عبر 847 مباراة على مدار عامين، شاركت 194 دولة في تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2006، وبعد اهتزاز الشباك 2464 مرة تحددت المواقف، وصعدت منتخبات 31 دولة لتشارك صاحب الملعب المانيا في نهائيات"المونديال"الثامن عشر من 9 حزيران يونيو إلى 9 تموز يوليو المقبلين، توغو، وانغولا، وساحل العاج، وغانا للمرة الأولى، وتونس من افريقيا، وحامل اللقب البرازيل والارجنتين واكوادور، وباراغواي من اميركا الجنوبية، والسعودية، واليابان، وكوريا الجنوبية، وإيران من آسيا، والمكسيك، والولاياتالمتحدة، وكوستاريكا ومعها للمرة الأولى ترينداد، وتوباغو عن أميركا الشمالية والوسطى، وهولندا واوكرانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا وانكلترا وصربيا والسويد وبولونيا وكرواتيا واسبانيا وسويسرا وتشيخيا عن أوروبا، واستراليا من الأوقيانوس، والثنائي صربيا وأوكرانيا ضيفان للمرة الأولى أيضاً. التصفيات التي انطلقت في نهاية صيف 2003 لم تتوقف إلا في سيدنيوالمنامة في تشرين الثاني نوفمبر 2005، وخلالها تلاعبت النتائج بالأعصاب لا سيما في المراحل الختامية، وخطفت ترينداد وتوباغو مقعدها في"المونديال"بعد أطول مشوار لأي منتخب واستمر 20 مباراة، وما أغرب أن يخسر منتخب 7 مباريات كاملة في التصفيات ويتأهل إلى النهائيات، وعلى العكس يخرج منتخب المغرب من التصفيات ولا يتأهل إلى المونديال على رغم أنه لم يخسر أي مبارة على الإطلاق. الأعجب أن غواتيمالا كانت أقرب جداً لاحتلال المركز الرابع في التصفيات القارية على حساب ترينداد وتوباغو، لولا المفاجأة الصارخة في ختام المباريات، وبعد ثلاث هزائم متتالية أمام المكسيك 1 - 3 وصفر- 3 وصفر- 2 في الدورين الأخيرين للتصفيات، استفاد الترينداديون من تأهل المكسيك باكراً وعدم اهتمامهم بمباراتهم الأخيرة وغياب معظم الأساسيين، وفازت ترينداد وتوباغو 2-1 وقفزت إلى المركز الرابع، لمواجهة البحرين في ختام التصفيات، ووسط جمهورهم في بورت أوف سبين لم يحقق الترينداديون أفضل من التعادل 1 - 1، وانتظر الكل سقوطهم في المنامة بعد أربعة أيام فقط، ولكن كرة القدم قدمت للجميع جانباً من الإثارة، وفازت ترينداد وتوباغو خارج ملعبها 1 - صفر واقتنصت بطاقة التأهل. وتحمل المكسيك - على رغم الخسارة من ترينداد وتوباغو - عدداً من الأرقام القياسية الإيجابية في التصفيات، مستفيدة أيضاً من تدني مستوى منافسيها في القارة، وعبر 16 مباراة فاز المكسيكيون في 13 ولم يخسروا إلا مرتين أمام الولاياتالمتحدة، والمباراة المشبوهة في بورت أوف سبين، وسجل المنتخب الأخضر 49 هدفاً بواقع يزيد على 3 أهداف للمباراة، وهو الرقم الأكبر بين كل الدول المتأهلة، وفارق الأهداف الإيجابي الذي وصل إلى 93 هو الأكبر أيضاً، ويتصدر المهاجم المكسيكي الشهير ياريد بورغيتي قائمة هدافي التصفيات برصيد 41 هدفاً، وهو سجل بمفرده عدداً يساوي كل ما سجله المنتخب الفرنسي متصدر مجموعته في 10 مباريات، وجاء 81 هدفاً للمكسيكيين في المباراتين الأولى والثانية ضد دومينيك بالفوز 10 - صفر و8 - صفر، وأطاحوا بعدها بمنتخب سان كيتس ونيفيس 5 - صفر و8 - صفر وسان فنسان 7 - صفر. وعلى العكس واجه منتخب باراغواي، رابع التصفيات في أميركا الجنوبية، عدداً ضخماً من المباريات الصعبة، وهو الوحيد الذي أنهى التصفيات متأهلاً إلى المونديال من دون أن يكون له فارق أهداف إيجابي، وسجل 32 هدفاً ودخل مرماه مثلها، والعجيب أن 9 أهداف سكنت شباكه كانت في مباراتي بيرو وفنزويلا اللذين احتلا معاً المركزين الثامن والتاسع. ونحو مزيد من التناقضات تأهل منتخب صربيا للمرة الأولى من دون أن تهتز شباكه بأكثر من هدف واحد فقط، وهو الدفاع الأقوى على الاطلاق في العالم، ولم يخسر المنتخب أي لقاء عبر 10 مباريات في التصفيات، واستفاد من الجدار الخلفي المتين والدفاع الحديدي الحصين. ويملك المنتخب السعودي إنجازاً ممتازاً أيضاً في التصفيات، وهو الثاني عالمياً والأول آسيوياً في التصفيات على صعيد الدفاع، إذ لم تهتز شباكه إلا بهدفين فقط من أوزبكستان واندونيسيا، ويتساوى معه عالمياً بطل العالم 1998 وبطل أوروبا 2000 منتخب فرنسا في الصلابة الدفاعية. ويشترك السعوديون مع منتخبات كرواتيا واسبانيا وفرنسا والبرتغال وصربيا في إنهاء التصفيات من دون أي هزيمة. والرقم القياسي الفريد للسعودية في التصفيات هو عدد اللاعبين الذين شاركوا في المباريات ووصل إلى 45 لاعباً، وبالطبع لم يصل أي لاعب إلى حاجز المشاركة في كل المباريات.