سبع سيارات مفخخة انفجرت في بغداد أمس، والضحايا تسعة قتلى وعشرات الجرحى، وتزامن هذا التصعيد الأمني مع بروز تحالفات جديدة على المستوى السياسي، فقد أعلن"الائتلاف"الشيعي دعمه مطالب السنّة بتولي حقيبة وزارة الخارجية بدلاً من اسنادها الى"التحالف الكردستاني". الى ذلك، برزت رغبة أميركية يسعى السفير زلماي خليل زاد الى تحقيقها من خلال طرحه اسماء، بينها أحمد الجلبي، لتولي حقيبتي الدفاع والداخلية. من جهة أخرى، كشفت مجلة"نيوزويك"الأميركية أن إدارة الرئيس جورج بوش تخطط لبقاء قواتها مدة طويلة في العراق، وبدأت تنفيذ مشروع لتوسيع وتطوير قاعدة"بلد"الجوية بكلفة 231 مليون دولار. ويتوقع أن توافق الحكومة العراقية الجديدة على ذلك"لأن انسحاب الجيش الأميركي يعني التقسيم"، بحسب ما يؤكده مسؤولون عراقيون، بينهم مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي. أمنياً، أعلنت مصادر وزارة الداخلية والشرطة أن 7 سيارات مفخخة انفجرت في مناطق عدة في بغداد، استهدف معظمها دوريات أمنية، وأسفرت التفجيرات عن مقتل تسعة وجرح أكثر من 80 شخصاً، وتم تفجير اثنين منها قرب الجامعة المستنصرية. والى ضحايا السيارات المفخخة، قُتل أمس ستة مدنيين في حي الدورة، واصيب خمسة من مغاوير الشرطة بانفجار عبوة، كما قتل ثلاثة ضباط في تكريت، وعثر على 32 جثة ضحاياها متطوعون في الأجهزة الأمنية قضوا كلهم بطلقات في الرأس. من جهة أخرى، أعلن النائب علي الأديب من"الائتلاف"الشيعي أن كتلته"تدعم جبهة التوافق السنّية بترشيح أحد أعضائها لتولي حقيبة الخارجية بدلاً من كردي، كون العراق عضواً في الجامعة العربية، وما دامت رئاسة الجمهولية آلت الى الأكراد، فيجب تحقيق التوازن من خلال شخصية عربية في الخارجية ليطل العراق على العالم العربي". الى ذلك، أفادت مصادر"الائتلاف"أن خليل زاد يسعى الى اسناد حقيبة الدفاع الى رئيس البرلمان السابق حاجم الحسني، باعتباره"إسلامياً معتدلاً وشخصية سنية مستقلة"، بعد انسحابه من"الحزب الإسلامي"العام الماضي، بالإضافة الى أنه يحظى بثقة الشيعة والأكراد. ويحاول السفير الأميركي أيضاً اقناع الشيعة بترشيح نائب رئيس الوزراء السابق أحمد الجلبي أو قاسم داود لتولي حقيبة الداخلية. وفيما يتمتع الجلبي بثقة التيار الصدري وحزب"الدعوة"وعدد من المستقلين ويعتبر"رجل البنتاغون"في العراق، فإن قاسم داود يواجه معارضة شديدة من الصدر الذي يتهمه بالتعاون مع الأميركيين. في واشنطن، كشفت مجلة"نيوزويك"في عددها الذي صدر أمس ان قاعدة"بلد"، التي تبلغ مساحتها 15 ميلاً مربعاً، تقدم دليلاً على أن البنتاغون يخطط للبقاء في العراق لفترة طويلة، ربما لعشر سنوات على الأقل، حسب تقديرات الاستراتيجيين العسكريين. ونقلت عن الجنرال فرانك غورينك، قائد القاعدة، أن 27500 عملية اقلاع وهبوط بالطائرات من القاعدة واليها كل شهر، تجعلها ثاني أكبر المطارات انشغالاً في العالم بعد مطار هيثرو في لندن. ويأتي الكشف عن الخطط هذه وسط تأكيدات أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ينوي خفض عديد القوات الأميركية في العراق بنسبة كبيرة بحلول نهاية العام الجاري، فيما رفض أعضاء في الكونغرس فكرة بناء قواعد عسكرية دائمة أو لأجل طويل. وقال مسؤولون أميركيون إنه يجري حالياً بحث المسائل القانونية والسيادية المرتبطة ببناء قواعد عسكرية مع الحكومة العراقية. وأوضحوا أن الحديث عن انسحاب أميركي كامل من العراق"ليس وارداً على الاطلاق"في حسابات المسؤولين العسكريين.