اتهم البيت الأبيض طهران امس، بالتلاعب، بعد تراجعها عن قبول اقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا، حلاً لأزمة الملف النووي الإيراني. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان:"هذا النظام الايراني، ما زال يتحدى المجتمع الدولي ولا يلتزم تعهداته". وبدّد كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني الآمال بقبول طهران الحل الروسي، إذ قال لدى عودته من الصين إن الخطة الروسية"غير كافية لتلبية حاجات ايران من الطاقة النووية"، فيما وضع الاتحاد الاوروبي الاقتراح الروسي في مقدم ثلاثة شروط لتسوية مع ايران لتفادي احالتها على مجلس الامن. راجع ص7 وجاء موقف لاريجاني رداً على تأييد الرئيس الأميركي جورج بوش الاقتراح الروسي، علماً أن المسؤول الايراني اكد ان بلاده"لا تعتبر الاقتراح سلبياً، بل جديراً بالدرس". وحذر من"أي تصرف غير عقلاني قد يؤدي إلى ظروف غير ملائمة للمنطقة"في إشارة إلى احتمال رفع الملف إلى مجلس الأمن. في سالزبورغ، قال المستشار النمسوي وولفغانغ شوسل الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ان ثمة"حلاً بسيطاً"لإيران يستند الى ثلاثة شروط: ان توافق على اقتراح تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية، وتعود الى تجميد نشاطاتها المتعلقة بالتخصيب، وان توافق على العروض المغرية والمعقولة التي طرحها الاتحاد من اجل تعاون اقتصادي واسع معها. وفي فيينا، افاد ديبلوماسيون أن ايران وعدت بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع لاويزان العسكري السابق، في خطوة اعتبرت تنازلاً من طهران للوكالة. وأكد الديبلوماسيون ان الوعد ورد في وثيقة أرسلت بالفاكس إلى اولي هينونن أحد المديرين المساعدين للوكالة. جاء ذلك عشية اجتماع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع نظرائها في الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا، في لندن الاثنين المقبل، لمناقشة الازمة. واعتبرت الوزيرة أن إيران"تشعر بسخونة"الضغوط الدولية بسبب برنامجها النووي، مؤكدة اصرار واشنطن على رفع الملف الى مجلس الأمن، من دون أن تبدي تقديراً يُذكر لموقف طهران من الاقتراح الروسي. في الوقت ذاته حذرت رايس الهند من أنها أمام"خيارات صعبة"في شأن الحفاظ على اتفاق التعاون النووي مع الولاياتالمتحدة، وذلك في محاولة لمقايضة هذا الاتفاق، بتصويت نيودلهي الى جانب واشنطن في الاجتماع المرتقب لمجلس حكام وكالة الطاقة لاتخاذ قرار في شأن إيران. وأكد ريتشارد ميلز الناطق باسم روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأميركية أن واشنطن وبكين متفقتان على مبدأ أن إيران يجب ألا تطور أسلحة نووية. وقال رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان، إن الأوروبيين يريدون توجيه"رسالة قوية"الى طهران لحملها على احترام التزاماتها على صعيد الحد من الانتشار النووي، مع"الحفاظ على وحدة المجموعة الدولية"، مشيراً الى ان"إمكان عقد اجتماع لمجلس الأمن هو الوسيلة الجيدة لتأكيد وجود حد لا يجوز تجاوزه". وتعقد حركة عدم الانحياز في جنوب افريقيا اليوم، اجتماعاً رباعياً على مستوى وزراء الخارجية تحضره الى الدولة المضيفة، إيران وماليزيا وكوبا، لمناقشة الأزمة. ويتوقع أن يطلع الوزير الإيراني منوشهر متقي نظراءه على"الموقف الشفاف"لبلاده في الازمة. من جهة أخرى، أفادت صحيفة"واشنطن تايمز"أن مراجعة استراتيجية للبنتاغون اقترحت تشكيل وحدة عسكرية لمنع نقل أسلحة الدمار الشامل من دول مثل كوريا الشماليةوإيران إلى الجماعات"الإرهابية". وأشارت الى أن الوحدة ستتألف من مئات الجنود بينهم قوات العمليات الخاصة وأفراد استخبارات، مؤكدة أن الاقتراح جاء في مراجعة الدفاع لعام 2005 والتي تجرى كل أربع سنوات لتقويم استراتيجية الدفاع الأميركية. وسيحيل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الاقتراح على البيت الأبيض والكونغرس في السادس من شباط فبراير المقبل.