بينما كان القاص والروائي مهدي عيسى الصقر ينتظر صدور روايته الجديدة تعرض لجلطة في الدماغ جعلت نصف جسمه ولسانه في حال من الشلل الحاد الذي ألزمه سرير المرض، وأبعده عن كل ما يتعلق بالقراءة والكتابة. وأكد الطبيب المشرف على علاجه انه تجاوز حالة الخطر، وان وضعه الصحي في تحسن، ولكن بطيء. ينتمي الصقر إلى جيل من القصاصين المجددين الرواد في القصة العراقية... فهو والقاص فؤاد التكرلي من أوائل القصاصين الذين ظهروا في خمسينات القرن الماضي، وكانت مجموعته القصصية الأولى"مجرمون طيبون"، مع"الوجه الآخر"للتكرلي من أولى المجموعات القصصية التي أرست دعائم القصة الواقعية الجديدة في الأدب العراقي. ومع ان القاص الصقر أعقب مجموعته تلك بمجموعة أخرى، إلا انه، منذ أواسط سبعينات القرن الماضي، اتجه كلياً إلى الرواية ليكتب فيها أعمالاً متميزة، من بينها:"الشاهدة والزنجي"و"أشواق طائر الليل"و"عودة الغائب"... أما الرواية الجديدة فتصدر عن"دار المدى- دمشق - بغداد". حظيت أعمال الكاتب هذه باهتمام نقاد الرواية ودارسيها في العراق... وقدمت عنه في السنوات الأخيرة أكثر من رسالة جامعية في الجامعات العراقية، بعضها تناوله قاصاً، وبعضها الآخر ركز على أعماله الروائية. ويجد غير دارس لأعماله، في المجالين القصصي والروائي، أنه ظل، في كل ما كتب، أميناً لأصوله الواقعية في الكتابة، مع حرص واضح منه على الارتفاع بالواقع إلى مستوى الرمز.