نسبة كبيرة من الأطفال (تراوح من 30 الى 40 في المئة) يذهبون الى المدرسة من دون أن يضعوا شيئاً في أفواههم صباحاً، وهذه عادة سيئة تترك آثاراً سلبية ليس على صحة الطفل وحسب بل على تحصيله الدراسي. ان وجبة الصباح مهمة للأطفال لأنهم في طور النمو والتطور، كما أنها ضرورية من أجل تحسين الأداء الدراسي لأنها تعطيهم الطاقة اللازمة من أجل استيعاب وفهم ما يرونه ويسمعونه خلال الحصص الدراسية من معلميهم، وقد دلت الأبحاث على هذا الصعيد ان الأطفال الذين يأخذون وجبة افطارهم أذكى من أقرانهم الذين لا يتناولونها، ويحصلون على علامات أفضل في الرياضيات والقراءة، كما يكونون أكثر انضباطا من الناحية السلوكية. فضلاً عن ذلك، كشفت دراسة الى أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الفطور كل يوم لا يتعرضون الى الإصابة بالسمنة بالدرجة ذاتها التي يتعرض لها أقرانهم الذين لا يتناولونها. ومن عواقب عدم تناول الأطفال لوجبة الفطور هو أنهم مهيأون أكثر من غيرهم للإحساس بالجوع قبل موعد الغداء الأمر الذي يدفعهم الى التهام ما هب ودب من المآكل التي لا قيمة لها والغنية بالدهنيات والسكريات. رب سائل قد يسأل: ماذا يأكل الطفل؟ طبعاً، لا يكفي الطفل فقط أن يتناول أي شيء يقع تحت يديه من أجل أن يعتبر وجبة فطور، بل يجب أن تكون الوجبة مؤلفة من مكونات جوهرية تسمح بتأمين ما يلزم الجسم من العناصر الأساسية. ويجب على الأهل ان يرسّخوا في أذهان أطفالهم مكونات وجبة الفطور الصحية لكي تبقى محفورة في الذاكرة في مختلف مراحل حياتهم، وعموماً يمكن القول أن وجبة الفطور يجب ان تشمل الآتي: - الحليب أو أحد مشتقاته، لأنها ينبوع الكلس اللازم لبناء العظام والأسنان، كما تعتبر مصدراً مهماً للبروتينات والفيتامين «أ» والفيتامين «د». - البيض، لأنه غني بالبروتينات الحاوية على الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية وعناصر غذائية كثيرة قلما نجدها مجتمعة في غذاء آخر. ويجب ان يكون البيض مطهواً جيداً للقضاء على البكتيريا الضارة التي يمكن أن تعشعش فيه. - الحبوب أو الخبز، وهي تزود الطفل بالقسم الأكبر من السعرات الحرارية اللازمة وفي شكل بطيء ومتواصل، لمجابهة الأعباء اليومية والرياضية والدراسية، وتزود الطفل بالحديد وفيتامينات المجموعة «ب». - الفاكهة أو عصائرها، وتشكّل مصدراً ممتازاً للفيتاميات والمعادن والألياف الغذائية. - المربيات أو العسل، التي تزود الطفل بالطاقة الآنية، نظراً لغناها بالسكريات السريعة الذوبان والإمتصاص في الدم. - زيت الزيتون والزبدة، للحصول على الأحماض الدهنية الضرورية للخلايا. - مشروب ساخن أو بارد بحسب مزاج الطفل. كما نشير الى ارشادات لا تقل اهمية: 1- ألا تتجاوز نسبة الدهون ال 30 في المئة من كمية الوجبة، وألا تتعدى كمية الدهون المشبعة ال 10 في المئة. 2- ان تحتوي وجبة الفطور على ربع الحاجة اليومية من البروتينات والكلس والحديد والفيتامين «أ» و «سي». 3- أن تحتوي وجبة الفطور على مصادر مهمة للسكريات المعقدة التي تسهم في جعل مستوى السكر في الدم أكثر ثباتاً مقارنة بالسكريات البسيطة التي تجعله مذبذباً. 4- يجب أن تكون وجبة الفطور شهية لكي يُقبل الطفل عليها. كما يجب التنويع فيها من يوم الى آخر لأن تقديم الأصناف ذاتها يومياً يدفع الطفل الى العزوف عنها.