قبيل توجه الوفد الروسي إلى طهران لاستئناف المفاوضات التي بدأت في موسكو أول من أمس ولم تحقق أي تقدم في شأن اقتراح تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا، اتهم سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني"الترويكا الأوروبية"فرنسا وبريطانيا وألمانيا بقبض ثمن يورانيوم قبل الثورة الإسلامية، لم تتسلمه ايران حتى اليوم. وقال لاريجاني:"كانت مشاريع غير قليلة من هذا القبيل قبل انتصار الثورة الإسلامية، ولم يول الغربيون أي اهتمام للشعب الإيراني المحروم"، لافتاً إلى أن"من بين المشاريع بناء مفاعل طهران الذري الذي بدأه الأميركيون وعقدوا اتفاقاً مع إيران حوله". وأشار إلى أن واشنطن"قبضت ثمن الوقود النووي"من إيران، من دون تسليمه. كما تحدث عن اتفاق إيران مع شركتين، إحداهما ألمانية والأخرى فرنسية، لبناء محطتين لتوليد الطاقة لكنهما لم يقوما بتنفيذ هذا الاتفاق. وعما إذا كان المشروع الروسي يعني تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم في أراضيها، قال لاريجاني:"المباحثات تعني دراسة واستكمال المشروع"، نافياً التخلي عن تخصيب اليورانيوم في إيران. بوتين في غضون ذلك، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاوضات بلاده مع الإيرانيين بأنها"ليست سهلة"وشدد على أن اقتراح موسكو يشكل"المخرج الوحيد من المأزق"، فيما كشفت مصادر أن المفاوضين الروس"لن يحملوا جديداً للإيرانيين"خلال جولة المفاوضات التي تبدأ اليوم الجمعة. وذكر بوتين خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في اذربيجان التي قصدها في زيارة رسمية، أن الوفد الإيراني الذي أجرى جولتين من المحادثات في موسكو"اخذ مهلة من الوقت للتشاور مع القيادة الإيرانية حول المسائل المقترحة". واستبقت موسكو زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو إلى طهران بالتأكيد على أنها"لن تقدم اقتراحات جديدة إلى الإيرانيين". وقال ناطق باسم الوكالة إن"المهم بالنسبة إلى المجتمع الدولي ليس امتناع إيران عن تخصيب اليورانيوم محلياً وحسب، بل والتوقف تماماً عن كل أشكال البحوث المتعلقة بهذه التقنيات". وأبلغ مصدر قريب من المفاوضات وكالة"انترفاكس"الروسية أن الإيرانيين أصروا على عدم الربط بين موافقتهم على إنشاء المؤسسة التي ستتولى تخصيب اليورانيوم وحقهم في مواصلة البحوث العلمية المتعلقة بهذه التقنيات على أراضيهم، ما يعني عدم الربط بين ملفي التخصيب وأعمال الرقابة الدولية على البحوث الإيرانية. وتحدث المصدر عن عنصر خلافي آخر، يتعلق بطلب طهران ضمانات كافية بعدم استخدام حاجتها للوقود النووي الروسي للضغط عليها مستقبلاً. في غضون ذلك، أفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية إلى أن موسكو شددت خلال المحادثات الأخيرة على ضرورة التزام طهران بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك في مجال الرقابة على نشاطات إيران النووية. وأعرب مسؤول في الاستخبارات الخارجية الروسية عن توافر قناعة لدى موسكو بعدم امتلاك طهران إمكانات لصناعة قنبلة نووية. وفي بكين، اجتمع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر - شتاينماير مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو ونظيره الصيني لي تشاوتشينغ، في مستهل محادثات كشفت مصادر ديبلوماسية أنها ستشمل قضايا من بينها دور بكين في التوصل إلى حل دولي للازمة النووية الإيرانية. وفي ألمانيا، طالب هانزغيرت بوتيرينغ، رئيس كتلة الحزب الأوروبي الشعبي في البرلمان الأوروبي، الحكومة الإيرانية قبول العرض الروسي، محذراً من تصعيد"وخيم"إذا لم تقبل إيران ذلك. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة"يديعوت أحرونوت"الإسرائيلية أن مجموعة من الإسرائيليين سيرفعون دعوى ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام المحكمة الدستورية في مدينة كارلسروه أعلى سلطة قضائية في ألمانيا، يتهمونه فيها بإنكار المحرقة النازية الهولوكوست وبالتحريض على الكراهية والعنصرية وانتهاك مواثيق الأممالمتحدة وقراراتها. وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت مجدداً على أحمدي نجاد في كلمة أمام قال أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، مجدداً دعوته الأسرة الدولية إلى منع إيران من امتلاك السلاح النووي.