تراجع معدل القتلى في صفوف القوات الاميركية في العراق في آذار مارس وللشهر الخامس على التوالي على رغم استمرار هجمات المسلحين التي اصبحت تستهدف العراقيين بدرجة اكبر. وقالت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان 2327 جندياً اميركياً قتلوا في الحرب كما اصيب 17381 جندياً خلال العمليات. لكن العدد الشهري للقتلى من العسكريين الاميركيين استمر في التناقص منذ بلغ 96 قتيلاً في تشرين الاول اكتوبر الماضي الذي شهد مقتل رابع اكبر عدد من الجنود الاميركيين خلال الحرب. وبلغ مجموع العسكريين الاميركيين الذين اعلن الجيش عن مقتلهم في آذار 29 فرداً على الاقل. وسيمثل هذا اقل عدد قتلى في شهر واحد منذ 20 شباط فبراير العام 2004 الذي سقط فيه اقل عدد من القتلى في صفوف القوات الاميركية منذ بداية حرب العراق قبل ثلاث سنوات. وقال ضباط اميركيون في العراق ان عوامل عدة ساهمت في هذا التناقص منها ان المسلحين اصبحوا حالياً يستهدفون بهجماتهم المدنيين وقوات الامن الحكومية العراقية التي تدربها الولاياتالمتحدة والتي تتولى مزيدا من المسؤوليات الامنية التي كانت تضطلع بها القوات الاميركية وقوات التحالف. ويقول محللون لشؤون الدفاع ان تراجع معدل الخسائر البشرية في صفوف القوات الاميركية ليس دليلاً على تحسن المناخ الامني عموماً. وقال تيد كاربنتر، من معهد"كاتو"للدراسات والابحاث"لا يزال هذا لا يغير الوضع الامني المتدهور في البلاد بصورة اساسية مع تزايد اعمال العنف الطائفية". واشار الميجر جنرال جيمس ثورمان المسؤول عن العمليات الامنية في منطقة بغداد، في تفسير تناقص عدد القتلى من الجنود الاميركيين، الى تزايد قدرات قوات الامن العراقية البالغ قوامها 242 الف فرد. وقال ثورمان، قائد فرقة المشاة الرابعة في الجيش الاميركي للصحافيين في البنتاغون عن طريق الاقمار الاصطناعية،"عدت لتوي من احد اخطر المواقع في بغداد الذي شهد عدداً كبيراً من وقائع اطلاق النار من سيارات مارة وتفجير عبوات ناسفة محلية الصنع ووقائع خطف وترويع من جانب الارهابيين". واضاف:"ما رأيته اليوم كان قوة عراقية حقيقية في المقدمة مع افراد من الجيش العراقي والشرطة الوطنية العراقية والشرطة العراقية بمساعدة التحالف تؤدي عملا رائعا هناك". لكن تبقى تساؤلات عن مدى قدرة تلك القوات على العمل بشكل مستقل عن القوات الاميركية التي تدين لها بالولاء وعن مدى تسلل المسلحين الى صفوفها. وقال كاربنتر"ما نراه جاء نتيجة تطورين... اولاً ان الجيش الاميركي يتزايد اتجاهه الى حماية افراده وابعادهم قدر الامكان عن القتال وثانيا ان طبيعة العنف تغيرت... القوات الاميركية لم تعد الهدف الرئيسي بل نرى تصاعدا في العنف الطائفي حيث اصبحت الاهداف الآن هي السنة والشيعة الذين يستهدفون بعضهم البعض". وقال الميجر الجنرال ريك لينش للصحافيين في بغداد الخميس ردا على سؤال عن القتلى من الجنود الاميركيين في الاونة الاخيرة ان"العدو في العراق حول تركيزه في الشهور الثلاثة الماضية الى اكثر الاهداف التي يستطيع العثور عليها سهولة وهي الرجال والنساء والاطفال الابرياء في العراق". واضاف لينش:"كما حول هجماته الى قوات الامن العراقية لانه يعتبرها التهديد الرئيسي له لاخراج العملية الديموقراطية عن مسارها". وقتل ايضا اكثر من 200 جندي من جنسيات أخرى في العراق خلال الحرب وما يقدر بعشرات الالاف من العراقيين.