في عام 1930 انطلقت المسابقة الأولى لكأس العالم لكرة القدم في أوروغواي، وفي 1956 نظمت مجلة"فرانس فوتبول"مسابقة فريدة من نوعها لاختيار أحسن لاعب كرة في أوروبا، ومنحته جائزة ثمينة أطلقت عليها"الكرة الذهبية". وعبر 12 مسابقة لكأس العالم من 1958 إلى 2002 تزامنت مع استفتاء"الكرة الذهبية"لم ينل النجوم الفائزون بذهبية كأس العالم أكثر من خمس مرات في الاستفتاء، وذهب اللقب في سبع مناسبات أخرى إلى لاعبين لم يتمكنوا من الحصول على الكأس. ومن بين 736 لاعباً تشملهم قوائم القيد في 32 منتخباً تشارك في نهائيات كأس العالم 2006 يوجد أكثر من 400 لاعب في أندية أوروبا، وهو الأمر الذي يضمن دخولهم ضمن قائمة الترشيحات للفوز بالكرة الذهبية لعام 2006، ولا يوجد أي منتخب - باستثناء السعودية - خال من المحترفين، وهو الأمر الذي يفتح أبواب الاستفتاء على مصاريعها، ويزيد من فرص المنافسة أن نسبة اللاعبين الذين لم يتوجوا أبطالاً للمونديال وتوجوا بالكرة الذهبية تزيد على 60 في المئة في السنوات الماضية. ولدى الثلاثة الفائزين بالكرة الذهبية في الأعوام الأخيرة قدر من الفرص لأن منتخباتهم تشارك في المونديال، وهم التشيخي بافيل نيدفيد نجم 2003 والأوكراني أندريه شيفشينكو نجم 2004 والبرازيلي رونالدينيو نجم 2005. الخماسي المحظوظ الإنكليزي سيربوبي شارلتون هو أول لاعب كرة قدم في التاريخ يجمع بين ذهبية كأس العالم والكرة الذهبية، وجمع بينهما عام 1966 بعدما قادا إنكلترا للفوز باللقب على حساب ألمانيا الغربية في النهائي 4-2، وتفوق في الصراع نحو الكرة الذهبية على الألماني أوفي زيلر والبرتغالي يوزبيبو والهنغاري فلوريان ألبرت والحارس الروسي ليف ياشين. وعلى رغم أن شارلتون نال لقبه في عامه ال29 إلا أنه لم يكن أكبر من حصل عليه، وكان مواطنه سير ستانلي ماتيوز أول وأكبر من فاز بالكرة الذهبية، وكلاهما إنجاز تاريخي، وتجاوز ماتيوز عامه ال41 عندما اختاره الخبراء أحسن لاعب أوروبي عام 1956، والمذهل أنه بقي في الملاعب ثمانية أعوام أخرى. انتظر الجميع 16 عاماً بعد فوز شارلتون ليروا تتويجاً جديداً لأحد أبطال المونديال، وجمع الإيطالي باولو روسي أطراف المجد عام 1982 عندما أحرز اللقب مع بلاده في إسبانيا، وتوج روسي - العائد من إيقاف طويل بتهمة التلاعب في نتائج المباريات - بألقاب هداف المونديال وأحسن اللاعبين والكرة الذهبية، والغريب أنه لم يكن لاعباً ذائع الصيت قبل النهائيات. في إيطاليا 1990 أحرز منتخب ألمانيا الغربية كأس العالم وتسلم قائد الفريق لوثار ماتيوس الجائزة الثمينة من أيدي رئيس إيطاليا ورئيس"فيفا"، وأصبح ماتيوس أول لاعب في التاريخ يحرز فضية كأس العالم مرتين متتاليتين في 82 و1986 ثم الذهبية في 1990 من دون أن يغيب عن مباراة واحدة عبر ثلاث دورات. واكتملت سعادة ماتيوس باختياره أحسن لاعب في أوروبا والحصول على الكرة الذهبية، وهو نال في المونديال جائزة أحسن لاعب في النهائيات. وتفوق ماتيوس في سباق الكرة الذهبية على عدد كبير من النجوم الأكثر لمعاناً مثل الهولنديين رود خوليت وفان باستين اللذين جاءا قبله وبعده في الفوز بالكرة الذهبية، والإيطالي روبرتو باجيو والإنكليزي غاري لينيكر. جدارة غير مسبوقة حسمت الكرة الذهبية عام 1998 للفرنسي زين الدين زيدان، وهو قاد بلاده للفوز بكأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، وأحرز الهدفين الأول والثاني لفرنسا في مرمى البرازيل في النهائي، وألهب حماسة شعب بأكمله، واختاره الفرنسيون أشهر وأحب شخصية لديهم خلال العام. زيدان صاحب الأصول الجزائرية تفوق على البرازيليين الشهيرين رونالدو وريفالدو والكرواتي سوكير والهولندي بيركامب. وللمرة الثانية على التوالي بقيت الكرة الذهبية في حوزة لاعب أحرز كأس العالم وأحرز هدفين في المباراة النهائية، فاز بها البرازيلي رونالدو، وكانت المرة الثانية التي يفوز فيها بالكرة الذهبية التي نالها عام 1997 وهو الوحيد بين أبطال المونديال الذي توج باللقب الأوروبي الفريد مرتين. ردّ الاعتبار سبعة لاعبين تألقوا في كأس العالم ولم يحالفهم التوفيق لإحراز اللقب، وجاء فوزهم بالكرة الذهبية في نهاية العام بمثابة رد الاعتبار لجهودهم. الفرنسي رايمون كوبا احتل المركز الثالث مع بلاده في نهائيات 1958 بعد البرازيل والسويد، ولكن ألعابه البديعة منحته الكرة الذهبية على حساب مواطنه صاحب الرقم القياسي الأسطوري لهداف كأس العالم على مر العصور، الجناح جوست فونتين الذي سجل 13 هدفاً في النهائيات. وكانت خسارة فرنسا أمام البرازيل في نصف نهائي مونديال 1958 وراء ضياع الكأس من فرنسا ولكنها لم تحل دون فوز كوبا بالكرة الذهبية. وتكرر الأمر في نهائيات 1962 في شيلي، ولم تحل خسارة تشيخوسلوفاكيا في النهائي أمام البرازيل دون حصول صانع الألعاب جوزيف ماسوبست على الكرة الذهبية، وأشارت تلك الفترة إلى نهاية العصر الذهبي لثلاثي ريال مدريد الإسباني دي ستيفانو وبوشكاش وخنتو. فازت البرازيل أيضاً بكأس العالم 1970 في المكسيك ولكن من دون أن تلتقي مع المنتخب الألماني الذي جاء ثالثاً، ونال هداف ألمانيا والمونديال غيرد مولر الكرة الذهبية الأوروبية برصيد 10 أهداف، وهو آخر لاعب في تاريخ المونديال يصل برصيده من الأهداف إلى رقمين متجاورين. كم هو غريب أن تفوز ألمانيا الغربية على ملعبها بالكأس عام 1974 وفي وجود خمسة لاعبين يستحق كل منهم الكرة الذهبية فرانز بيكنباور ومولر وبراتيز وماير وأوفرات، بينما ذهبت الجائزة إلى السهم الهولندي يوهان كرويف، وخسر الهولنديون في النهائي 1-2، واحتفظ كرويف بالكرة الذهبية التي نالها للمرة الأولى عام 1973. الإنكليزي كيفين كيغان لم يضع شيئاً في كأس العالم 1978 التي فازت بها الأرجنتين، ولكن الخبراء منحوه الكرة الذهبية بسبب إنجازاته الخارقة مع ناديه الألماني هامبورغ. الهداف الروسي إيغور بيلانوف توج هدافاً لمنتخبه في كأس العالم 1986 واكتفى بالخروج من ربع النهائي أمام بلجيكا وعوضها بالفوز بالكرة الذهبية. وفي 1994 نال البلغاري ستويشكوف لقب هداف المونديال مناصفة مع الروسي سالينكو، ولكن دور ستويشكوف في وصول بلغاريا إلى المركز الرابع للمرة الأولى في التاريخ أعطاه الفرصة لأن يكون آخر لاعب يحرز الكرة الذهبية من دون أن يفوز مع بلاده في العام نفسه بالمونديال.