منذ أن قدمت ميشلين خليفة أغنيتها الأولى"أرض الحلم"قبل أكثر من 17 عاماً، وهي تحلم بأن تحقق شهرة حقيقية تخلو من الفرقعة الكاذبة، وأن تكون لها بصمة واضحة في كل ما تقدمه من أعمال. في الصيف الماضي، طرحت ألبوم"يا أنا يا الأيام"، وفي حديثها إلى"الحياة"تحدثت خليفة عن الساحة الغنائية ومطربات الفيديو كليب. لماذا لم يحقق ألبومك الأخير النجاح الكافي في القاهرة؟ - بانفعال الألبوم حقق نجاحاً جيداً في الدول العربية كافة. لكن يجوز أنه لم يحقق النجاح في القاهرة لأنه لم يصاحب بدعاية كبيرة عند طرحه. معنى هذا أن شركة"روتانا"قصرت في الدعاية اللازمة للعمل في القاهرة؟ - في الواقع عملت شركة"روتانا"المطلوب منها في ظل كثرة عدد المطربين الذين يتعاونون معها والذي وصل إلى أكثر من 140 مطرباً، خصوصاً إنني مارست الإنتاج وأعلم جيداً صعوباته. على رغم مشوارك الفني الممتد منذ 17 عاماً إلا أن عدد البوماتك قليل مقارنة بعمرك الفني لماذا؟ - لأن حظي سيئ مع شركات الكاسيت. لماذا؟ - لا أعرف ربما توجهاتها لا تناسب اختياراتي علماً أن شركات الإنتاج التي تعاملت معها تقدر أعمالي وكانت سعيدة باسمي واختياراتي. من يتابع إصداراتك الأخيرة يلاحظ إصرارك على ألا تزيد عدد أغاني الألبوم على ثمانية لماذا؟ - أعتقد أن هذا العدد كاف حتى لا يمل المستمع. مع ثمان أغان، يستطيع الاستماع إلى كل أغنية على حدة ويعيدها غير مرة. لكن هناك من يحرص على تقديم أكثر من 13 أغنية وأكثر في الألبوم الواحد؟ - هذا إهدار للوقت والجهد والمال، ويأتي على حساب أغان كثيرة تضيع ولا تحقق أي نجاح على رغم جمالها. لكن في الغرب يحمل ألبوم المطرب أكثر من 20 أغنية؟ - بغضب نحن عرب. لا يجب أن نتشبه بالغرب لأننا نملك غزارة وغنى في موسيقانا الشرقية يحسدوننا هم عليها خصوصاً"الربع تون"الذي لا يستطيعون تقديمه. هل قدمت أغنية في ألبومك الأخير وندمت على تقديمها؟ - إطلاقاً... أنا لا أجامل في فني. لماذا تحرصين على تأدية الأغنية الطربية على رغم هروب الكثير من المطربين في الفترة الأخيرة إلى الأغاني الخفيفة الإيقاعية في حجة مواكبة العصر؟ - لا أستطيع أن أغني إلا الطرب. لأن هذه الأغاني الطربية تعبر عن هويتنا الشرقية ولا بد من أن نترجمها عبر أصواتنا وأحاسيسنا الصادقة، أما المغنون الذين يقدمون الأغاني الإيقاعية الخفيفة ويقولون إنهم يواكبون العصر فمعظمهم لا يمتلك الحنجرة التي تؤدي المقامات الشرقية. ولماذا كل هذا الشجن في أغانيك؟ - الشجن يرافقني في حياتي. عندما أقدم الطرب أقدمه بشجن وهذا يعود إلى طبيعتي فأنا إنسانة رومانسية وحساسة جداً، وعاشقة على الدوام. كل هذا لا بد من أن يترجم ولن يترجم إلا عبر غنائي لأنه أكثر شيء صادق في حياتي. اتجاهك في الفترة الأخيرة إلى طريقة الفيديو كليب هو يأتي إيماناً منك بأهميته أم مواكبة للعصر؟ - ذكاء مني. ماذا تقصدين؟ - أقصد أن الزمن الحالي يتطلب الفيديو الكليب الذي أصبح من ضروريات النجاح، وإلا لن يسمع أحد عنك شيئاً مهما كنت عظيماً أو رائعاً، خصوصاً في ظل تقلص الحفلات الغنائية التي أحقق ذاتي من خلالها كمطربة. كيف توفقين بين الحداثة والأصالة في أغانيك؟ - من الطبيعي أن أقدم فني في طريقة معاصرة. أنا لا أعيش في عصر العمالقة الذين سبقوني وكان لهم الشكل والحضور الذي يلائم مجتمعهم. من هذا المنطلق، أجد نفسي متطورة فكرياً ونفسياً بالمنظار الواسع غير المحدود وهذا ما أترجمه بغنائي المتطور وفق الأسس التي تربيت ونشأت عليها. ما رأيك في الساحة الغنائية حالياً؟ - بكل أسى وحزن صار الفن والغناء تحديداً عمل من ليس له عمل. لم نعد نستمع إلا لأغان قليلة ذات ذائقة سمعية وبصرية جيدة لمجموعة من المطربين الجيدين الذين لم ينجرفوا وراء الموجة الهابطة من الغناء. إلى أي مدى يمكن لهذه الأقلية الأصيلة التصدي لموجة شاذة عارمة باتت تشكل كتلة ضخمة لصناعة الأغنية الرائجة كلمة ولحناً وأداء؟ - لا يمكن إنكار وجود هذه الكتلة... والفضائيات الغنائية تسهم في إبرازها أكثر. تلك الفضائيات تبث باستمرار أغاني معظمها هابطة وسطحية ومبتذلة. هل ستستمر مثل هذه الظاهرة؟ - لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال. لكن الواضح أن الأكثرية الساحقة من الناس تسمع هذه الأصوات والأغاني. ربما هم مجبرون بسبب ما تقدمه القنوات التلفزيونية من أغاني الفيديو كليب، وبهذا المعنى هناك ما يشبه التأقلم مع هذه الأجواء الغنائية الهابطة. معنى هذا أن الجمهور هو المسؤول الأول عن هبوط الأغنية؟ - لا، الجمهور مستمع جيد وذكي وإذا كان غُلب على أمره في إحدى المراحل لكنه بدأ يستعيد عافيته وذوقه وهناك اليوم ما يشبه انتفاضة عارمة لدى الجمهور الذي بات يعرف كيف يفصل بين الأصيل الجيد وغير الجيد، وأكبر دليل على ذلك حالة الركود التي تشهدها ألبومات مطربي الفيديو كليب المبتذلة. أشعر من كلامك بيأس من الزمن الحالي هل كنت تتمنين العيش في عصر العمالقة؟ - على رغم سعادتي بالعصر الحالي وتقنياته الحديثة إلا أنني كنت أتمنى أن أعيش العصر الذهبي للأغنية. من الملحن الذي كنت تتمنين التعاون معه؟ - رياض السنباطي. أنا حزينة لأنني لم أعش عصره، ولم أتعاون معه لكن عزائي الوحيد أنني أخذت لحن"يا حبيب العمر"من محمد الموجي الذي أعتبره من أنبغ تلاميذ السنباطي. هل ظهرت أخيراً أغنية وتمنيت أن تكون في رصيدك الغنائي؟ - في الفترة الأخيرة لا، لكن في الماضي تمنيت أن أقدم أغنية"ساعة زمن"للمطربة ميادة الحناوي.