البرتقال والليمون هما من أشهر الحمضيات، وقد لعبا على مر الزمن دوراً كبيراً في إثراء الأدب والفنون والثقافة الشعبية في العالم العربي، فمن لا يتذكر بداية القصيدة الشعبية التي غناها محمد رشدي: «تحت الشجر يا وهيبة»، «يما كلنا برتقان». ومن يستطيع نسيان أغنية فريد الأطرش، «يا لامونة يا حياتي، يارفيقة ذكرياتي»... وشهرة البرتقال والليمون ليست فنية وشعبية وأدبية بل صحية أيضاً، ففي العديد من البلدان يرتبط اسم الفاكهتين بالمخيلة على أنهما السلاح الأنجع في مواجهة عاديات فصل الشتاء وما يحمله من أمراض، باعتبار الفاكهتين تملكان عناصر غذائية في غاية الأهمية في مقدمها الفيتامين سي الذي يشكل رأس الحربة ضد الميكروبات التي تحاول جهدها إختراق دفاعات الجسم. في السطور الآتية أوجه الشبه والفروقات بين البرتقال والليمون: - البرتقال أغنى بالطاقة من ابن عمه الليمون، فمئة غرام من الأول تعطي 45 سعرة حرارية في مقابل 29 سعرة حرارية للثاني. - يشكل الماء 85 في المئة من البرتقال، بينما يشكل حوالى 90 في المئة في الليمون، وفي الماء نجد معظم العناصر الغذائية المهمة. - بالنسبة الى السكريات فالبرتقال أغنى من الليمون بها، فمئة غرام من البرتقال تعطي ما بين 8 إلى 12 غراماً وذلك بحسب نوع البرتقال يشكل السكروز القسم الأعظم، أما في مئة غرام من الليمون فلا نجد أكثر من 2.5 غرام من السكر. - من جهة البروتينات فالبرتقال والليمون يحتويان على كمية متقاربة (غرام واحد للبرتقال في مقابل 0.90 غ لليمون). - من ناحية المواد الدهنية، فمئة غرام من الليمون تحتوي على ضعف الكمية التي توجد في البرتقال (0.40 غ في مقابل 0.20 غ). - اما الألياف الغذائية ففي مئة غرام من البرتقال 1.80 غ، أما الكمية نفسها من الليمون فتعطي 2.10 غرام من الألياف. وتلعب الألياف دوراً بارزاً في تسهيل مهمة الأنبوب الهضمي، خصوصاً في التخلص من الفضلات المتراكمة فيه. - إن الأحماض العضوية تشكل 1.2 في المئة من البرتقال وهي التي تعطيها نكهته الحامضية، أما نسبتها في الليمون فتبلغ وسطياً 5 في المئة من هنا الطعم الحامضي المميز لليمون. والأحماض العضوية تحرض على طرح المفرزات الهضمية وتساعد على امتثال عدد من العناصر الغذائية وامتصاصها. - يحتوي البرتقال والليمون على طائفة واسعة من الفيتامينات من أبرزها الفيتامين سي المناصر لدفاعات الجسم لصد العدوان الميكروبي. - يوجد في البرتقال والليمون مجموعة كبيرة من المعادن مثل الكلس والحديد والفوسفور والمنغنيز والمغنيزيوم وغيرها، لكن نسبة الكلس أعلى في البرتقال منها في الليمون، بينما نسبة المغنيزوم أعلى في الليمون منها في البرتقال. ونجد في البرتقال قليلاً من اليود في حين لا أثر له في الليمون. وفي إطار البحث عن بدائل جديدة لعلاج داء هشاشة العظام، وجد الباحثون أن المركبات الفلافونيدية في الليمون والبرتقال تملك تأثيراً مشابهاً لذلك الذي يملكه هرمون الاستروجين، إذ أنها ترفع الكلس في الدم، وتحد من عملية هدم العظم. والفلافونيدات مركبات مضادة للأكسدة تلعب دوراً مرموقاً في مناهضة الجذور الكيماوية الحرة المدمرة الضالعة في عدد من الأمراض كالسرطان والأمراض القلبية الوعائية وتلك المرتبطة بالشيخوخة. [email protected]