شهدت اسرائيل العام الماضي زيادة حادة في عدد المهاجرين الجدد الآتين من فرنسا حيث وقعت موجة من الهجمات المعادية للسامية دفعت رئيس الوزراء ارييل شارون عام 2004 لدعوة اليهود الفرنسيين للهجرة الى اسرائيل. وكشف التقرير السنوي للمكتب المركزي للاحصاءات في اسرائيل الذي صدر امس عن ان أعداد المهاجرين الاجمالية لم تشهد سوى زيادة طفيفة في عام 2005 مقارنة بعام 2004، الا ان عدد المهاجرين القادمين من فرنسا ارتفع بنسبة 27 في المئة في 2005 بعد ان زاد بنسبة 12 في المئة في العام السابق. وتضم فرنسا اكبر الطوائف اليهودية والاسلامية في اوروبا الغربية والقي باللوم في كثير من الهجمات الاخيرة المعادية لليهود على شبان مسلمين غاضبين من الوضع في الشرق الاوسط. ودعا شارون اليهود الفرنسيين الى الهرب من معاداة السامية في فرنسا من خلال الهجرة الى اسرائيل. وأدت دعوته الى توتر العلاقات بين فرنسا واسرائيل بعض الوقت. وذكر التقرير ان 2545 شخصا هاجروا من فرنسا الى اسرائيل العام الماضي مقارنة ب 2003 اشخاص في 2004. وزاد عدد المهاجرين القادمين من روسيا والولايات المتحدة ايضاً ولكن بمعدل يقل كثيراً. وتحظى الاحصاءات السنوية الخاصة بالهجرة بمتابعة دقيقة في اسرائيل حيث يخشى كثير من اليهود ان يفوقهم العرب عددا في نهاية الامر ان لم تتدفق اعداد كبيرة من المهاجرين اليهود على البلاد. ويمثل اليهود 76 في المئة من سكان اسرائيل الذين يبلغ عددهم 6.99 مليون نسمة بينما يمثل العرب 20 في المئة. وقال مكتب الاحصاءات ان عدد القادمين الجدد بلغ 21126 مهاجرا في 2005 ارتفاعا من 20893 في 2004. وكان العدد انحفض بنسبة عشرة في المئة في 2004 مقارنة بعام 2003 الى ادنى مستوى في 15 عاما. وكان عدد المهاجرين الجدد يتراوح بين 70 الفاً و200 الف في السنة في الفترة التي اعقبت انهيار الكتلة السوفياتية. وشهدت الهجرة انحفاضا حاداً في عام 2000 بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية، كما يشار الى الركود الذي عم الاقتصاد في الجزء الاول من العقد الاخير على انه عامل آخر ساهم في انخفاض الهجرة. غير ان التفجيرات الانتحارية تراجعت الى حد بعيد كما تحسن الاقتصاد الاسرائيلي في السنوات الاخيرة. وعلى مدى السنوات الخمس الاخيرة هاجر زهاء 203 الاف شخص الى اسرائيل. وقال المكتب المركزي للاحصاءات ان نحو مليون شخص غالبيتهم من بلدان الكتلة السوفياتية السابقة هاجروا الى اسرائيل في عقد التسعينات.