منحت إسرائيل أمس الأسير مروان البرغوثي رئيس كتلة"فتح"لانتخابات المجلس التشريعي التي ستجري بعد غد الأربعاء منصة انتخابية عندما سمحت لقناتي"العربية"و"الجزيرة"التلفزيونيتين الفضائيتين اجراء مقابلة معه. ودأبت إسرائيل على رفض السماح لوسائل الإعلام اجراء مقابلات مع البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات بتهمة المسؤولية عن هجمات مسلحة نفذها أعضاء في كتائب شهداء الأقصى، ما جعل الكثيرين يرون في السماح له مخاطبة الرأي العام أمس تسهيلا لحملة"فتح"الانتخابية في مواجهة حركة"حماس"التي تسجل تقدما مضطرداً في استطلاعات الرأي العام. ونفى البرغوثي في المقابلة ان تكون اسرائيل قد منحته بهذه المقابلة منصة دعائية. وقال في رد على سؤال بهذا الشأن:"حكام تل أبيب غير معنيين بشريك فلسطيني، هم لديهم قرار استراتيجي بعدم التعامل مع شريك فلسطيني وتساءل:"من الذي اغتال ياسر عرفات سياسيا اولاً خلال ثلاث سنوات ثم جسديا"ليجيب:"الحكومة الاسرائيلية وبقرار". واشار الى ان الاسرائيليين ظلوا يقولون على مدى ست سنوات ان عرفات اصبح عقبة في وجه تحقيق السلام لكن اليوم وبعد رحيل عرفات ومجيء ابومازن الذي"ينادي صباح مساء بالعمل السلمي والتهدئة ماذا كان رد الاسرائيليين؟". واضاف في لهجة لا تخلو من حدة ان الاسرائيليين"يقولون انهم سيوقفون العملية السياسية اذا جاءت حركة"حماس". على من يضحك الاسرائيليون؟ الناس ليسوا سذجاً. الاسرائيليون لا يريدون لا"فتح"ولا"حماس"ولا ابومازن ولا مروان البرغوثي ولا الزهار ولا هنية ولا فلان ولا علان .. هم اتخذوا قرارا استراتيجيا بفرض حل من طرف واحد". وتابع:"حدث ذلك في غزة وخرجوا، والآن يريدون ان يستكملوا في الضفة الغربية ولكني اقول انه لن يكون هناك في هذه المنطقة لا امن ولا سلام ولا استقرار حتى نحقق اهدافنا الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف واشدد عاصمتها القدس الشريف". ووصف البرغوثي الانتخابات الفلسطينية التي ستجرى بعد غد الأربعاء بانها"معجزة"وقال:"سنذهب الى صناديق الاقتراع لنصنع معجزة الديموقراطية كما صنعنا معجزة غزة". ودافع البرغوثي عن خيار"فتح"معتبراً رسالتها"رسالة الحرية والعودة والاستقلال". واعترف بوجود ثغرات في مسيرة"فتح"لكنه تعهد باصلاحها، معربا عن أمله بعقد المؤتمر العام السادس للحركة هذا العام بعد تأخر دام 17 عاماً. وتعهد البرغوثي بالشراكة مع باقي القوى الفلسطينية مشيرا الى انه كان أطلق في بداية الانتفاضة شعار"شركاء في الدم شركاء في القرار"وانه يطلق اليوم عشية الانتخابات شعار"شركاء في الميدان شركاء في البرلمان". ويشكل سماح إسرائيل لمروان البرغوثي مخاطبة الجمهور الفلسطيني تقدماً لافتاً على طريق اعترافها به زعيما سياسياً بعد ان حاكمته بتهمة القيام ب"عمليات ارهابية". ويرجح مراقبون ان تقدم اسرائيل على اطلاق البرغوثي الذي يشكل اليوم الشخصية المركزية الوحيدة في حركة"فتح"في ظل تطورات مستقبلية مواتية.