في موسمه السابع عشر مع منتخب السعودية لكرة القدم، يتربع حارس مرمى آسيا والمملكة الأول محمد الدعيع، على قمة لاعبي العالم في عدد المباريات الدولية، ورصيده الحالي 179 مباراة - 1990 الى 2006- زائداً ست مباريات عن كابتن المكسيك المعتزل العميد السابق للاعبي العالم كلاوديو سواريز، ويأتي كابتن مصر المخضرم حسام حسن في المركز الثالث، وله 170 مباراة بين 1985 و 2006، وفي عامه الاربعين لايزال حسام عضواً في منتخب بلاده، والمركز الرابع يتقاسمه الهداف الاماراتي القديم عدنان الطلياني ولاعب وسط المنتخب الاميركي كوبي جونز، ولكل 164 مباراة. الدعيع هو الحارس واللاعب الاول عربياً في عدد المباريات في نهائيات كأس العالم، وشارك في كل مباريات"الاخضر"في الدورات الثلاث الماضية في الولاياتالمتحدة عام 1994، ولقي الهزيمة 2-1 من هولندا في الدور الأول، ومن السويد 3-1 في ثمن النهائي، وقاد بلاده للفوز على المغرب 1-2، وعلى بلجيكا 1- صفر، في الدور الأول، والمباراة الأخيرة هي الوحيدة التي خرج منها بشباكه نظيفة في مشواره في نهائيات كأس العالم، ولقي الأخضر الخسارة من صاحب الملعب فرنسا صفر - 4، ومن الدنمارك صفر -1، وتعادل 2-2 مع جنوب افريقيا في نهائيات 1998 في فرنسا، وكان الموقف صعباً في نهائيات 2002 بين كوريا الجنوبية واليابان، بثلاث هزائم أكثرها مرارة من المانيا صفر-8، ومن ايرلندا صفر -3، ومن الكاميرون صفر -1، وهو أول لاعب عربي في التاريخ يصل بعدد مبارياته في نهائيات"المونديال"الى رقمين متجاورين. 179 مباراة دولية في سجلات الدعيع ليست مجرد رقم قياسي، أو سجل فخر، ولكنها خبرة فائقة يمكن للمنتخب السعودي ان يعتمد عليها في نهائيات كأس العالم 2006 في المانيا، والمباريات والبطولات الكبيرة ذات الضغوط الثقيلة، تحتاج هذه النوعية من اللاعبين القادرين على مواجهة نجوم مشاهير بحجم الاسباني راؤول، والاوكراني شفيشينكو، من دون رهبة أو قلق. هذا هو التصريح الأول للمدير الفني البرازيلي لمنتخب السعودية ماركوس باكيتا، عقب قراره المفاجئ باستدعاء محمد الدعيع مجدداً الى معسكر المنتخب، بعد 16 شهراً من الغياب الطويل، وأضاف باكيتا:"الدعيع من الحراس أصحاب الموهبة الفذة والاعصاب الهادئة، والاصابات المتتالية قللت نسبياً من مستواه، ولكنه عاد قوياً وسليماً، واستعاد بالطبع قدراته ومستواه اللذين منحاه الفرصة للبقاء الحارس الاول للمملكة لمدة 12عاماً متتالياً، والاداء الذي قدمه مع ناديه الهلال في الموسم الحالي يمنحه الحق في احتلال مكان بين اللاعبين المرشحين لنهائيات كأس العالم 2006". باكيتا منح الدعيع الثقة التي حرمه منها المدير الفني الاسبق لمنتخب السعودية الارجنتيني غابرييل كالديرون، والأخير استبعده في الفترة التى تولى خلالها الاشراف على"الأخضر"، وعلى مدار ثلاثة أعوام و نصف العام بعد كأس العالم 2002، لم ينل الدعيع شرف المشاركة إلا في أربع مباريات فقط، على رغم وفرة مشاركات المملكة في كأس الخليج وكأس آسيا، وتصفيات"المونديال". وبدأ الدعيع مع المنتخب السعودي احتياطياً في مباراته الاولى في تصفيات كأس العالم 2006 ضد اندونيسيا، وفازت المملكة 3- صفر، وافتتحت طريقها الظافر الذي لم يشهد أي هزيمة على الإطلاق عبر 12 مباراة متتالية في التصفيات، ولكن المشوار لم يدم للدعيع أكثر من هذه المباراة، وتبادل الحراس مبروك زايد لمباراتين ومحمد بابكر، وراشد المرجان، وحمد العيسي مسؤولية حماية شباك المملكة في المباريات الخمس المتبقية في الدور الأول، وفاز"الاخضر"بسهولة على سيريلانكا 1- صفر، و3- صفر، وعلى تركمستان 3- صفر، و1- صفر، وعلى اندونيسيا 1-3 في الدور الاول، وبعده منح كالديرون ثقته لحارس الاتحاد مبروك زايد، عبر اللقاءات الستة في الدور الأخير للتصفيات، ولعب ضد كوريا الجنوبية والكويت واوزبكستان ذهاباً واياباً، وكان عند حسن الظن، ولم تهتز شباكه عبر تسع ساعات من كرة القدم إلا في الوقت بدل الضائع في طشقند. استبعاد كالديرون لم يصب في مصلحة الكرة السعودية فقط، بعد الإخفاق العجيب في دورة ألعاب غرب آسيا، لكنه منح محمد الدعيع فرصة جديدة لدعم موقفه عميدًا للاعبي العالم، بعد عودته الى المنتخب، إذ لعب في كانون الثاني يناير الماضي ودياَ ضد فنلندا، ثم ضد البرتغال، وعلى رغم اهتزاز شباكه مراراً في المباريات الودية، إلا أن الهدفين اللذين ولجا شباك السعودية في المباراة الودية الأخيرة ضد العراق، التي انتهت بالتعادل 2-2 في غياب محمد الدعيع، كشفا عن خلل دفاعي لا يتحمله حراس المرمى وحدهم، سواء أكان الدعيع، أو زايد. محمد سليل عائلة كروية عريقة في كرة القدم السعودية، وشقيقه الأكبر عبدالله كان حارساً لمرمى المملكة في الثمانينات. محمد الدعيع من مواليد الثاني من آب اغسطس 1972، وبدأ مشواره حارساً لنادي الطائي، إذ تألق ولفت النظر، وانضم الى المنتخب وبقي وفيًا لناديه طويلاً، حتى انتقل الى الهلال ليزداد لمعاناً وألقاباً. ولعب محمد الدعيع مباراته الدولية الاولى عام 1990 ضد بنغلاديش، وهو أحد أصغر اللاعبين تمثيلاً لمنتخب السعودية، وقفز سريعاً ليكون الحارس الأول في نهائيات"مونديال"1994 وكأس الأمم الآسيوية 1996، وهو العنصر الرئيسي في الفوز بالكأس الآسيوية في عقر دار منافسه الاماراتي، بعد تألقه اللافت في المباراة النهائية التي لم تهتز خلالها الشباك، حتى في ركلات الترجيح. في موسمه الثاني مع المنتخب السعودي وصل محمد الى حاجز ال 100 مباراة دولية، في لقاء ضد المكسيك عام 1998، و بعد ثلاثة أعوام فقط كانت الطفرة التي وضعت الدعيع بين نخبة نجوم العالم الخمسة، الذين اكملوا 150 مباراة دولية، وخاض تلك المباراة عام 2001 ضد منغوليا، ولم تشأ الأقدار أن تستمر الارقام المتسارعة، لأن الدعيع دخل نهائيات كأس العالم 2002 برصيد 166 مباراة دولية، أي أنه خاض 69 مباراة في أربع سنوات فقط مع"الأخضر"، ولكن السنوات الأربع التالية لم تشهد وجوده إلا في عشر مباريات، وعلى رغم ندرتها إلا أنها الأهم، لأنها منحته مكاناً في صدارة لاعبي العالم قبل"مونديال"2006. الطريف أن عدد مباريات الدعيع يزيد على مجموعة عدد مباريات 50 لاعباً في نهائيات"المونديال"، وهم متناثرون بين بقية المنتخبات، وتتراوح مشاركاتهم بين مباراة واحدة وثلاث مباريات. ترى... هل يبقى الدعيع صامداً ليصبح أول لاعب في التاريخ يصل الى 200 مباراة دولية؟