أكدت مصادر مطّلعة على مداولات"مجموعة الدراسات حول العراق"التي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، أن تقرير اللجنة الذي سيُنشر الأربعاء المقبل سيوصي بتقليص عدد الجنود الأميركيين في العراق، وتحويل مهمتهم من القتال إلى لعب"دور مساعد". لكن أعضاء اللجنة لم يتفقوا على جدول زمني للانسحاب، وإن حضوا الرئيس جورج بوش على إجراء"محادثات مباشرة"مع سورية وإيران. وأعلنت المجموعة التي تعرف باسم"لجنة بيكر - هاملتون"ويشارك في رئاستها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والسيناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون، أنها ستنشر الأربعاء المقبل تقريرها حول خيارات السياسة الأميركية في العراق. ويُفترض أن يشكل التقرير الذي وضعته المجموعة المؤلفة من خمسة ديموقراطيين وخمسة جمهوريين غطاء سياسياً لبوش، لإعادة النظر في سياسته في العراق. وقال مصدر إن المجموعة قررت أن توصي بأن يحول الجيش الأميركي مهماته في العراق من القتال إلى لعب دور مساعد على مدى العام المقبل. وأضاف أن اللجنة ستوصي بسحب القوات الأميركية إلى قواعدها داخل العراق وفي المنطقة، في إطار مسعى الجيش للانسحاب من القتال. واعتبر أن"الأمر الاساسي هو أن المجموعة تدعو إلى تحول من دور قتالي إلى دور مساعد". وكان كثيرون في واشنطن يأملون في أن يمهد تقرير المجموعة الطريق أمام الولاياتالمتحدة كي تخلص نفسها من حرب تزداد دموية واستياء شعبياً، أو أن يضع، على الأقل، توصيات بشأن كيفية المضي قدماً في شكل يجتذب الديموقراطيين والجمهوريين. ومن المتوقع أن يكون لتوصيات اللجنة ثقل سياسي كبير، حتى لو تجاهلها بوش، لا سيما بعدما خسر حزبه السيطرة على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي الشهر الماضي بسبب استياء الناخبين الشديد من حرب العراق. وكانت صحيفة"نيويورك تايمز"ذكرت أن اللجنة لم تحدد جدولاً زمنياً واضحاً للانسحاب المقترح. لكن مصدراً قال ل"رويترز"إن"هناك مؤشراً من نوع ما في التقرير عن متى يجب إكمال ذلك... في وقت ما من العام المقبل". وذكرت الصحيفة أنه حتى مع سحب الألوية القتالية في العراق وعددها 15، فإن أكثر من 70 ألف أميركي من المدربين وخبراء الإمداد وأفراد الرد السريع قد يبقون في البلاد. ورفض المصدر القول إن كان التقرير دعا إلى سحب عدد معين من الجنود. لكنه أضاف أن توصيات المجموعة ستشمل دعوة إلى عقد مؤتمر إقليمي قد يقود إلى محادثات مباشرة مع إيران وسورية اللتين تتهمهما واشنطن بتأجيج العنف في العراق. ومن المتوقع ان يحض التقرير بوش على التخلي عن تحفظاته عن إجراء محادثات مع طهران ودمشق. ويرفض بوش ومسؤولون في البيت الابيض فكرة التفاوض مباشرة مع سورية وإيران من أجل إرساء دعائم الاستقرار في العراق. وتلخصت رسالتهم في أن اجراء مثل هذه المحادثات أمر يرجع إلى حكومة العراق وأن الولاياتالمتحدة، كجهة خارجية، يتعين عليها عدم التدخل. وكانت"مجموعة الدراسات حول العراق"شكلت في آذار مارس وشملت مقابلاتها الرئيس الأميركي ونائبه ديك تشيني ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وديبلوماسيين آجانب وأكاديميين. وحددت مهمتها بعرض اقتراحات حلول على الإدارة الأميركية للوضع العراقي الذي يشهد تصعيداً لأعمال العنف. واتسم عمل المجموعة بالسرية المطلقة، باستثناء تسريبات نشرتها"نيويورك تايمز"قالت فيها إن المجموعة منقسمة في شأن مسألة تحديد جدول زمني للانسحاب. ويعتبر دور المجموعة استشارياً. وأعلن بوش أنه سيستند أيضاً إلى تقارير أخرى تُعد في وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي، من دون أن يعد بالالتزام بالاستراتيجية التي ستقترحها المجموعة. ومن التوصيات الاخرى التي سينص عليها التقرير نشر مزيد من المستشارين العسكريين الاميركيين للمشاركة في الوحدات العسكرية العراقية، في محاولة لتحسين عملية تأهيلها.