شكا المجند المصري السابق ربيع عثمان سيد أحمد الملقب ب"محمد المصري"من تعرضه للتعذيب والإهانة في السجون الإسبانية والبريطانية، وذلك في مستهل محاكمته في ميلانو، أمس، بتهمة تزعم الخلية التي نفذت تفجيرات قطارات مدريد العام 2004. راجع ص8 تزامن ذلك مع مطالبة لندن بإعادة النظر في اتفاق جنيف الذي يرعى شؤون أسرى الحرب، ليشمل السجناء المشتبه في ارتكابهم أعمالاً إرهابية. جاء ذلك على لسان وزير الدفاع البريطاني جون ريد خلال زيارته واشنطن ولقائه نظيره الاميركي دونالد رامسفيلد. وشكلت هذه الدعوة تحولاً في موقف بريطانيا التي كانت ترفض احتجاز الولاياتالمتحدة سجناء في معتقل غوانتانامو لفترات غير محددة من دون توجيه اتهامات إليهم. وبرر ريد الموقف الجديد لبلاده بأن اتفاقات جنيف"لم تلحظ الإرهاب الطوعي الذي قد يكون مرتبطاًً بالقدرة التدميرية لأسلحة الدمار الشامل، كما لم تلحظ أسر مقاتلين غير مرتبطين بدول"معينة. من جهة أخرى، هاجمت عائشة الوافي والدة زكريا الموسوي الذي يحاكم في فرجينيا بتهمة التورط باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، الإدارة الأميركية وتنظيم"القاعدة"على السواء. وقالت إن ابنها"سيحكم بالإعدام لأعمال لم يرتكبها وسيموت لأنه عربي... ومتعلم"، مشيرة إلى أن قادة"القاعدة"موجودون"في مكان آمن، غير آبهين بالمصير المحتوم الذي يهدد ابني". جاء ذلك في وقت عاش المحلفون في افتتاح المرحلة الثانية من محاكمة الموسوي في ألكسندريا، فظاعة"11 أيلول"من خلال شهادات وأشرطة فيديو للاعتداءات، فيما قدم عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني شهادته عن المأساة. وفي ميلانو، عرض المدّعون الإيطاليون أدلتهم ضد المجند السابق في الجيش المصري الذي يتهم بأنه"العقل المدبر"لتفجيرات القطارات في مدريد التي أسفرت عن سقوط 191 قتيلاً في 11 آذار مارس 2004. وشملت الأدلة تسجيلات للمتهم البالغ من العمر 34 عاماً وهو ينسب إلى نفسه مسؤولية تفجيرات مدريد، الأمر الذي نفاه. كما مثل مع المصري، عربي آخر يدعى يحيى. وقال برونو ميغيل محقق الشرطة في ميلانو للمحكمة إن المتهم"كان ينشط في إسبانيا في تلقين الشباب أفكاراً متطرفة". ويعتقد الادعاء بأن المتهم استفاد من تدريبات تلقاها في الجيش المصري كخبير مفرقعات، لكن محاميه قال إنه كان يعمل في مكتب تابع للجيش. وقدم محامي الدفاع افادات لموكله ادعى فيها أنه تعرض لسوء معاملة أثناء احتجازه في إيطاليا وإسبانيا. وشمل ذلك إرغامه على أداء تمارين رياضية وهو عار. وسلمت إيطاليا سيد أحمد إلى السلطات الاسبانية في كانون الاول ديسمبر 2004 واستردته في نيسان ابريل 2005. وقال شاهد في إسبانيا إنه كان موجوداً في منزل في مدريد حيث صنعت القنابل المستخدمة في الاعتداءات. وجاءت المحاكمة قبل أيام من توجيه قاض إسباني التهم إلى نحو 30 شخصاً بالتورط في تفجيرات قطارات مدريد في اختتام تحقيق استمر عامين. وفي نيوزيلاندا، أفاد تقرير لأجهزة الاستخبارات بأن البلاد تؤوي عدداً من أنصار"القاعدة"، مشيراً إلى أن خطر وقوع اعتداء قائم لكنه ضئيل. وقال مدير الاستخبارات ريتشارد وودز إن التهديدات قد تأتي من داخل البلاد، لأن"القاعدة"تسعى في غالب الاحيان إلى دفع متطرفين آخرين إلى شن هجمات.