شهد معدل الاصابات في صفوف القوات الأميركية في العراق، انخفاضاً كبيراً منذ انتخابات كانون الثاني يناير، واشاد قادة عسكريون أميركيون ب"التقدم"الذي تحقق في مواجهة المسلحين هناك، لكنهم حذروا من ان الطريق لا يزال طويلاً. وقد يسجل آذار مارس الجاري أدنى معدل وفيات في صفوف القوات الأميركية على مدى 13 شهراً، كما تراجع معدل الخسائر في الأرواح بين الأميركيين بنحو 50 في المئة منذ الانتخابات البرلمانية التي تحدى فيها ملايين العراقيين تهديدات المسلحين، وخرجوا للادلاء بأصواتهم. ولاحظ محللون تراجع وتيرة أعمال العنف الموجهة ضد جنود أميركيين بعد الانتخابات، فيما زادت الهجمات التي يشنها مسلحون ضد عراقيين. وأضافوا ان فترات الهدوء التي خلت من هجمات على القوات الأميركية خلال سنتين تلتا غزو العراق، أعقبتها فترات عنف مكثف. وقال اللفتنانت كولونيل ستيف بويلان الناطق باسم الجيش الأميركي في بغداد، واصفاً الانتخابات بأنها نقطة تحول:"شهدنا تراجعاً في الهجمات، ولكن لا تزال هناك فرصة كبيرة جداً لأن ينفذ المتمردون بعض العمليات الضخمة. مع ذلك الوضع يتحسن كل يوم". ووفقاً للمعدل الحالي، ينتظر ان يصل عدد القتلى في صفوف الجيش الأميركي خلال هذا الشهر الى نحو 35 قتيلاً. وستكون هذه أدنى نسبة للقتلى خلال شهر واحد، منذ شباط فبراير 2004 الذي شهد أقل معدل خلال الحرب، بلغ 20 جندياً أميركياً. ولكن اتضح ان ذلك مجرد هدوء موقت تلاه بعض من أكثر الشهور دموية في الحرب خلال ربيع 2004. واعتبر المحلل تشارلز بينا ان قياس التقدم في الحرب ضد المسلحين، لا يزال أمراَ أمامه شهور ان لم يكن سنوات. ومنذ الانتخابات بلغ معدل الخسائر في صفوف الجيش الأميركي في العراق 1.7 يومياً مقارنة بحوالي 3.4 يومياً في الفترة من تشرين الثاني نوفمبر حتى يوم الانتخابات، بانخفاض نسبته النصف. وهو يقل أيضاً بنسبة الخُمس عن المعدل منذ بدء الحرب حتى الانتخابات. ومثلت الفترة بين تشرين الثاني وكانون الثاني الماضيين واحدة من أكثر فترات الحرب دموية بالنسبة الى القوات الأميركية، إذ شهدت الهجوم على الفلوجة، وشن المسلحين سلسلة هجمات ضخمة قبل الانتخابات. وأفادت أرقام أعلنتها وزارة الدفاع البنتاغون ليل الخميس عن سقوط 1519 جندياً أميركياً منذ غزو العراق في آذار 2003. وأشارت الى أن عدد المصابين بلغ 11442 فرداً.