أثارت الجماعات الألبانية المسلحة التوتر في كوسوفو مقدمة دليلاً قوياً لإصرارها على الاستقلال الكامل، فيما ظهرت المخاوف لدى الأقلية الصربية في الإقليم بتصاعد استهدافها من قبل هذه الجماعات. وذكرت صحيفة"كوخاديتوري"الألبانية الصادرة في العاصمة بريشتينا أمس، أن"المسلحين الذين يعتبرون دليلاً قوياً على تصاعد التوتر في كوسوفو، هم من فلول المتمردين الألبان". وأوضحت، أن هؤلاء المسلحين"زادوا من نقاط التفتيش غير الشرعية التي اعتادوا إقامتها على الطرقات الجانبية للمناطق الغربية من كوسوفو، في الوقت الذي يستعد مجلس الأمن لبحث قرار حاسم في شأن الوضع النهائي للإقليم، بعد الانتخابات الصربية المقررة في 21 كانون الثاني يناير المقبل". ونقلت الصحيفة عن الناطقة باسم الشرطة الدولية في كوسوفو صوفي كوزنيكو، أن"وحدات للشرطة دخلت في مواجهات إطلاق نار، مع المسلحين الألبان الذين أقاموا نقاط تفتيش قرب مدينة ييتش غرب الإقليم". وقالت:"رفعنا درجة الاستعداد الأمني، وكثّفنا وجود الشرطة في المنطقة، لوقف هذه التحركات التي تحمّل مسؤوليتها الجيش الوطني الألباني، المنشق عن جيش تحرير كوسوفو الذي قاوم الوجود الصربي في الإقليم حتى انتشار القوات الدولية في منتصف 1999، ولا يزال يعمل في الخفاء على رغم حلّه وتحويله الى منظمة فيلق كوسوفو التي أنشأتها الأممالمتحدة لحالات الطوارئ وتقديم المساعدات الإنسانية". يذكر أن"الجيش الوطني الألباني"هو تنظيم متشدد، له فروع في ألبانيا وكوسوفو وجنوب صربيا وشمال غربي مقدونيا وشرق الجبل الأسود، ويدعو الى وحدة أراضي التجمعات الألبانية في منطقة البلقان في دولة واحدة، وترجّح المعلومات أنه بزعامة المطالب بعرش الألبان ليكا إبن الملك زوغو الذي انتهى حكمه بإلغاء الملكية الألبانية عام 1946. ويرى مسؤولو الأممالمتحدة في كوسوفو، ان تصاعد تحركات الجماعات الألبانية المسلحة، له علاقة بالاعتداءات التي وقعت على مؤسسات الأممالمتحدة في الإقليم خلال التظاهرات التي أُجريت الأسبوع الماضي بقيادة الزعيم الطلابي ألبين كورتي. وأعرب زعيم الأقلية الصربية في كوسوفو أوليفر ايفانوفيتش عن المخاوف التي انتشرت بين الصرب من أعمال عنف تستهدفهم وترغمهم إما على الهرب الى صربيا أو العزلة في تجمعاتهم التي تحميها القوات الدولية كفور في حين دعا زعماء الألبان، السياسيون والحكوميون، في الإقليم الى ضبط النفس خلال المرحلة المقبلة التي سيتقرر فيها المصير المستقبلي لكوسوفو. وترفض بلغراد، بدعم من روسيا والصين وعدد من الدول البلقانية والأوروبية، تلبية رغبات الغالبية السكانية الألبانية بالاستقلال، وتصرّ على بقاء الإقليم متمتعاً بحكم ذاتي واسع ضمن أراضي جمهورية صربيا.