ما زال الصراع حول اسم رئيس الجمهورية الإيطالية الجديد محتدماً بين قطبي السياسة الإيطالية. فبعدما تمكّن رئيس الحكومة المنتهية ولايته سيلفيو بيرلوسكوني من إغلاق الطريق أمام مرشح ائتلاف يسار الوسط وزعيم حزب اليساريين الديموقراطين ماسّيمو داليما، عاد ورفض مرشح اليسار الآخر وزير الداخلية الأسبق وعضو مجلس الشيوخ مدى الحياة جورجو نابوليتانو. وبينما كانت التكهّنات تشير إلى احتمال حصول نابوليتانو على دعم بعض أطراف ائتلاف بيرلوسكوني، وبالذات الجناح المسيحي، أعلن بيرلوسكوني أن"ائتلاف منزل الحريّات يمين الوسط قرر التصويت لمصلحة مرشّحه الوحيد جانّي ليتّا"الذي شغل حتى اللحظة الأخيرة من حياة حكومة بيرلوسكوني منصب نائب رئيس الحكومة. وكانت اتصالات ومناوشات محمومة بين الائتلافين المتضادّين أجريت صباح أمس الإثنين لغرض التوصّل إلى إقرار مرشح يحظى بتأييد واسع لدى الناخبين الكبار 1010 ناخبين يمثلون أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ومندوبين عن المقاطعات الإيطالية ال20 الذين يحق لهم التصويت لاختيار رئيس الجمهورية. وعلى رغم أنّ لدى ائتلاف اليسار الوسط القدرة على فرض مرشّحة بغالبية الأصوات 506 أصوات ابتداءً من التصويت الرابع، فإن زعامته تبدو عازمة على استنفاد جميع المحاولات للتوصّل إلى اتفاق يضمن انتخاب رئيس يحظى بدعم واسع من قبل الناخبين الإيطاليين. وكان بيرلوسكوني هدد أمس الأول بأن ائتلافه"سيعلن العصيان الضرائبي في حال إصرار يسار الوسط بإرسال أحد ممثليه إلى قصر الكورينالي - مقر رئاسة الجمهورية الإيطالية. وفيما استهجن العديد من قادة اليسار الوسط هذه التصريحات لوّح الأمين العام لحزب اليساريين الديموقراطيين بييرو فاسّينو"بالعودة إلى ترشيح ماسّيمو داليما إذا أصر ائتلاف بيرلوسكوني على الاعتراض على ترشيح جورجو نابوليتانو". وكان اسم نابوليتانو تردد بقوة منذ بدأ الحديث عن المرشحين لشغل منصب رئيس الجمهورية، وبرز ترشيحه بقوة أمس عندما تأكد لدى زعيم اليساريين الديموقراطيين ماسّيمو داليما استحالة حصوله على غالبية كبية. وما لم تؤد اتفاقات الساعة الأخيرة إلى اسم نابوليتانو فإن الصراع الذي قد يُحسم يوم غد في التصويت الرابع من خلال الغالبية المطلقة التي يمتلكها ائتلاف يسار الوسط ضمن الناخبين الكبار.