ان شرب عصير الرمان بانتظام مفيد في الوقاية من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين اللذين يعتبران من أهم العوامل التي تمهد لاستيطان الأمراض القلبية الوعائية، ففي دراسة سريرية شملت مجموعة من الأشخاص المصابين بتصلب الشرايين والذين يملكون تضيقات واضحة على مستوى شرايين الرقبة طلب من هؤلاء تناول عصير الرمان بمعدل 250 ملل يومياً ولمدة سنة كاملة، وعند إلقاء نظرة فاحصة على شرايين الرقبة لاحظ الباحثون أن هناك تحسناً ملموساً في تدفق الدم عبرها عند من شربوا عصير الرمان، في حين ان الآخرين الذين لم يتذوقوا شراب الرمان لم يطرأ أي تبدل على تدفق الدم في أوعيتهم، بل ان التضيق الشرياني عندهم سار نحو الأسوأ. وفي ما يتعلق بفائدة عصير الرمان في هذا المجال، فقد عزاها البحاثة الى غناه بمركبات التانين والبولي فينولات المضادة للأكسدة، فهذه المركبات تعمل على منع اكسدة الكوليسترول السيئ LDL فتقلل من حساسية هذا الأخير للتجمع والتراكم في الشرايين، ايضاً تساهم مضادات الأكسدة للرمان في زيادة نشاط انزيم"باراكسينوز"الذي يتولى مهمة منع تشكل الصفائح الدهنية المصلبة للشرايين. وعلى صعيد آخر، ألمحت دراسة اخرى اجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا الى ان شرب 8 اونصات من عصير الرمان يعوق نمو سرطان البروستاتة عند الرجال الذين خضوا لعملية استئصال الورم والمستعدين لعودة المرض مجدداً اليهم، وقد علل العلماء هذا الأثر باحتواء الرمان على مركبات شبيهة بهورمون الاستروجين الطبيعي والتي تفيد في مقاومة اورام البروستاتة. يعتبر الرمان من الفواكه العريقة في القدم، إذ عرفه الانسان قبل زمان بعيد واكتشف اسراره الغذائية والدوائية، ويقال ان ايران وشمال الهند هما الموطن الاصلي له ومنهما حمله الرحالة الى شمال افريقيا ودول حوض البحر الابيض المتوسط وأوروبا. يحتوي الرمان في شكل اساس على السكاكر والاحماض العضوية، فكل 100 غرام منه تعطي حوالى 14 غراماً من السكاكر التي تتألف في معظمها من نوعين هما سكر الغلوكوز وسكر الفركتوز. أما الاحماض العضوية فتتأرجح كميتها، بحسب نوع الرمان سواء كان حلواً أو حامضاً أو معتدل الحموضة، ويطغى على الاحماض العضوية حمضان هما حمض الليمون وحمض الماليك. وفي ما يتعلق بالبروتينات، فكميتها قليلة لا تتجاوز الواحد في المئة. وبالنسبة الى الادهان فالرمان فقير بها 0.4 غ/100غ. من ناحية الفيتامينات يملك الرمان عدداً منها ويأتي الفيتامين C في طليعتها 20 ملغ/100غ، ومن بعده تأتي فيتامينات المجموعة B خصوصاً الفيتامين B6 والفيتامين B5 والفيتامين B3، كما يحتوي الرمان على كمية قليلة من طليعة الفيتامين A. أما من حيث المعادن فالرمان يعج بها، ففي كل 100 غرام منه يوجد حوالى 700 ملغ من المعادن التي يتصدرها معدن البوتاسيوم 250 ملغ/100غ، ومن ثم يأتي معدن الفوسفور والكالسيوم والماغنيزيوم اضافة الى معادن اخرى مثل الحديد والزنك والنحاس والمنغنيز. وعلى صعيد الالياف، فالمئة غرام من الرمان تزود بكمية مقدارها 3.5غ من الالياف التي تتكون في معظمها من الألياف غير الذوابة، وهذا يعني ان الامعاء لا تمتصها بل تتشرب بالماء فتتضخم وتكبر مؤدية الى زيادة حجم الكتلة البرازية ومشجعة على تحريض حركة الامعاء للتخلص من فضلاتها، وهذا له اكبر الاثر في الوقاية من القولون ومن براثن السرطان. وفائدة الرمان لا تقتصر على لبه بل ان قشرته مفيدة ايضاً، فهي غنية بالقلويات السائلة مثل"بلليترين"و"ايزوبلليترين"و"ميتيل ايزوبلليترين"المفيدة لمكافحة الاسهال ولطرد الديدان وبخاصة الدودة الوحيدة في الامعاء. ان الرمان يتمتع بميزة مهمة جداً وهي انه هاضم، خصوصاً للادهان الموجودة في الطعام، من هنا فإن الناس يستعملونه في وجباتهم الثقيلة المفعمة بالشحم للمساعدة على امتثالها وهضمها ولاراحة الامعاء الغليظة القولون من الأعباء المترتبة عنها وعن مخلفاتها. ان رمانة واحدة تحتوي على: 100 سعرة حرارية، 1.5غ من البروتينات، و27غ من السكاكر، و 0.5غ من الدهن.