تضاربت الانباء امس، عن مبادرة لتسوية الازمة النووية الايرانية، ما بين تأكيد موسكو وجود اقتراح لتخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية ونفي طهرانوواشنطن لهذا الامر. في غضون ذلك، وصل وفد ترويكا وزراء خارجية دول عدم الانحياز الاعضاء في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية كوبا وماليزيا وجنوب افريقيا الى طهران آتياً من موسكو، لاجراء محاثات مع نظيرهم الايراني منوشهر متقي ومسؤول الملف النووي علي لاريجاني والرئيس محمود احمدي نجاد، في شأن سبل اخراج الازمة من الطريق المسدود وبحث الدور الروسي في اجواء من التكتم وبعيداً من وسائل الاعلام. ويأتي ذلك قبل ساعات من وصول سكرتير مجلس الامن القومي الروسي ايغور ايفانوف الى طهران، وعشية اجتماع مجلس امناء الوكالة الدولية. وعلى رغم الانباء عن اقتراح اوروبي - اميركي يسمح لايران بالحفاظ على عملية تحويل اليورانيوم في منشآت اصفهان على ان يتم التخصيب في روسيا، فان طهرانوواشنطن"اتفقتا"للمرة الاولى على نفيها. ونفت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس موافقة واشنطن على مثل هذا الاقتراح، في حين قال لاريجاني ان بلاده لم تتلق أي اقتراح مكتوب في هذا الشأن، لا من الجانب الروسي ولا من غيره. اجواء صفقة لكن بدا ان زيارة وفد ترويكا عدم الانحياز تأتي في اطار محاولة لاقناع ايران بالموافقة على الاقتراح الروسي، قبل ساعات من وصول ايغور ايفانوف الى طهران حيث تتوقع مصادر ان يحمل معه اقتراحاً مكتوباً في هذا الشأن. وفي تلميح الى الاقتراح الروسي اكد متقي ان"أي مفاوضات يجب ان تضمن حق بلاده في الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية، وان ايران مستمرة في سياسة التعاون مع الوكالة الدولية واخضاعها لرقابة المفتشين وثانياً التفاوض مع كل الدول لازالة أي ابهام حول هذه النشاطات". كذلك اكد عراب الملف النووي علي لاريجاني ان بلاده"على استعداد لاختبار كل الطرق السلمية لحل الازمة النووية"، من دون ان ينفي امكان لجوء طهران الى طرق اخرى في حال فشلت هذه المساعي للحفاظ على هدفها الاستراتيجي وحقوقها النووية. تأكيدات روسية وجاءت تلك التطورات في وقت اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا تعمل بتنسيق وثيق مع"الترويكا"الاوروبية والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية"من اجل استكمال العمل للتوصل الى حل سياسي"لكل المسائل المتعلقة ببرنامج طهران النووي. وأوضح خلال مؤتمر صحافي في موسكو امس ان ثمة"احتمالات عدة مطروحة للبحث حالياً على هذا الصعيد"، وقال ان نقاشات تجري حولها من جانب خبراء وديبلوماسيين ومتخصصين في الشأن النووي. كذلك كشف الناطق باسم الوكالة الروسية للطاقة النووية نيكولاي شينغاريوف ان موسكو اقترحت شراكة على طهران خلال اجتماع لنائبي الوكالتين الايرانية والروسية عقد في موسكو في حزيران يونيو الماضي ،الا ان طهران لم ترد على هذا الاقتراح. الى ذلك، اوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشيف جانباً من تفاصيل ما وصف بأنه"حل وسط محدد يجري النقاش في شأنه حالياً"، قال انه ثمرة حوارات مستفيضة بين روسيا والولايات المتحدة والاوروبيين، وفحواه السماح لايران بتخضيب اليورانيوم على اراضيها خلال المرحلة الاولى على اساس ضوابط معينة، في حين تتولى شركة روسية ايرانية مشتركة مقرها داخل الاراضي الروسية كل عمليات انتاج الوقود النووي اللازم للمشاريع الايرانية. واكد كوساتشيف ان التوصل الى هذا الحل الغى احتمالات مناقشة ملف ايران في مجلس الامن النووي، خلال الشهر الجاري. ولم يستبعد مصدر روسي تحدث الى"الحياة"ان تكون الصيغة التي طرحها كوساتشيف"جزءاً من اقتراح روسي وليس اميركياً - اوروبياً"حملها سكرتير مجلس الامن القومي ايغور ايفانوف الى طهران لمناقشتها مع المسؤولين الايرانيين.