سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البيت الأبيض يدعو نجاد الى "لعب دور بناء" وبلير يحض لجنة بيكر على الاهتمام بالشرق الأوسط . خبراء أميركيون يتوقعون موافقة إدارة بوش على حوار مع ايران يقتصر على العراق
أكد مستشارون لدى الادارة الأميركية انها تتجه الى الموافقة على اقتراح للجنة بيكر لفتح حوار مع ايران وسورية في الشأن العراقي. وفي ما بدا انه حوار، من خلال التصريحات، بين واشنطنوطهران، طالب البيت الأبيض امس الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي دعا الأميركيين الى تغيير نهجهم ب"لعب دور بناء"في المنطقة. في غضون ذلك، طالب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لجنة بيكر بالعمل"لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط الى الأمام ومساعدة العراق في إزالة الطائفية". وتوجه بلير ببيان قصير الى اللجنة عبر دائرة تلفزيونية قبل ان يرد على أسئلة أعضائها. ولم يعلن جدولاً زمنياً لانسحاب القوات البريطانية من العراق، لكنه جدد ما أعلنه مساء الاثنين في لندن ضرورة تغيير الاستراتيجية في العراق في اطار"استراتيجية شاملة في الشرق الاوسط"، لمواجهة التطرف في المنطقة. وأضاف ان"الحكومة العراقية في حاجة الى دعم لبناء جيشها وإزالة الطائفية، خصوصاً في صفوف قواتها الأمنية وتوزيع عادل لأموال اعادة البناء". وفي ظل تصاعد الحديث عن ضرورة اجراء واشنطن حواراً مع طهران ودمشق، أعلن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون جوندرو ان الولاياتالمتحدة ليست في حاجة الى تعديل موقفها تجاه ايران أولاً، مطالباً طهران ب"لعب دور بناء في المنطقة وعدم العبث في العراق ووقف انشطتها لتخصيب اليورانيوم". وجاء هذا الموقف الأميركي رداً على دعوة نجاد واشنطن الى تغيير نهجها تجاه بلاده أولاً، بعدما أعرب عن استعداد بلاده للحوار مع الولاياتالمتحدة شرط ان تغير موقفها. وقال في مؤتمر صحافي:"قلنا منذ البداية اننا سنتباحث مع الحكومة الاميركية لكن بشروط. اذا صححت نهجها فسنتباحث معها مثلها مثل الآخرين". الى ذلك، أكد مسؤولون أميركيون سابقون ومستشارون حاليون لدى البيت الأبيض أن ادارة الرئيس جورج بوش ستوافق على اقتراح لجنة بيكر الداعي الى الحوار مع طهران ودمشق في الشأن العراقي، معتبرين ذلك وسيلة"لاحتواء الخطر الايراني". وأكد هؤلاء في تصريحات الى"الحياة"أن الحوار لن يتعدى، في الوقت الحاضر، الأزمة العراقية كونها الأكثر الحاحا ونظراً"الىعدم اهتمام واشنطن الجدي بتحريك عملية السلام"في السنتين المتبقيتين من ولاية بوش. وأكد المبعوث السابق الى الشرق الأوسط خلال ولايتي بوش الأب 1989 -1993 وبيل كلينتون 1993 -2000 دنيس روس أن"الادارة تتجه الى القبول بتوصيات اللجنة المتوقع صدورها قبل آخر السنة. وقال روس، الذي عمل مع بيكر بين 1989 و1992، إن اللجنة ستدعو الى عقد مؤتمر اقليمي حول العراق، شبهه الباحث والي نصر من أصل ايراني الذي يقدم استشارات الى البيت الأبيض ب"مؤتمر الطائف"حول لبنان الذي مهد لاتفاق 1989. وقال روس الذي رعى سلسلة مفاوضات بين العرب واسرائيل، إن المؤتمر"لن يتعدى الشأن العراقي"نظرا"الى ضيق الوقت لدى ادارة بوش وعدم اهتمامها في هذه المرحلة بفتح ملفات أخرى مثل عملية السلام أو الملف اللبناني". وأضاف أن وزير الدفاع الجديد روبرت غايتس، الذي يدعو الى الانخراط في حوار مع طهران وتفادي المواجهة، سيكون"منهمكاً بأولويات وزارة الدفاع"، خصوصاً الأزمة العراقية ووضع الجيش والموازنة الدفاعية. من جهته، قال نصر إن هناك ضغوطاً خارجية على الادارة الأميركية، خصوصا من اسرائيل"لاحتواء ايران". وأشار مؤلف كتاب"الصحوة الشيعية"الصادر حديثاً عن مجلس العلاقات الخارجية، أن طهران ودولاً أخرى في المنطقة لديها"أتباع داخل العراق"تقدم لهم دعما ماديا وسياسيا، والمطلوب من هذا المؤتمر اقناع طهران ب"الضغط على أتباعها وتقديم تنازلات لتفادي الحرب الأهلية والتقسيم". وأضاف أن"القضايا العالقة بين واشنطنوطهران، مثل الأزمة النووية ودعم ايران منظمات ارهابية، لن تكون على الطاولة. واذا نجحت المحادثات حول العراق ستكون أساساً لمحادثات أخرى حول الأزمة النووية أو حماس أو لبنان أو أفغانستان".