الأفوكادو الأفوكاتو فاكهة عرفت في المكسيك، وربما في غواتيمالا، قبل آلاف السنين، ولا تزال أراضي هذين البلدين تحتوي على أشجار برية تعطي هذه الثمرة. واسم الافوكادو جاء من كلمة Aouicate لاحدى لغات أميركا الأصلية. والمستعمرون الاسبان هم الذين نقلوا هذه الفاكهة الى بقية أنحاء العالم بعد جلبهم لها الى أوروبا في بداية القرن السادس عشر. وظلت الأفوكادو ردحاً طويلاً من الزمن حكراً على الطبقة الارستقراطية، حتى بدايات القرن العشرين، عندما بدأ الأميركيون زرعها على نطاق واسع. يشبه شكل الأفوكادو الكمثرى الاجاص ولهذا يطلق عليها البعض اسم"كمثرى التمساح"أو"كمثرى المحامي"، وهي تحتوي على بذرة واحدة تحيط بها مادة تشبه الزبدة، لذا يناديها المصريون باسم الزبدية. أما ميزاتها الغذائية والصحية فهي: - أهم ما يميز الأفوكادو غناها بالمواد الدهنية، بخلاف كل أنواع الفاكهة التي تكون فقيرة بها إن لم تكن معدومة. وتتألف المواد الدهنية في معظمها حوالى 80 في المئة من الأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة لصحة القلب والشرايين، فهي تسهم في خفض مستوى الكوليسترول، وبالتحديد السيئ منه الضار للقلب والشرايين. ومن بين الأحماض الدهنية الموجودة في الأفوكادو حامض الأوليئيك الذي يحتل حصة الأسد بين الأحماض، وهو حامض وحيد عدم الاشباع له مكانة خاصة، اذ انه يفيد في رفع الكوليسترول الجيد الحامي للقلب والشرايين. وعلى هذا الصعيد، كشف باحثون استراليون من مركز ويسلي الطبي، ان تناول حبة ونصف حبة من الأفوكادو يومياً ولمدة 3 أسابيع يؤدي الى خفض مستوى الكوليسترول الكلي بنسبة 8 في المئة، وهي تتجاوز النسبة التي تحققها الحمية الغذائية الفقيرة بالأدهان، والتي لا تتخطى الخمسة في المئة. - الأفوكادو غنية بالسعرات الحرارية، لذا يجب حذفها من وجبات أنظمة التخسيس الغذائية، في المقابل ينصح بها للرياضيين والناقهين والحوامل والأطفال في طور النمو، والعمال الذين يقومون بمجهودات شاقة، ولكل أولئك الذين هم بحاجة الى الطاقة. - تحتوي الأفوكادو بين جنباتها على حفنة مهمة من الفيتامينات يقف على رأسها الفيتامين E المضاد للأكسدة والذي أثبتت الدراسات أنه مهم جداً لدرء شر أمراض عدة أهمها أمراض القلب والشرايين والسرطان والشيخوخة. أما في ما يتعلق بالفيتامينات الأخرى، فإن تناول حبة أفوكادو يزود الجسم بالنسب الآتية من حاجاته اليومية الضرورية: 10 في المئة من الفيتامين أ، و 10 في المئة من الفيتامين"ب"وپ"ب8"، و 15 في المئة من الفيتامين ب5 وپ20 الى 30 في المئة من الفيتامين ث والفيتامين ب2 والفيامين ب3، والفيتامين ب6، وحوالى 30 في المئة من حامض الفوليك. - تعد الأفوكادو مصدراً جيداً لعدد من المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيزيوم والحديد، اضافة الى كميات أقل من معادن أخرى، مثل الزنك والنحاس والمنغانيز. - من ناحية البروتينات فهي متواضعة جداً في الأفوكادو، فكل 100 غرام منها تعطي حوالى الغرامين من المواد البروتينية، لكن هذه تمتاز بأنها من النوع الجيد، اذ تحتوي على كل الأحماض الأمينية الضرورية للجسم ونبسب جيدة. - من جهة السكريات، فإن مئة غرام أفوكادو تعطي قرابة غرامين منها، وهي خليط من سكر الغلوكوز والفركتوز والسكروز. في المختصر، ان الأفوكادو غذاء جيد وصحي وكامل تقريباً، اضافة الى احتوائها على كمية مهمة من الألياف المفيدة على أكثر من صعيد. وعلى الذين يتناولون الأدوية المميعة أن يحذروها. فهي، على ما يبدو، تعرقل من عملها، أو هذا على الأقل ما حدث لبعض الأشخاص في دراسة تناولت هذا الموضوع. بقيت نقطة أخرى وهي ان الأفوكادو ما بين تشرين الثاني نوفمبر وآذار مارس هي أقل شحماً من زميلاتها التي نراها في أيلول سبتمبر وتشرين الأول أكتوبر.