جوز الهند فاكهة لم يتفق الخبراء على معرفة منبتها الأصلي ولكن الآراء تميل أكثر صوب منطقة جنوب شرقي آسيا وبالتحديد الى دولة ماليزيا التي تعج شواطئها بهذه الثمرة التي تطفو بسهولة على سطح الماء ومنها حملتها الأمواج معها الى مختلف شواطئ المناطق الحارة، ويقال ان الرحالة ماركو بولو هو الذي أدخل هذه الفاكهة الى دول أوروبا وكان يسميها بفاكهة فرعون... وجوز الهند يتمتع بصفة خاصة لا بل فريدة من نوعها وهي أنه غني بالأدهان اذ تشكل 35 في المئة من كتلتها التي تؤكل وهي نسبة عالية للغاية، وهذه الأدهان تتألف في شقها الأكبر حوالى ال90 في المئة من أحماض دهنية مشبعة من بينها حامض اللوريك الذي يحتل حصة الأسد. فهو وحده يشكل 50 في المئة من مجمل تلك الأحماض. والى جانب هذه الأحماض المشبعة هناك أيضاً الأحماض وحيدة عدم الاشباع 6 الى 7 في المئة وعديدة عدم الاشباع 2 الى 4 في المئة، أما الكوليسترول فلا أثر له في هذه الثمرة. ان زيت جوز الهند كان الأول الذي استعمل في المطابخ وخصوصاً في آسيا وأفريقيا ومن بعدها في أوروبا وأميركا وظل هكذا محط الأنظار حتى القرن التاسع عشر اذ تم استبداله بالزيوت النباتية لأغراض اقتصادية وصحية. وحالياً يستعمل زيت جوز الهند بكثرة في المستحضرات المشجعة على الاسمرار البشرة البرونزية. أما عن البروتينات فهي متواضعة في جوز الهند، اذ ان كميتها لا تتخطى 4 غرامات لكل 100 غرام منه، وتتألف هذه البروتينات من أحماض أمينية حرة كما هو الحال في كل الفواكه الأخرى. وفي ما يتعلق بالسكريات فهي الأخرى لا تتجاوز ال6 غرامات لكل 100 غرام من بينها سكر السكروز الطاغي فيها، اضافة الى سكاكر أخرى توجد بكميات شحيحة مثل السوربيتول والاينوزيتول... الخ. من ناحية المعادن فإن جوز الهند يحتوي على أرقام عالية منها فكل مئة غرام منه تعطي: - 380 ملغ من معدن البوتاسيوم. - 104 ملغ من معدن الفوسفور. - 36 ملغ من معدن المغنيزيوم. - 3 ملغ من معدن الحديد. - 22 ملغ من عنصر الصوديوم. - كميات زهيدة من معادن أخرى مثل المنغنيز، الزنك، النحاس، اليود، السيلينيوم. بخصوص الفيتامينات فإن جوز الهند، وبخلاف الفواكه الأخرى هو الأفقر من بينها بالفيتامين ث 3 ملغ/100غ، أما محتواه من فيتامينات المجموعة ب فمتشابه معها. أيضاً يحتوي جوز الهند على الفيتامين E لأنه يحمي الأحماض الدهنية، وخصوصاً غير المشبعة، من فعل التأكسد، أما طليعة الفيتامين أ فكميتها تكاد لا تذكر. ويحتوي جوز الهند على كمية عالية من الألياف، اذ ان 50 غراماً منه تغطي ربع حاجة الانسان اليومية من الألياف الضرورية جداً لضمان حسن عمل الانبوب الهضمي. أخيراً وليس آخراً بقي علينا أن نعرف عن جوز الهند الأمور الآتية: - ان جوز الهند يمثل مصدراً مهماً للسعرات الحرارية، فكل 100 غرام تعطي 370 سعرة وهي كمية عالية يجب أخذها في الحسبان خصوصاً من جانب البدينين والمصابين بالسكري. - ان الماء يمثل 45 في المئة من محتوى جوز الهند. - هناك فارق ما بين ماء جوز الهند وحليب جوز الهند وشتان ما بين الاثنين. فالأول يحتوي على القليل من السكاكر وآثار من البروتينات والدهنيات والمعادن والفيتامينات، أما الثاني أي حليب جوز الهند فهو مستحلب مصنوع من النواة البيضاء، وتركيبه يتضارب كلياً مع ماء جوز الهند فهو غني بالأدهان وذو طاقة عالية. - في بلاد الهند والسند يستعمل المعالجون الشعبيون جوز الهند لعلاج داء القدم الرياضي والظفر الغارز في اللحم وفي التهابات المهبل وعلاج الحكة في العانة.