سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انسحاب القوات عام 2008 وإشراك سورية وايران في التسويات والتزام تنفيذ القرار 1701 والمحكمة الدولية وإقامة دولة فلسطينية . بيكر - هاملتون : خريطة طريق لحل أزمات الشرق الأوسط
يمكن وصف تقرير بيكر - هاملتون الذي صدر رسمياً أمس خريطة طريق لأزمات الشرق الأوسط كله. إذ يصف الوضع في العراق وفلسطين ولا يستثني لبنان. ويعتبر ان"لا سبيل للنجاح في العراق، ولكن يمكن تحسين الأداء"من خلال وضع الحكومة العراقية أمام مسؤولياتها. التوصيات صفحة 4 وعلى رغم انه لا يوصي بانسحاب فوري أو بجدول زمني للانسحاب، إلا انه ينصح بسحب معظم القوات المقاتلة عام 2008 لأن تكاليف الحرب ستتجاوز تريليون دولار. ويدعو الى التحرك على صعيد النزاع العربي - الاسرائيلي والعمل لإقامة دولة فلسطينية وإشراك سورية وايران في التسويات. أما على الصعيد اللبناني فيوصي التقرير بمفاوضات مع دمشق التي عليها الالتزام بالقرار 1701 والمحكمة الدولية. وتكمن أهمية التقرير الذي وضعته لجنة برئاسة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والنائب السابق لي هاملتون في انه يشكل رؤية جمهورية - ديموقراطية للوضع في الشرق الأوسط. في واشنطن، اكد مسؤولون في البيت الأبيض أمس أن الادارة الأميركية"ليست في وارد فتح حوار مباشر مع سورية"، وأنها"راجعت وقومت"هذا الأمر"في مراحل سابقة"قبل أن توصي به اللجنة أمس، في وقت أفادت تقارير اعلامية أن مسؤولين في وزارة الدفاع البنتاغون لا يرون في توصيات اللجنة"أي جديد"بل"خيارات درستها سابقاً القيادات العسكرية على الأرض في العراق، وتعود إليها الكلمة الأخيرة في اتخاذ أي تغييرات فعلية هناك". وأكدت مصادر مطلعة اجتمعت مع مسؤولين في البيت الأبيض أمس بعد صدور التقرير أن الرئيس جورج بوش سينتقي التوصيات التي تتفق مع رؤيته السياسية وسيدمجها مع توصيات أخرى تم طرحها في مذكرتي مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ووزير الدفاع المستقيل دونالد رامسفيلد. وسيجمع البيت الأبيض هذه التوصيات في استراتيجيته الجديدة المتوقع عرضها أول العام في خطاب حال الاتحاد أمام الكونغرس في كانون الثاني يناير المقبل. ونقلت شبكة"سي أن أن"الاخبارية عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن التوصيات"ليس فيها أي جديد أو حلول سحرية"، وأن القيادات العسكرية الأميركية في العراق سبق وناقشتها في اطار مراجعاتها الدورية للوضع هناك". وتوقعت تقارير اعلامية أن يتجه البنتاغون الى زيادة عديد قواته في المرحلة المقبلة، خصوصاً في صفوف المكلفين تدريب القوات العراقية. وفيما امتنع مسؤولون في الخارجية أمس عن إعطاء أي رد فعل على التقرير، أفادت مجلة"تايم"أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أكثر انفتاحا على التوصيات من البيت الأبيض، خصوصاً لجهة فتح حوار مع ايران. وأفادت أن رايس، التي أقنعت الرئيس بوش بالموافقة على تشكيل اللجنة العام الماضي، لا تمانع بتعيين جيمس بيكر مبعوثاً خاصاً للمنطقة. وتباينت ردود الفعل في الكونغرس الذي كلف اللجنة وضع هذا التقرير، وفيما استخدمه الديموقراطيون لتكثيف ضغوطهم على الادارة من خلال تعهد زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ هاري ريد مراقبة البيت الأبيض والتأكد من أن بوش"سيغير الاستراتيجية المعتمدة في العراق ويطبق توصيات اللجنة". ولم توافق اللجنة على مطلب بعض الديموقراطيين وضع جدول زمني للانسحاب. وفي الوسط الجمهوري، اختلفت آراء نواب مرموقين حول التوصيات مثل السناتور جون ما كاين الذي يعترض على حوار مع سورية فيما يؤيده السيناتور تشاك هايغل. واثارت التوصيات أيضاً زوبعة من ردود الفعل المتباينة راوحت بين الترحيب بها، بوصفها خريطة طريق للخروج من المأزق الاميركي في العراق، والنقد، بسبب افتقارها الى الواقعية واحتمال ان يقود تنفيذها الى كارثة في العراق والمنطقة والمصالح الاميركية فيها. وفتح الجدل الاولي فجوات كبيرة اضعفت صدقية التقرير، بما في ذلك الاشارة الى البدء بسحب القوات الاميركية في الربع الاول من العام 2008، على رغم ان ذلك سيزيد ضعف الحكومة العراقية وقد يقود الى انهيارها وتزايد نفوذ الميليشيات المسلحة الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية. وقالت عضو مجلس النواب جين هارمان ان توصيات اللجنة وضعت حدا للسياسة التي اعتمدها بوش في السنوات السابقة و"مسارها الفاشل". إلا ان النائب جون بوهنر قال ان اهداف اميركا في العراق لن تتحقق من خلال وضع تواريخ اعتباطية للإنسحاب ومن خلال التفاوض مع حكومات معادية. وقال المرشح الرئاسي الجمهوري السابق باتريك بوكانان ان التوصيات لم تكن منطقية ولا متماسكة ولم تظهر كيف يمكن ان تحقق نتائح ايجابية. واشار الى انها تتحدث عن خفض للقوات فيما يدعو قادة عسكريون الى زيادة عديدها لضبط الأمن وتسريع عمليات التدريب. وأضاف ان التوصيات الجديدة قد تتسبب في انهيار حكومة المالكي وتنامي دور الميليشيات واندلاع حرب أهلية واسعة النطاق، وانتقال النزاع الى دول مجاورة ستضطر الى التدخل في حال انفلات الوضع.