دعا خطباء الجمعة في المساجد والجوامع والحسينيات الاحزاب والكتل السياسية الى تجاوز خلافاتها الفئوية الضيقة والتفكير بمصير الشعب والاسراع بتشكيل الحكومة ووقف عمليات التهجير الطائفي في البلاد. وطالب الشيخ جلال الدين الصغير، خطيب وامام"جامع براثا"في بغداد، الحكومة ب"تفعيل قانون مكافحة الارهاب"، داعياً مجلس القضاء الأعلى الى"اصدار احكام الاعدام بحق العناصر الارهابية التي تستهدف حياة المواطن العراقي"، كما طالب الكتل والاحزاب السياسية ب"نبذ الخلافات الفئوية والتعامل الواقعي مع المعطيات الجديدة"، مشدداً على ضرورة"الاسراع في تشكيل الحكومة". وحذر الاحزاب والتيارات السنية المشاركة في العملية السياسية من محاولة تبديد"الحلم الشيعي"وقال:"ان اي محاولة لقتل هذا الحلم ستؤول الى كسر السدود التي وضعها رجال الدين والسياسة. والنار ستأكل الاخضر واليابس في البلاد"، مشدداً على ضرورة وقف عمليات التهجير الطائفي التي تستهدف الشيعة في المناطق السنية، ومشيراً الى ان الاحصائيات الرسمية التي اطلعه عليها وزير الدفاع تؤكد تهجير 940 عائلة من مناطق ابي غريب والتاجي و55 عائلة من اطراف بغداد. كما طالب هيئة علماء المسلمين بإصدار فتوى بتكفير كل من يريق دم العراقيين"بجميع اطيافهم ومكوناتهم الدينية لا سيما الشيعة". في كربلاء 110 كلم جنوببغداد طالب السيد احمد الصافي، خطيب الصحن الحسيني، الحكومة ب"اتخاذ التدابير اللازمة لتنظيف اجهزتها الامنية من العناصر المدسوسة"، وقال انها"مسؤولة امام الشعب عن خروقات أجهزتها الأمنية"، واكد"ضرورة ضرب الارهاب ومحاسبة العناصر المفسدة في الاجهزة الامنية التي تتقاضى الرشاوى وتطلق المجرمين من المعتقلات في وزارتي الداخلية والدفاع"، معتبراً"التسويف والمماطلة في هذا المجال ينذران بكارثة كبرى". من جانبه، حض الشيخ محمود الصميدعي، امام وخطيب جامع ام القرى في بغداد، العراقيين على"التحلي بالحكمة والهدوء"موضحاً ان"المؤامرة تستهدف الجميع"، وقال مخاطباً العراقيين"لا ينبغي ان يكون هناك احتقان بين ابناء الشعب الواحد لأن الجميع مقصود، ولأن هذا الاحتقان اذا أدى الى نتائج سلبية سيفرح اعداءهم ويكونون هم الخاسرون، سيخسرون وحدتهم واخوتهم والانسجام بينهم". وشدد الصميدعي على"ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة"، داعياً السياسيين الى ان"يأخذوا في الاعتبار وحدة العراق وان لا تكون نظرتهم مقصورة على الاتجاه او الحزب او المذهب وان يتنازلوا عن مصالحهم الذاتية من اجل الوصول الى تشكيل حكومة تخدم الشعب والبلد". وفي الفلوجة 70 كلم غرب بغداد انتقد الشيخ احسان الدليمي، خطيب جامع الراوي، مبادرة عبد العزيز الحكيم لإشراك إيران في حل المشاكل الأمنية التي يعاني منها الوضع في العراق وقال إن"ايران لم تتدخل طوال تاريخها تدخلاً في صالح الشعب العراقي"، واتهم طهران بأنها"مصدر معظم المشاكل الأمنية والتوتر الطائفي الذي يشهده العراق". وفي جامع ابو عبيدة الفلوجة انتقد الشيخ احمد دلي"السلوك المتشدد للقوات الاميركية مع سكان الفلوجة لا سيما على مداخل المدينة ومخارجها"، وقال ان هذه القوات"تنتقم من أهالي الفلوجة كلما تعرضت لهجوم"، داعياً القوات العراقية العاملة في نقاط التفتيش الى"عدم تقليدها في أسلوب تعاملها مع المواطنين، والعمل على تسهيل دخول الاهالي وخروجهم من والى المدينة".