منظرها جميل، دائمة الخضرة، ازهارها حمراء اللون صغيرة الحجم، وثمارها بيضاوية الشكل، طعمها يختلف بحسب درجة النضج التي بلغتها. هذه باختصار بعض مواصفات شجرة المانغا. عُرفت شجرة المانغا قبل اكثر من ستة آلاف سنة في بلاد الهند وكانت شجرة مقدسة عند شعوبها، وما زالت حتى الآن الفاكهة المدللة عندهم، ويروى ان ناسكاً هندياً يدعى هاريداس، كان يجول في البراري جاعلاً من المانغا غذاءه الرئيس، وكان يلجأ الى بذورها في مداواة علل البرد. والعرب عرفوا المانغا وجاء ذكرها في بعض الكتب العربية القديمة. اما في اوروبا فلم يسمعوا بهذه الثمرة الا في حلول القرن الثامن عشر بعد احتلال الانكليز للهند، وبعد ذلك تولى البرتغاليون والاسبان نقلها الى اميركا. واليوم اصبحت المانغا منتشرة في اكثر من 90 بلداً وبأصنافها التي يبلغ عددها اكثر من 500 نوع. اما في ما يخص المزايا الغذائية والصحية للمانغا، فهذه لمحة عنها: من ناحية الطاقة كل 100 غرام من المانغا تعطي نحو 60 سعرة حرارية، وهي كمية متوسطة تقع بين تلك التي تعطيها الكمية نفسها من التفاح أو الكرز. على صعيد السكريات فمئة غرام من المانغا تزود الجسم بنحو 13 الى 16 غراماً منها، وهذا الاختلاف يعود الى درجة النضج التي بلغتها الثمرة، اذ كلما نضجت المانغا اكثر كانت كمية السكريات فيها اعلى. ايضاً فإن محتوى المانغا من السكريات يتباين بتباين انواعها المتعددة، فمثلاً المانغا الآتية من القارة السوداء هي اكثر غنى بالسكريات من تلك الآتية من اميركا. اما عن نوعية السكريات الموجودة في المانغا، فإن السكروز يحتل رأس القائمة 75 في المئة ويليه سكر الفواكه 20 في المئة، والقليل من سكر الغلوكوز 5 في المئة. بالنسبة الى البروتينات والدهنيات، فهي كما هي الحال في الفواكه الاخرى، شحيحة جداً، اذ ان مئة غرام من المانغا تعطي 0.6 غ من البروتينات، و 0.1 غ من الدهنيات. تحتوي المانغا على احماض عضوية تلعب مع السكريات دوراً في الحفاظ على توازن الطعم في الثمرة. ومن هذه الاحماض حامض الليمون، وحامض الطرطير، وحامض الماليك، وحامض الاوكزاليك. توجد في المانغا مواد عطرية غزيرة تقف وراء النكهة الخاصة والمميزة لهذه الفاكهة، وتبلغ هذه المواد العطرية اعلى تراكيز مع بلوغ الثمرة نضجها الكامل. ان اختلاف لون اللب في المانغا بين البرتقالي والاصفر والاحمر انما يرجع الى اصباغ مختلفة هي: الكزينوفيلات، والكاروتينيدات، والفينولات، والانتوسميانات. تتميز المانغا عن غيرها باحتوائها على اربعة افضل مكونات لها تأثيرها في الوقاية من الامراض القلبية الوعائية والسرطانات والشيخوخة المبكرة، وهذه المكونات هي: 1- الكاروتين او طليعة الفيتامين أ. تعتبر المانغا الفاكهة الاكثر غنى بالكاروتين، فحبة متوسطة واحدة منها تزود الجسم بكل ما يحتاجه يومياً من الفيتامين أ. ان مستوى الكاروتين يعلو كلما زاد نضج الثمرة. 2- الفيتامين ث: في كل مئة غرام من المانغا 44 ملغ من هذا الفيتامين، وهي تضاهي في هذا المجال الفواكه المشهورة مثل البرتقال والليمون. وعلى عكس ما رأيناه مع الكاروتين اعلاه، فإن مستوى الفيتامين ث يقل مع دنو المانغا من النضج الكامل. 3- الفيتامين E: ان كمية هذا الفيتامين في المانغا تتجاوز 2 الى 8 مرات ما نجده في غالبية الفواكه الاخرى الطازجة. 4- الالياف: ان مئة غرام من المانغا تطلق نحو الغرامين من الالياف التي تتألف اساساً من السيللوز. وفي النهاية ان المانغا تحتوي على طائفة من المعادن، منها الحديد الذي يبلغ حداً لا نظير له في فواكه اخرى.