بعد تكريمه في مهرجانين ثقافيين قبل أشهر، اعلن القاص والروائي العراقي محمود عبدالوهاب انه انجز ثلاثة اعمال ادبية جديدة سيتوج بها عقده السبعيني. فبعدما اختار من بين ما كتب من قصص في السنوات الاخيرة ما يؤلف مجموعة اختار لها عنوان"تلك الليلة"انتهى، ايضاً، من وضع اللمسات الاخيرة على روايته الجديدة"سيرة بحجم الكف". ويواصل وضع فصول كتابه النقدي الجديد في صيغتها النهائية مختاراً عنواناً قصصياً هو"الكلام عما جرى"، وفي الكتاب يجمع بين سيرته القصصية والتأملات النقدية في القصة فناً. المفارقة هي في ان الكاتب كان اصدر من قبل مجموعة قصصية بعنوان"رائحة الشتاء"، ورواية جعل عنوانها"رغوة السحاب"، وكتاباً نقدياً في القصة بعنوان"ثريا النص"... وكأنه، في خطوته الجديدة، يعمل على تشكيل البعد الشخصي لحضوره الادبي من خلال ثنائية المؤلفات متمثلة في القصة والرواية والنقد. ينتمي القاص والروائي محمود عبدالوهاب الى جيل الريادة في القصة العراقية او ما عرف بجيل الخمسينات، وهو ? كما يقول عن نفسه - لا يكتب الا"ما يمليه عليه الاحساس او الحدس"، بعيداً مما لا يستسيغ من الاشكال السائدة. اما في مستوى الموضوع، فإن ما حققه من تواشج بين ما هو"ذاتي"وما هو"عام"شكل جوهر قصته، جامعاً في هذه القصة بين الخبرة بالواقع وخبرة الكتابة التي ارتكز فيها، اولاً، على معطيات المنهج الواقعي الاشتراكي، وتواصل مع هذا المنهج مطوراً معطياته الفنية من خلاله، جاعلاً الادب يتسع لما دعاه"تعدد القراءات لوجوه الواقع ومدارات صراع الانسان فيه".