الفراولة هي فاكهة الايام الجميلة وهي فاكهة مدللة في سعرها وفي مبيعها وفي معاملتها، انها فاكهة منعشة من الطراز الرفيع نظراً لغناها بالماء أكثر من 90 في المئة والى توازن السكاكر والاحماض العضوية المصففة في ارجائها. والسكاكر هي التي تعطي الطعم الحلو للفراولة ومن بينها نجد سكر الفركتوز الفواكه وسكر الفلوكوز في المقدمة ومن بعدها يأتي سكر السكروزوسكر البانتوز وسكر السوربيتول والكزيلوز والكزيليتول. اما عن الاحماض العضوية فهي متوافرة بغزارة في الفراولة وهي المسؤولة عن الطعم الحامضي ومن بين هذه الاحماض نجد حامض الساليسيلات وحامض الليمون وحامض الماليك وحامض الاكزاليك وحامض الكينا الى جانب أحماض اخرى. والفراولة غنية بالألياف حوالى 2 في المئة وهذه لها فائدتها في تنشيط وتحريض حركات الأمعاء لإنجاز وظائفها ولقذف محتوياتها وهذا له اكبر الاثر في محاربة الإمساك القبض. وتتميز الفراولة بغناها بالأملاح المعدنية إذ انها تحتوي على ترسانة واسعة من المعادن يقف على رأسها البوتاسيوم 150 ملغ في كل 100 غرام وغني عن التعريف ان هذا المعدن مفيد في الوقاية من ارتفاع الضغط الشرياني. والى جانب البوتاسيوم هناك الكلس والحديد، إضافة الى الزنك والنحاس والمغنزيوم والبور والكوبالت والفليور والسيلينيوم وغيرها. والفراولة تحط رحالها في مرحلة حرجة انتقالية تشهد اندحار الشتاء وحلول فصل الربيع وهي فترة يعاني فيها الانسان من التعب والخمول والكسل. ومجيء الفراولة في هذه الفترة له كبير فائدة لأنه يعج بالفيتامين ث الضروري لشحذ قوى الجسم ودعم دفاعاته ضد أي عدوان ميكروبي يحاول النيل منه. وأيضاً تحتوي الفراولة على فيتامينات اخرى لكن بكميات متواضعة منها الفيتامين ب 8 والفيتامين ب9 اضافة الى كمية قليلة من طليعة الفيتامين أ الكاروتين. وتملك الفراولة بعض المنافع الصحية المهمة، فهي تحض على افراز مادة الصفراء في الكبد وفي زيادة قلوية الدم وفي اخماد الاوجاع وتهدئة الاعصاب. والفراولة غنية بالسعرات الحرارية 25 لكل 100 غ ولهذا فباستطاعة اصحاب الريجيمات المخسسة ان يضيفوها الى قوائم وجباتهم من دون خوف. وفي النهاية يبقى علينا ان نلم بنقطتين مهمتين في ما يتعلق بالفراولة: الاولى هي ان هذه الثمرة قد تسبب الحساسية لدى بعض الناس فيعانون من ظهور لطاخات حمراء على الجلد اضافة الى الحكة او الاسهالات المفاجئة، وهذه العوارض ترجع الى اطلاق مادة الهستامين بفعل مركبات موجودة في الفراولة، وأمام هذه المشكلة يوجد حلان لا ثالث لهما، إما الامتناع عن اكلها كلياً او التحايل على الحساسية وذلك بأكل الفراولة بكميات ضئيلة تزاد تدريجاً على مدى ايام او اسابيع. اما النقطة الثانية حول الفراولة فهي انها غالباً ما تشكل عشاً للجراثيم والغبار والملوثات والمبيدات من هنا يلزم العناية بغسلها جيداً قبل أكلها.