المطربة اللبنانية سوزان تميم صاحبة صوت مميّز، تتمتّع باحساس عميق بالكلمة. انطلقت من برنامج "استديو الفن" العام 1996، ونالت الميدالية الذهبية عن أدائها لأغنية "اسأل عليّ" للمطربة ليلى مراد. اطلقت ألبومها الغنائي الجديد "ساكن قلبي" الذي تعتبره ألبومها الاول، مثلما تعتبر نفسها "سوزان أخرى"، لأنها صارت اكثر خبرة ونضجاً من الماضي. وهذا الماضي، لو عاد، كما تقول، لما عادت الى تجاربها الفنية السابقة. كيف انطلقت في عالم الفن؟ - لم تكن فكرة احتراف الغناء من طموحاتي، الا ان اصدقائي وزملائي شجعوني على تجربة الغناء، فتقدمت الى برنامج "استديو الفن" لأظهر موهبتي من باب الهواية، أديت اغاني ليلى مراد وشادية، وفي التصفيات النهائية حزت الجائزة الذهب، وبعد البرنامج وقعت عقد عمل مع مكتب "استديو الفن"، وسافرت الى فرنسا حيث كانت اعمالي قليلة، ما دفعني لأعود الى لبنان واصدر الشريط الذي اعتبره انطلاقتي الاولى. قبل هذه الانطلاقة كان لديك نشاط مسرحي؟ لماذا لم تعودي إلى المسرح؟ - لم يكن العمل المسرحي الذي قدمته بمستوى طموحي. كنت في الماضي مسيّرة لا مخيّرة. لقد وضعت ثقتي العمياء في اشخاص وفعلت ما املوه عليّ، وتوجهت كما وجهوني، لم يكن لدي خبرة في انتقاء العمل الجيد. أما اليوم، فإذا عرض عليّ عمل مسرحي ادرس ايجابياته، وكيف سيخدمني، حتى لا اقع بمطبات الماضي. كنت بريئة في اتكالي على الاشخاص، ولم اكن مدركة خطورة المسرح وصعوبته. مع العلم ان تلك الخطوة ساعدتني على رغم انها كانت خطأ. اذا اردت الآن ان اختار المسرح، يجب ان اكون على قدر المسؤولية... وان اكون جاهزة في كل شيء لأن التمثيل فن صعب. ماذا درست لتدعمي نفسك فنياً؟ - درست السولفاج والفوكاليز لأعرف ماهية صوتي ومقدراته. لكنني اتوقف هنا لأقول ان الطرب الشرقي هو احساس وليس أداء فقط. للضرورة احكام كيف تختارين شركة الانتاج التي تطلق أعمالك؟ - تعمل معظم شركات الانتاج من منطلق تجاري... لكن تنفيذ عملي الأخير "ساكن قلبي" لجهة اختيار الاغاني كان للشركة العربية الاوروبية بادارة عادل معتوق، فقد كان لها دور في مساعدتي في القرارات النهائية للتسجيل، ووافقت شركة روتانا على بعض هذه الاختيارات لما يناسب سوق الموسيقى العربية، ولكنني أنا من كنت اشعر وأضع احساسي في كل اغنية سجلتها. لماذا توجهت الى مصر لتسجيل اغانيك؟ - للضرورة احكام. سجلت في لبنان ثلاث اغان لشعراء وملحنين لبنانيين، وسجلت في مصر ثلاث اغان كون الملحن مصرياً والموزعون ايضاً. وجدنا انه من الصعب مجيئهم الى لبنان، فذهبت انا الى هناك لأنني اعتبر ان مصر ولبنان بلد واحد. هذا إضافة الى بعض الاتفاقات التي تحصل بين الملحن والموزع. فكل ملحن يعتمد على موزع خاص به، ولا نستطيع فرض موزع آخر عليه. وأنا كمطربة جديدة ومتواضعة، لا استطيع ان ألزم الاشخاص بما اريده، بل اذهب الى من احتاجه، من دون ان يكون لي افضلية بين بلد وآخر. لماذا تعتبرين ان شريط "ساكن قلبي" هو العمل الاول على رغم ان لديك أعمالاً قبله؟ - كانت لدي اعمال غنائية منفردة لم اجمعها في شريط واحد. وألبومي الحالي "ساكن قلبي" هو عمل متكامل، لهذا اعتبره الاول، لأنه يسجل انطلاقة جديدة لي مختلفة عن بدايتي... كما انني اريد محو المرحلة السابقة من حياتي والبدء من جديد. لو لم تكوني جميلة هل كنت ستنتشرين؟ - من الخطأ الاعتماد على الشكل فقط... لذا اتوجه بغنائي الى الناس حاملة معي صوتي وثقافتي الفنية وأدائي للأغنية في شكل جيد. اتمنى ان يكون الوسط الفنّي صارماً في منح لقب مطرب، وأن تكون هناك رقابة ذاتية. هناك من "بهدل لقب مطربة"... وصارت كلمة فنان مبتذلة ومن دون قيمة احياناً. اي كان بات يغني كيفما كان، من دون الالتزام بقواعد الكلام والموسيقى، ويعتلي المسارح ويغني فيعتبر نفسه نجماً. هناك فنانات لا نعرف كم دفعن ثمن شهرتهن. لا يمكن لكل فتاة جميلة غنت أن تصبح مطربة، أو كلّ فتاة تعرف كيف تتحرك على المسرح أن تصبح نجمة طرب! اذا سمعت الناس يقولون ان صوتي غير جميل، وما اقدمه غير مرغوب فيه، وغير جيد او دون المستوى، سأترك الغناء وأجلس في بيتي، وأحترم نفسي لأنني احترم رأي الناس. لا اغني لنفسي بل اوجه اغانيّ للجمهور الذي سيقوّم ما اقدمه له. هل انت راضية عن فيديو كليب "ساكن قلبي" الذي سجل اطلالتك الاولى الموقعة باسم ميرنا خياط ابو الياس؟ - لا احب ان اجرح احداً... لكنني صريحة جداً، اعجبتني صورتي الجيدة في الفيديو كليب... لكن اعتراضي الذي نقلته الى المخرجة ميرنا خياط مباشرة، هو رؤيتي للتكرار في العمل، اذ لم تقدم افكاراً جديدة، بل وضعت أفكارها التي نراها دائماً: "فتيات ورقص". ألم تطرح عليك فكرة الفيديو كليب قبل التصوير؟ - عندما اتفقنا معها على التصوير، تركنا لها حرية الاختيار كونها صاحبة رؤية تصويرية، ومخرجة جيدة وأغلقنا اعيننا، لذلك لا تتحمل هي الخطأ الذي لم يعجبنا، لأننا وثقنا ثقة عمياء ولم نسأل عن كيفية العمل. فمن المفروض متابعة العمل من الألف الى الياء، وعند اي مشكلة نسجل اعتراضنا. لكن هذا لم يحصل ولم ارض عن العمل. لمن توجهين اغانيك؟ - حلمي ان تسمعني كل الاجيال، لذا لا اركّز في اغانيّ على نمط ايقاعي يسمعه الشباب فقط بل اغاني منوعة المواضيع والألحان ليحبها الجيل القديم. طموحي تقديم اغاني طربية، لكن للأسف لم اجد الملحنين الذين يهتمون بهذا النوع من الاغاني... بل بات كل توجههم نحو تلحين الاغاني الايقاعية الشبابية. لماذا لا تغنين القصيدة؟ - لأنني لا أحب تقليد احد، فأنا لي شخصيتي المستقلة. فلو غنيّت القصيدة في بدايتي لكان الأمر اليوم عادياً، اما اذا تحولت نحوها اليوم مثل الكثر من المطربين سيقال انني اتبع الموضة.