قال الرئيس جورج بوش الذي يتعرض لضغوط قوية لتغيير سياسته في العراق، في رسالة ضمنية لايران وسورية، ان على جيران العراق مساعدة الحكومة في بغداد على البقاء والاستمرار. وأجرى بوش مشاورات مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وكبار المسؤولين الديبلوماسيين الآخرين، في اطار الجهود المكثفة التي تبذل هذا الاسبوع لتغيير الاستراتيجية في العراق. ولكن لم يصدر عنه تلميح الى قرب الوصول الى تغيير كبير. وفي اطار مراجعة للسياسة الاميركية لإبلاغ الأميركيين بتحول في المسار في العراق الاسبوع المقبل، عقد بوش مؤتمراً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمس مع القادة العسكريين الأميركيين في بغداد ويزور وزارة الدفاع البنتاغون اليوم. وبعد مضي اسبوع على توجيه مجموعة دراسات العراق 79 توصية لتغيير المسار في حرب العراق، لا يبدو بوش متحمساً لبعض النتائج الرئيسية التي توصلت اليها المجموعة، وهو يعد خطته في هذا الشأن. وأعلن البيت الابيض ان تقرير المجموعة لم يناقش خلال محادثات بوش في وزارة الخارجية. وكان التقرير دعا الى محادثات مباشرة مع ايران وسورية، وان تغادر القوات الاميركية المقاتلة العراق بحلول عام 2008، وهما خياران سبق ان رفضهمها بوش، الذي لم يستبعد عقد مؤتمر اقليمي لمساعدة العراق، واشراك ايران وسورية. لكن البيت الابيض اشار الى ان على بغداد الإعداد له. وفي تصريحات موجزة، بعد زيارته لوزارة الخارجية قال بوش انه ورايس والآخرين تحدثوا"عن الجوار، الدول المحيطة بالعراق، ومسؤوليتها في مساعدة هذه الديموقراطية الوليدة في العراق على البقاء". وأضاف:"نعتقد بأن معظم الدول تدرك ان وجود مجتمع سوي، مجتمع يمارس الديموقراطية سيكون في مصلحتها". وزاد:"علينا المساعدة في تركيز اهتمامها وتركيز جهودها على مساعدة العراقيين في النجاح". وكان بوش يتحدث وخلفه حائط عليه صورة رئيس مجموعة دراسة العراق جيمس بيكر، صديق عائلة بوش. وتردد أن الرئيس الأميركي أعرب عن غضبه من تقارير صحافية تقول ان الامر تطلب ان يضع الموالون لوالده مثل بيكر خطة جديدة للعراق. الأميركيون يؤيدون تطبيق توصيات تقرير بيكر إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة"يو اس اي توداي"أمس، أن غالبية الأميركيين ترغب في تطبيق أبرز توصيات لجنة بيكر، لكنها تعتقد بأن إدارة بوش لن تطبقها للخروج من المستنقع العراقي. وأفاد الاستطلاع بأن 74 في المئة من الأميركيين يريدون انسحاب غالبية الوحدات المقاتلة من العراق بحلول آذار مارس 2008. وعبر 71 في المئة عن اعتقادهم بأن على الولاياتالمتحدة اقامة حوار مع ايران وسورية، فيما اعتبر 76 في المئة ان على واشنطن الاهتمام بملف النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، وهما توصيتان أخريان للجنة. لكن معهد"غالوب"، الذي أجرى الاستطلاع، أكد أن 54 في المئة من الأميركيين يعتقدون بأن إدارة بوش لن تطبق التوصيات الرئيسية للجنة. وتوقع 18 في المئة فقط عودة الجنود الأميركيين خلال السنة. وعبّر أقل من واحد من خمسة عن ثقة"كبرى"ببوش لاتخاذ القرارات الصائبة حول الوجود الأميركي في العراق. ورأى 64 في المئة أن كلفة الحرب تتجاوز فوائدها. واعتبر 16 في المئة فقط منهم ان الولاياتالمتحدة تكسب الحرب، فيما أكد 61 في المئة أن بلادهم لن تكسبها. وعن عواقب الحرب اعتبر 42 في المئة أن الوضع في الشرق الأوسط سيتدهور، فيما رأى 60 في المئة أن صورة الولاياتالمتحدة في العالم ستتدهور بسبب النزاع في العراق. واجري الاستطلاع بين 8 و10 كانون الاول ديسمبر على عينة من 1009 أشخاص مع هامش خطأ يبلغ ثلاث نقاط.