شدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغا زاده أمس على أن استئناف طهران عملية تخصيب اليورانيوم حتمي، لكنه أشار إلى أن ذلك مستبعد طالما المفاوضات مستمرة مع الاتحاد الأوروبي. وجاء هذا التشدد قبل 10 أيام من المرحلة الجديدة من المفاوضات النووية بين إيران والترويكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وبعد مطالبة اسرائيل الغرب باستعجال احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن، على خلفية دعوة الرئيس محمود احمدي نجاد الى نقل الدولة العبرية الى مناطق في ألمانيا والنمسا. وأكد ديبلوماسيون غربيون في فيينا امس أن الاتحاد الأوروبي وإيران يعتزمان استئناف المحادثات حول الملف النووي الإيراني في 21 الشهر الجاري، وفي غياب الروس، على رغم اقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم الإيراني في الأراضي الروسية. ورأى ديبلوماسي غربي أن موسكو"ربما تبتعد بعض الشيء"عن طهران وخططها غير المنتظرة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن آغا زادة قوله:"من وجهة نظر تقنية وشرعية، لا يراودني شك في أننا سنستأنف تخصيب اليورانيوم". واضاف آغا زاده أن"إيران لن تبادر الى التخصيب وضخ الغاز خلال المفاوضات". ولا تبدو الترويكا الأوروبية واثقة بالحصول على ضمانات من طهران بتعليق نشاطاتها النووية. ولفت مصدر أوروبي إلى أن الاجتماع المقبل سيشكل استئنافاً للمحادثات لمعرفة امكانات التحضير للقاء على مستوى وزاري. وأفادت المصادر أن مكان الاجتماع لم يحدد نهائياً بعد، وربما يكون فيينا أو مكاناً آخر. وأعربت السفارة البريطانية في طهران في بيان عن"قلقها"من تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي تحدث عن نية بلاده استئناف تخصيب اليورانيوم في ناتنز. واعتبرت لندن إصرار طهران على استئناف العمل في معدات الطرد المركزي مخالفاً للتعهدات التي قطعتها للأوروبيين، يتعارض مع قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لافتة إلى أن تصريحات لاريجاني تقطع الطريق على التوصل إلى اسس مشتركة لجولة المفاوضات المقبلة. لكن آغا زاده رأى أن الإجراءات الإيرانية لا تتعارض مع قرارات الوكالة الدولية، معتبراً ان التفسيرات الأوروبية لكلام لاريجاني"تهدف إلى التأثير في مسار المفاوضات". ولم يسلم مدير الوكالة محمد البرادعي من انتقادات آغا زاده الذي اعتبر تصريحاته في شأن إمكان توصل إيران إلى إنتاج أسلحة نووية خلال شهرين إذا عاودت عملية التخصيب"تفتقد الخبرة"، باعتبار أن مسار التسلح النووي يختلف عن التخصيب. وكان البرادعي اعرب عن أمله بإحراز تقدم عام 2006 لتسوية ازمة برنامج إيران النووي. وقال إن صبر المجتمع الدولي ينفد، وان المطلوب من إيران الشفافية والتعاون في العام المقبل. وخلال تسلمه جائزة نوبل في استوكهولم امس، دعا البرادعي إلى عالم خال من الخطر النووي، وحض القوى النووية على اتخاذ موقف نموذجي بالتخلي عن ترساناتها. راجع ص20