولون انها تقاوم هذا الاحتمال لاعتبارها ان أي اشارة الى رغبة في التفاوض مع ايران قد تعني ضعفاً وتربك المحادثات مع اوروبا، كما انها تخشى من ان ينتهي الأمر الى تقديم الكثير من التنازلات الى طهران. ويعتقد المسؤولون الاوروبيون ان الادارة الاميركية لن تتخذ قرارها قريباً، لا سيما ان بوش نفسه وكلاً من نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد يعارضون المحاثات المباشرة. وكان شون ماكورماك، الناطق باسم الخارجية الاميركية، أبدى تفاؤل الإدارة في امكان توصل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا الى إجماع حول الملف النووي لإيران قبل اجتماع وزراء خارجية هذه الدول لصوغ مجموعة الإجراءات القائمة على سياسة العصا والجزرة نهاية الاسبوع المقبل على الارجح. وفي خطاب ألقاه خلال حفلة تخريج دفعة جديدة من ضباط الأكاديمية العسكرية في وست بوينت ولاية نيويورك، شرق، انتقد بوش"الحرية المفقودة في الشرق الأوسط التي تسببت باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001"، وقال:"تمتد الرسالة من دمشق إلى طهران. المستقبل هو للحرية ولن نرتاح إلا بتحقيق هذا الوعد لكل الشعوب والأمم". وأكد ان الحرب على الإرهاب ستنتهي مع الجيل الجديد من الضباط. وفي طهران، نفى الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أي وساطة افغانية محتملة بين ايرانوالولاياتالمتحدة في الخلاف على ملف ايران النووي. وقال آصفي الذي نقلت تصريحاته وكالة الانباء الايرانية الرسمية إن"المسؤولين الافغان رفضوا هذه الدعاية. ان هذه الاخبار لا أساس لها من الصحة وهذا أمر غير وارد في المناقشات التي سيجريها الرئيس حميد كارزاي"في ايران. من جهته، أعلن السفير الإيراني لدى الأممالمتحدة جواد ظريف، استعداد بلاده للموافقة على تحديد سقف لتخصيب اليورانيوم بنسبة تتدنى عن 10 في المئة ولا تتيح استخدامه لأغراض عسكرية، وايضاً لاتخاذ إجراءات أخرى لضمان عدم إعادة تخصيب الوقود الذي ينتج وعدم استخدامه لأغراض عسكرية. ونجحت إيران سابقاً في تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.8 في المئة، وهو المستوى الضروري لصنع وقود مخصص للمفاعلات النووية المدنية، علماً ان إنتاج مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية يتطلب التخصيب على مستويات أعلى من النقاء تتجاوز 90 في المئة.