النسخة ال17 من كأس العالم عام 2002 ، كانت وجهتها جديدة ومختلفة عما سبق من نسخ ماضية، قارة آسيا لم يكن لها نصيب استضافة أي بطولة عالمية في الأعوام الماضية، تقدمت اليابانوكوريا الجنوبية والمكسيك لاستضافة هذه النسخة، وبعد ذلك قررت الدولتان الآسيويتان أن يندمجا في ملف واحد، وبمجرد اندماجهما استطاعا الحصول على الاستضافة أمام المكسيك التي سبق لها استضافة "المونديال" مرتين ماضيتين. تأهلت كوريا الجنوبيةواليابان باعتبارهما البلد المستضيف، وشاركت فرنسا لكونها حامل اللقب في النسخة الأخيرة، وبقيت المقاعد ال29 لبقية المنتخبات للتنافس عليها، ومن قارة آسيا صعد المنتخب السعودي للمرة الثالثة على التوالي إضافة لمنتخب الصين الذي حضر لأول مرة، ومن أفريقيا جاءت الكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا وتونس وحضرت السنغال لأول مرة ، وتأهلت من أميركا الجنوبية الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي والباراغواي وسجلت الإكوادور أول حضور لها عن أميركا الشمالية جاءت كوستاريكا والمكسيك والولاياتالمتحدة الأميركية. وحضر منتخب سلوفينيا لأول مرة من القارة الأوروبية، إضافة لمنتخب بلجيكا وكرواتيا والدانماركوإنجلترا وألمانيا وإيرلنداوإيطاليا وبولندا والبرتغال وروسيا وإسبانيا والسويد وتركيا. وقسمت المنتخبات إلى ثماني مجموعات، تلعب أربع مجموعات منها مبارياتها في ملاعب اليابان، والأربعة الأخرى تلعب فوق ملاعب كوريا، وجاء "الأخضر" في المجموعة الخامسة على ملاعب اليابان مع ألمانيا وإيرلندا والكاميرون، وجاءت المجموعة السادسة بالأرجنتين ونيجيريا وإنجلتراوالسويد ، وتشكلت المجموعة السابعة من إيطاليا والإكوادور وكرواتيا والمكسيك، وتواجد المنتخب المستضيف اليابان في المجموعة الثامنة معه بلجيكا وتونس وروسيا. وفوق ملاعب كوريا الجنوبية لعبت المجموعات الأربعة مبارياتها، وتكونت المجموعة الأولى من فرنساوالسنغال والأوروغواي والدانمارك، والمجموعة الثانية من إسبانيا وسلوفينيا والباراغواي وجنوب أفريقيا، وثالث المجموعات جاءت بالبرازيل وتركيا والصين وكوستاريكا، والمجموعة الرابعة ضمت إلى جانب المستضيف كوريا الجنوبية منتخبات بولندا وأميركا والبرتغال. خيبة أمل سعودية يعتبر المونديال الآسيوي نقطة سوداء في تاريخ الكرة السعودية، ففي مباراة الافتتاح خسر المنتخب الوطني بنتيجة تاريخية أمام منتخب ألمانيا 8 -صفر ، وفي المباراة الثانية حاول المنتخب السعودي أن يستدرك وضعه أمام الكاميرون، لكنه فشل في تحقيق نتيجة إيجابية بعدما خسر 1 -صفر، وفي المباراة الأخيرة للمنتخب السعودي خسر بنتيجة 3 -صفر أمام المنتخب الايرلندي، ليودع المنتخب السعودي مونديال كأس العالم بمشاركة سيئة للغاية، إذ استقبلت شباكه 12 هدفاً ولم يستطع أن يسجل لاعبوه أي هدف في هذه البطولة. فرنسا بطل النسخة الأخيرة، غادر هو الآخر من الدور الأول في مفاجئة جديدة، إذ تأهلت السنغالوالدانمارك ، وعن المجموعة الثانية تأهلت إسبانيا والباراغواي، ورافقت تركيا منتخب البرازيل إلى دور ال16 عن ثالث المجموعات، واستطاعت كوريا الجنوبية مع أميركا أن تتأهل عن المجموعة الرابعة. وتأهلت ألمانيا وإيرلندا عن المجموعة الخامسة، ومن المجموعة السادسة عبرت السويدوإنجلترا، وتأهلت المكسيك وإيطاليا عن سابع المجموعات، واستطاعت اليابان أن تفعل مثل كوريا الجنوبية وتتأهل للدور المقبل مع بلجيكا من المجموعة الثامنة. الأرجنتين ضمن المغادرين لا يمكن إطلاقاً أن نمضي من دور المجموعات، دونما أن نستعرض الحدث الأبرز ، والحادثة التي حصلت لأول مرة في كؤوس العالم، الأرجنتين تحت قيادة المدرب مارسيلو بيلسا، تخوض المونديال وطموحها تكرار إنجاز مونديال 1986، انتصرت أمام نيجيريا في مباراتها الأولى، لكنها خسرت أمام إنجلترا 1 -صفر، لتضطر في مباراتها الأخيرة أمام السويد أن تبحث عن الفوز ولا شيء غيره، وبعد أن أطلق الحكم الإماراتي علي بوجسيم صافرة بدء مباراة الأرجنتينوالسويد، تقدم المنتخب الأوروبي بهدفه الأول، وظلت الأرجنتين تبحث عن هدف التعادل والفوز، لكنها لم تستطع أن تصل مرمى السويد إلا قبل نهاية المباراة بدقيقتين عبر مهاجمها هيرنان كريسبو الذي سجل هدفاً باهتاً لم يحتفل به الأرجنتينيون، وبعدها بدقائق أعلن علي بوجسيم نهاية المباراة ومغادرة الأرجنتين من دور المجموعات لأول مرة بتاريخ منتخب "راقصي التانغو". مفاجأة كورية في دور ال16 ألمانيا تجاوزت الباراغواي 1 -صفر، والمكسيك سقطت أمام أميركا 2 -صفر، وعانت إسبانيا أمام إيرلندا بعدما تعادل المنتخبين 1-1 طوال الأشواط الإضافية والأصلية ، قبل أن يحسم الإسبان تأهلهم عبر ركلات الترجيح، وفجرت كوريا الجنوبية مفاجأة كبرى بعد إقصاء إيطاليا، فعلى الرغم من تقدم الطليان باكرا إلا أن الكوريين عادوا للمباراة قبل دقيقتين من نهايتها، وفي الأشواط الإضافية سجل أن جونغ هوان الهدف الذهبي، وأعلن تأهله بلاده على حساب إيطاليا. إنجلترا سحقت الدانمارك 3 -صفر، والبرازيل عبرت بعد فوزها على بلجيكا 2-صفر، وتركيا أسقطت اليابان البلد المستضيف 1-صفر، وعلى الرغم من حضورها الأول استطاع منتخب السنغال أن يعبر إلى ربع النهائي، فقد حول تأخره أمام السويد إلى انتصار بفضل الهدف الذهبي في الأشواط الإضافية. المغامرة الكورية مستمرة في ربع نهائي البطولة، واصلت ألمانيا مسيرها إلى المباراة النهائية وتجاوزت أميركا 1-صفر، واستطاعت كوريا الجنوبية أن تكرر مافعلته أمام إيطاليا، وتسقط منتخب إسبانيا بركلات الترجيح وتعبر لنصف نهائي المونديال، وحققت البرازيل فوزاً ثميناً على إنجلترا 2-1 بإمضاء رونالدينهو وريفالدو، وتوقفت مغامرة السنغال أمام تركيا التي هزمتها 1 -صفر. في نصف النهائي ألمانيا تهزم كوريا الجنوبية بشق الأنفس، فبعد أن مضى من زمن المباراة 75 دقيقة استطاع لاعب الوسط مايكل بالاك أن يسجل هدف الفوز لبلاده ألمانيا، ولم يكن منتخب البرازيل بحال أفضل مما كانت عليه ألمانيا، فقد انتظر البرازيليون شوطاً كاملاً قبل أن يصل هداف "السامبا" رونالدو إلى الشباك التركية مسجلاً هدف المباراة الوحيد. لقب خامس ل"السامبا" المباراة النهائية لعبت فوق أرضية استاد يوكوهاما الوطني في طوكيو عاصمة اليابان، وحضر المباراة 260 ألف متفرج وهو رقم قياسي جديد سجلته كؤوس العالم، منتخب "السامبا" الذي يبحث لاعبوه عن لقب مونديالي خامس، استحوذوا على مجريات الشوط الأول، لكن من دون فاعلية في وقت جاءت محاولات الألمان على خجل واستحياء، ومع انطلاقة الشوط الثاني نجح الهداف البرازيلي رونالدو من الوصول إلى شباك حارس ألمانيا أوليفر كان مسجلاً الهدف الأول، وعاد قبل نهاية المباراة بعشرة دقائق لتسجيل الهدف الثاني، ليعلن تتويج بلاده بخامس ألقاب كؤوس العالم، كأكثر منتخب يتوج نفسه بطلاً للعالم . البطولة التي شهدت تسجيل 161 هدفا سجل بها جميع المنتخبات المشاركة باستثناء المنتخب الوطني ومنتخب الصين، وحصل البرازيلي رونالدو على هداف النسخة بتسجيله ثمانية أهداف، وتقاسم مواطنه ريفالدو المركز الثاني مع الألماني ميروسلاف كلوزه بتسجيلهما خمسة أهداف. الحارس الألماني أوليفر كان حقق جائزة أفضل لاعب بالمونديال، فشباكه لم تهتز طوال مباريات البطولة السبع إلا ثلاث مرات، وحقق إلى جانب ذلك جائزة أفضل حارس في هذه النسخة، وحقق الأميركي لاندون دونوفان جائزة أفضل لاعب ناشئ في البطولة، فيما حقق منتخب كوريا الجنوبية جائزة المنتخب الممتع، وظفر منتخب بلجيكا بجائزة اللعب النظيف. أسرع الأهداف هذه النسخة شهدت أسرع هدف بتاريخ كؤوس العالم، فقد احتاج لاعب منتخب تركيا هاكان شوكور إلى 11 ثانية فقط ليسجل الهدف في مباراة منتخب بلاده أمام كوريا الجنوبية ، بمباراة تحديد المركز الثالث والرابع. مصادفة نادرة حدثت في مباراة منتخبي فرنسا والأوروغواي، حين تواجه الأوروغوياني دييغو فورلان والفرنسي يوري دجوركاييف بعد 36 عاماً من مواجهة والديهما اللذين التقيا بنفس قمصان المنتخبين حين لعبت فرنسا والأوروغواي ضد بعضهما في مونديال عام 1966 ، وعادت هذه المواجهة مجدداً عن طريق الأبناء . "العامل المعجزة" هو اللقب الذي اكتسبه الصربي بورا ميلوتينوفيش، بعد أن وصل للنهائيات الرابعة بتاريخه كمدرب، إذ قاد المكسيك مونديال 1986، وحضر مع منتخب كوستاريكا مونديال 1990، وقاد المنتخب الأميركي حين استضافت الولاياتالمتحدة مونديال 1994 ، وحضر في مونديال فرنسا 1998 مدرباً لمنتخب نيجيريا، وفي المونديال الآسيوي كان مدرباً لمنتخب الصين، ولكنه فشل لأول مرة من أن يعبر دور المجموعات . مع نهاية مونديال آسيا أعلن هداف الأرجنتين جبرييل باتيستوتا اعتزاله اللعب دولياً ، ليكون هذا المونديال هو محطته الأخيرة بقميص "التانغو"، قائد إسبانيا فرناندو هيرو أعلن اعتزاله الدولي هو الآخر. رونالدو يحتفل بأحد أهدافه في النهائي هجوم المنتخب السعودي فشل من تسجيل أي هدف المنتخب الكوري كان مفاجأة بطولة 2002 Your browser does not support the video tag.