أبدت ايران استعدادها لبحث أي طلب أميركي لاجراء محادثات بعد مناشدة بريطانيا حليفتها الولاياتالمتحدة الدخول في حوار مع ايران وسورية، فيما طالبت لندن كلاً من دمشق وطهران بالتزام اكبر في الجهود لإحلال السلام في العراق والشرق الاوسط. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني"اذا كانوا في الولاياتالمتحدة يريدون حقاً اجراء محادثات مع ايران عليهم ان يقترحوا ذلك رسمياً وحينها تنظر ايران في الامر". ويأتي هذا التطور قبيل اجتماع الرئيس جورج بوش مع"مجموعة دراسة العراق"أمس التي تمثل الحزبين الجمهوري والديموقراطي برئاسة وزير الخارجية الاميركية السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون. وعلى رغم ان اللجنة ستقدم تقريرها النهائي الى بوش والكونغرس في الشهر المقبل الذي يتضمن توصيات حول كيفية احلال السلام فى العراق، علم ان بعض اعضاء اللجنة يؤيدون التحاور مع سورية وايران بشأن العراق، الأمر الذي كان بوش يرفضه باستمرار. وفي وقت سابق قال الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان ايران ترحب بأي تغيير في السياسة الاميركية لكنه لم يتطرق الى مسألة المحادثات مباشرة. وقال الهام في مؤتمر صحافي:"اذا حدث تغير 180 درجة في السياسة الاميركية فسيكون هذا شيئا مباركا. ونأمل ان تعيد أميركا النظر في سياستها وتدع المنطقة في حالها وتتوقف عن الترويج للحرب ودعم الجماعات الارهابية في المنطقة". وكان يتوقع ان يلقي رئيس الحكومة البريطانية توني بلير كلمة مساء أمس في لندن سيطلب فيها من سورية وايران التزاما اكبر في الجهود لاحلال السلام في العراق والشرق الاوسط. واوضح الناطق باسم بلير ان رئيس الوزراء البريطاني سيعبر مجددا عن قناعته بأن"اشراك دمشق وطهران اساسي لانهاء النزاع الطائفي في العراق وتحريك عملية السلام المتوقفة في المنطقة". وقال ان رئيس الوزراء البريطاني"سيوضح لسورية وايران الاسس التي يمكنهما بموجبها المساعدة لتطور سلمي في الشرق الاوسط بدلاً من اعاقته، ونتائج امتناعهما عن تحقيق ذلك". وحول العراق، أفادت صحف بريطانية أمس ان بلير سيعترف بضرورة"تطوير"المقاربة البريطانية لتتلاءم مع تغير طبيعة النزاع وسط تصاعد العنف الذي يستهدف ايضا القوات الاميركية والبريطانية. وكانت صحيفتا"صنداي تايمز"و"صنداي اكسبرس"أفادتا ان النواب القوميين الاسكتلنديين ونواب حزب ويلز سيتقدمون باقتراح الاربعاء يدعون فيه بلير الى وضع بيان حكومي حول الانسحاب من العراق. ويأتي خطاب بلير قبل يوم واحد من محادثاته الثلثاء عبر الدائرة المغلقة مع"لجنة دراسة العراق"الأميركية. وكان وزير الدفاع البريطاني ديس براون دعا ايران وسورية الى تحمل مسؤولياتهما في الشرق الاوسط والتحاور مع الحكومة العراقية الحالية. وقال براون لدى وصوله الى بروكسيل لحضور اجتماع وزراء الدفاع الاوروبيين"قلنا على الدوام ان على ايران وسورية تحمّل مسؤولياتهما. ومسألة العراق يجب ان ينظر اليها من وجهة نظر اقليمية". واضاف الوزير"لقد دعونا ايران وسورية الى الحوار مع الحكومة العراقية الجديدة وتحمّل مسؤولياتهما في احلال السلام"في الشرق الاوسط في حين تتعرض القوات البريطانية في العراق لهجمات متزايدة. ونفى براون في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ان يطرأ تغيير على الاستراتيجية البريطانية في العراق بسبب نتائج الانتخابات الاميركية. وقال"ان الحكومة العراقية نفسها أجرت اتصالات مع جيرانها، وكانت هناك زيارات للوزراء". وفي سيدني أيد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد دعوة بريطانيا الى الولاياتالمتحدة لاجراء محادثات مع سورية وايران من أجل انهاء العنف في العراق. وقال جوش بولتون كبير موظفي البيت الابيض امس رداً على اقتراح ديموقراطي بعقد مؤتمر دولي بشأن العراق يضم ايران وسورية، ان"كل الخيارات ستدرس. ولا يوجد شيء خارج الطاولة". وهذه التصريحات تعطي مؤشرا جديدا على ان سياسة لندن وواشنطن يمكن ان تتغير الى حد كبير حيال ايران وسورية لافساح المجال امام الاميركيين والبريطانيين للخروج من المستنقع العراقي، وايجاد وسيلة لسحب قواتهما بشكل تدرجي من العراق نتيجة تصاعد الضغوط الداخلية من جهة وتزايد الخسائر في صفوف قواتهما في هذا البلد. وتواجه بريطانيا انتقادات حادة بسبب انحيازها للولايات المتحدة، وخصوصا في العراق، وأخيراً لرفضها الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار في الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان. لكن بلير الذي اتهم في الماضي معارضي الولاياتالمتحدة"بالجنون"، يؤكد ان التخلي عما يسميه"العلاقات الخاصة"بين بريطانياوالولاياتالمتحدة سيكون ضرباً من الحماقة. كما يشدد ان السياسة الخارجية"البريطانية"الوحيدة الصالحة هي تلك التي تستند الى"تحالفات قوية"بما في ذلك مع الاتحاد الاوروبي الذي تتهم فيه لندن باستمرار بالميل الى الولاياتالمتحدة.