سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"لا للتفاوض المباشر مع ايران قبل وقفها تخصيب اليورانيوم ولا حوار مع سورية قبل وقفها دعم الارهاب" . بوش يرفض معظم توصيات بيكر - هاملتون وبلير يستعد لجولة في الشرق الأوسط قريباً
بعد أقل من 24 ساعة على تلقيه تقرير لجنة بيكر - هاملتون، وتعهده دراسته"بجدية"، وإقراره بالوضع السيئ في العراق، جدد الرئيس جورج بوش قوله ان الولاياتالمتحدة ستنتصر. ورفض معظم توصيات التقرير، مؤكداً ان لا مفاوضات مباشرة مع ايران إلا إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم، ولا محادثات مع سورية إلا إذا أوقفت دعم الارهاب. كما رفض مشاركة الدولتين في مؤتمر دولي حول العراق قبل تنفيذ تلك الشروط. وفيما أعلن الرئيس الأميركي أن بلير يستعد لجولة على الشرق الأوسط، رفضت اسرائيل الربط بين العراق والصراع العربي - الفلسطيني. واعتبرت سورية توصيات لجنة بيكر -هاملتون"ايجابية". أمنياً، سقط 11 جندياً أميركياً خلال يوم واحد هو أول من أمس الأربعاء، ما يرفع حصيلة قتلى الجيش الأميركي منذ مطلع هذا الشهر الى 30، ومنذ غزو العراق عام 2003 الى 2920 جندياً. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع بلير إن سورية وايران تعرفان ما المطلوب منهما، داعيا دمشق الى وقف مساعيها لإطاحة حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ووقف دعمها الارهاب في العراق وإنهاء استضافتها مجموعات إرهابية على أراضيها، فيما طالب ايران بوقف تخصيب اليورانيوم. وزاد أنه اذا لم تستجب الدولتان لتلك الشروط"لن يكون هناك داع لأن يحضرا مؤتمراً دولياً"ووجد في الدعوة اليه فكرة جيدة. ووجه بلير اتهامات مباشرة الى ايران بدعم الارهاب والميليشيات الشيعية في جنوبالعراق وتسليحها وتمويلها لإضعاف الحكومة العراقية. وقال بوش للصحافيين إن النجاح في العراق يعتمد على مدى القدرة على"تحقيق انتصار على المتطرفين في الشرق الاوسط الأوسع"، في اشارة الى ان قوى التطرف لا تقتصر على العراق. واتفق مع بلير على ضرورة مراجعة السياسات التي تم اتباعها حتى الآن، مرحبا بتوصيات مجموعة الدراسات حول العراق، إلا انه اوضح ان هذه التوصيات تخضع حالياً للدراسة في وزارتي الدفاع والخارجية ومجلس الامن القومي، وسيعلن موقفه النهائي منها في غضون أسابيع استناداً الى التقارير التي سترده من المسؤولين المعنيين. وتمسك بلير بإمكان تحقيق تقدم في العراق، محذراً من ان"عواقب الفشل ستكون وخيمة"، مشيداً برؤية مجموعة الدراسات التي عنونت توصياتها ب"الطريق الى أمام". على صعيد أزمة الشرق الأوسط أيد بوش دعوة بلير الى التحرك في شكل حثيث لإحياء التسوية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وفق خريطة الطريق لجهة إقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. لكنه لم يربط مباشرة بينها وبين العراق. وفي أول رد فعل رسمي على التقرير، اعتبره مصدر في الخارجية السورية"موضوعياً"، خصوصاً"في ما يتعلق بدور دول الجوار العراقي في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، وتحقيق السلام الشامل في المنطقة". لكن صحيفة"تشرين"الحكومية رأت أن"الأميركيين أخطأوا منذ البداية في العراق، واستمروا في الخطأ بطريقة استفزازية، بدلاً من أن يستمعوا إلى وجهة نظر سورية ... إلى أن وصلوا الآن الى ساعة الحقيقة وتسديد فواتير الأخطاء". وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي اعتبر خلال مؤتمر صحافي في فاسنار غرب هولندا أن"قرار الولاياتالمتحدة الانسحاب من العراق لا يحتاج الى أي مفاوضات مع ايران أو دول أخرى في المنطقة". وقال ان"تقرير بيكر مهم في بعض نقاطه، ويبدو أن هناك بعض الجوانب في سياسة الادارة الأميركية في العراق التي اعتبرت خاطئة". وأضاف:"نعتقد بأن الأولوية ليست للتفاوض بل لاتخاذ قرار"، لافتاً الى أن المشكلة العراقية"ستحل بانسحاب"القوات الأميركية، و"ذلك لا يحتاج الى أي حوار مع إيران". أما رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت فقال إنه من الخطأ الربط بين الصراع العربي - الاسرائيلي والمشاكل الأوسع في الشرق الاوسط، واستبعد اجراء أي محادثات فورية مع سورية. وأضاف انه لا يتوقع ضغوطا تذكر من الولاياتالمتحدة بعد تقرير مجموعة دراسة العراق. وتابع:"لست مقتنعا بأن هذا التقرير يلقي بكل المشكلات الاميركية على كاهل اسرائيل". وأكد انه لم يسمع في اجتماع عقده مع بوش في واشنطن الشهر الماضي شيئاً يشير الى تغيير موقف الولاياتالمتحدة من عدم التفاوض مع سورية. الى ذلك، أكد واضعا التقرير لي هاملتون وجيمس بيكر ضرورة ان يتحرك بوش بسرعة لمنع تفاقم خطورة الوضع في العراق. وقال هاملتون ان"الوقت يضيق والوضع يتدهور وعلينا التحرك بسرعة، إنها ليست مسألة أشهر وإنما مسألة أسابيع وربما أيضا أيام". وعن الحوار مع ايران، قال بيكر ان الخلاف النووي"تركه"للامم المتحدة. وأوضح أن"كل ما نقترحه على ايران هو ان تفعل ما فعلته في افغانستان"، بالتعاون مع واشنطن بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، مضيفاً:"نعتقد أن عليهم ان يفعلوا الشيء نفسه في العراق. ومن المرجح ان يرفضوا. وإذا حدث ذلك فإن العالم سيرى موقفهم الرافض".