لم ينفِ وزير الدفاع البريطاني جون ريد وثيقة أعدها وسربت أمس، يتوقع فيها سحب الولاياتالمتحدة 110 آلاف عسكري من العراق عام 2006، وخفض بلاده قواتها. وكان يوم العراقيين أمس طويلاً، أحصوا فيه عشرات الضحايا الذين سقطوا بخمس عمليات انتحارية، تنقلت بين بغداد والموصل وكركوك، حتى معبر الوليد الحدودي مع سورية. وطغت في العاصمة مشاهد حزن، بعدما طاول تفجير انتحاري مركز تطوع في الجيش، وتبنت العملية جماعة أبي مصعب الزرقاوي. وفيما أحبطت محاولة لقصف السفارة الكويتية بصاروخ، اعتبر رئيس الوزراء السابق اياد علاوي أن العراق بات في"المرحلة الأولى"من حرب أهلية. راجع ص8 وقال الناطق باسم"البنتاغون"الكولونيل جو كاربنتر إن لا علم لديه بوجود أي جدول زمني للانسحاب من العراق، مشيراً الى أنه لم يتلقَ أي معلومات عن خطة جاهزة لسحب القوات، بما في ذلك مذكرة لوزير الدفاع البريطاني جون ريد تشير الى انسحابات مبكرة وبأعداد ملموسة للقوات الأميركية والبريطانية في العام 2006. وكانت صحيفة"ذي ميل اون صانداي"كشفت أمس وثيقة أعدها ريد، ولم يتنصل منها، تفيد بأن واشنطن تخطط لخفض قواتها في العراق بحلول منتصف العام المقبل من 176 ألف عسكري الى 66 ألفاً، فيما تدرس لندن سحب 5500 جندي وابقاء 3 آلاف. وإذ عبر ريد عن غضبه لتسريب الوثيقة اعترف بأنها واحدة من"خطط طوارئ وسيناريوات". وأكد كاربنتر أن الإدارة الأميركية ثابتة على موقفها، بعدم إعلان جدول زمني للانسحاب من العراق، تجنباً لتوجيه"الرسالة الخاطئة الى المتمردين". وتجاهل المعلومات الواردة في مذكرة الوزير البريطاني عن خلافات بين القيادة العسكرية الأميركية في العراق وبين البنتاغون حول الانسحاب. وتترافق المذكرة مع تزايد أصوات داخل الكونغرس تعارض أداء إدارة الرئيس جورج بوش في العراق، ومطالبات من أعضاء في الحزب الجمهوري بوضع جدول زمني والبدء بالانسحاب قبل الانتخابات النيابية الأميركية العام المقبل. ويتوقع أن يتحدث بوش عن المسألة في خطابه عن"الحرب على الإرهاب"في ولاية فيرجينيا اليوم. تفجيرات... وجثث أمنياً، أفادت وكالة"اسوشييتد برس"عن مقتل سبعة من موظفي الجمارك العراقيين على معبر الوليد الحدودي مع سورية، بهجوم مزدوج بسيارتين مفخختين قادهما انتحاريان، كما أكد ناطق عسكري أميركي. وقتل 27 شخصاً وجرح 53 بثلاث عمليات انتحارية في بغداد وكركوك والموصل، استهدفت خصوصاً متطوعين في الجيش العراقي، فيما قتل 5 عراقيين في هجمات. وأعلن ناطق أميركي ان الشرطة العراقية أحبطت هجوماً على السفارة الكويتية في بغداد السبت، بعدما اكتشفت صاروخاً معداً للتفجير قرب مدخل السفارة. وأعلنت عمان أمس اغلاق معبر الكرامة على الحدود مع العراق ليلاً. وعثر على 8 جثث احداها في الدور 150 كلم شمال بغداد مقطوعة الأطراف ومعصوبة العينين، وأخرى لرئيس الاتحاد العراقي للكاراتيه علي شاكر الذي فقد الخميس في بابل. وقُتل أحد كوادر"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني في الموصل، فيما نجا القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"يحيى الحيدري من محاولة اغتيال في المدينة، ونجا نائب محافظ ديالى عوف الرحومي من هجوم على موكبه في المقدادية. وانتقد رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري الذي يعد لزيارة ايران غداً القوات الأميركية لاطلاقها النار على عراقيين لمجرد الاشتباه فيهم. وفي حين دعا مقتدى الصدر الى البدء بحملة لجمع مليون توقيع، تدعو الى خروج القوات المتعددة الجنسية، حذر الرئيس السابق للحكومة اياد علاوي من ان بلاده تواجه خطر حرب أهلية قد تصل مضاعفاتها الى اوروبا وأميركا، في حال العجز عن ايجاد حل للأزمة التي يشهدها العراق. وقال لصحيفة"صنداي تايمز"ان"الأميركيين لا يملكون أي تصور واضح لإدارة شؤون العراق، ومن دون سياسة تركز على بناء الوحدة الوطنية، سننزلق الى نار حرب أهلية نشهد الآن المرحلة الأولى منها". تحذير وفي حديث الى وكالة"رويترز"حذر رئيس ديوان الوقف السني في العراق عدنان الدليمي من ان مطالبة شيعة بحكم ذاتي في الجنوب"قد تؤدي الى مزيد من العنف، وتحمل في طياتها أخطاراً للبلد والمنطقة". جاء ذلك بعدما كشف نائب محافظ ذي قار أحمد الشيخ علي ل"الحياة"، ان برلماناً مصغراً موقتاً سينبثق في الجنوب الشهر المقبل، ليعد لتأسيس اقليم يضم محافظات ذي قار والبصرة والعمارة. يتزامن ذلك مع تأكيد السفير الفرنسي برنار باجوليه، خلال لقائه الرئيس جلال طالباني، ان باريس ليست ضد الفيديرالية لكن"اقامة أقاليم يجب ألا تؤدي الى تفكيك العراق أو اضعافه". نفي مصري في القاهرة، نفى مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير هاني خلاف، أن يكون رئيس البعثة الديبلوماسية المصرية في بغداد السفير ايهاب الشريف الذي اغتالته جماعة الزرقاوي، أجرى اتصالات بمجموعات مسلحة، علماً أن وزير الداخلية العراقي باقر جبر صولاغ أصر على أن الشريف"حاول الاتصال بالجماعات المسلحة، فوقع ضحية لها". وحذر السفراء من"لعب دور وساطة"لدى هذه الجماعات. وترددت في القاهرة أنباء عن ترتيبات لعقد اجتماع عاجل لوزراء الداخلية العرب لمناقشة الملف الأمني في العراق، في حين جدد رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف حرص بلاده على"دعم الأشقاء في العراق"، رغم عدد خفض البعثة المصرية في بغداد.