تحلم الفنانة وفاء عامر بتجسيد شخصية الملكة الراحلة شجرة الدر في عمل فني يعرض لسيرة تلك الشخصية الفريدة في التاريخ المصري. وتؤكد أنها في تلك المرحلة من حياتها الفنية لا تبحث عن مال أو شهرة، قدر حرصها على انتقاء أعمال جيدة تبرز طاقاتها كممثلة تستطيع تجسيد كل الأدوار الصعبة والمركبة. وفاء التي بدأت حياتها الفنية قبل نحو 15 عاماً تشارك حالياً في غير عمل فني وتقول لپ"الحياة": بدأت أخيراً تصوير دور البطولة في المسلسل التلفزيوني الجديد"عفريت القرش"وهو دراما اجتماعية تجمعني بنخبة من النجوم، منهم فاروق الفيشاوي وبوسي وجميل راتب، ومن اخراج سامي محمد علي. ويتناول المسلسل فكرة تسلط المال على نفوس البشر وتحولهم من باحثين عن كسبه، لقضاء احتياجات الحياة، الى عبيد للثروة التي تتحكم في حياتهم في شكل يفسد أخلاقهم، فيتحول المال الى"عفريت"يرهب الناس وسراب يسعى الجميع وراءه من دون اعتبار للعلاقات الإنسانية أو بذل جهد للحفاظ على الآدمية. أكثر وأكثر وتضيف وفاء:"أجسد من خلال الأحداث شخصية "عطيات السروجي" المرأة القوية التي ترغب في امتلاك أي شيء ولا تقتنع بشيء اسمه"العيب". فغاية ما يشغلها هو زيادة ممتلكاتها المالية والبشرية وبسط نفوذها على كل من حولها الى أن تقابل فاروق الفيشاوي وتعجب به وفي الوقت الذي تُمني نفسها بالزواج منه تفاجأ بأنه يرفضها زوجة ويفضل عليها بوسي، ما يسبب لها صدمة كبيرة وتشعر في قرارة نفسها بأنه أهانها، فتسعى للانتقام منه. في غمار ذلك تكتشف انه ترك مصر وسافر للعمل في إحدى دول الخليج قبل ان يعود بعد سنوات إنساناً آخر يحمل الكثير من المشاريع الاستثمارية فتجدها عطيات فرصة للانتقام بمحاربته في السوق وضرب مصالحه ولكنه يتفوق عليها، ما يصيبها بحال نفسية سيئة للغاية وتنهار". وأشارت وفاء الى أنها لم تخشَ تجسيد هذه الشخصية الشريرة التي تسعى الى الانتقام وترى الدور صعباً لما فيه من تركيبات نفسية معقدة، ولذا فتلك الشخصية تمثل لها تحدياً كبيراً لقدراتها كممثلة، وتقول:"أبحث دوماً عن الأدوار الصعبة والمركبة والتي أستطيع أن أثبت من خلالها انني ممثلة متمكنة من أدواتي جيداً، لا سيما أن تلك الأدوار هي التي تحفر لنفسها مكاناً بارزاً في ذاكرة المشاهدين على غرار أدواري في مسلسلات"ملح الأرض"وپ"جسر الخطر"وپ"رجل وامرأتان"وغيرها من الأعمال الفنية. ولذا فأنا أتمهل كثيراً قبل الموافقة على بطولة أي عمل فني حتى أعثر على الدور الذي أحلم به". وتشير وفاء عامر الى أن عودتها الحالية الى خشبة أبي الفنون من خلال مسرحية"نساء السعادة"ترجع"الى توافر كل العناصر"التي تحلم بها في أي عمل فني، فالعمل من إخراج حسن عبدالسلام وتأليف محمد حسن الألفي وبطولتها مع أحمد وفيق، وفلك نور، وعزة جمال، ووجدي هيكل، ومجموعة من طلبة معهد الفنون المسرحية. وعن ندرة أعمالها السينمائية في الفترة الأخيرة، تقول:"هذا يرجع الى كون الأعمال التي تعرض عليّ لا تتناسب مع ما أطمح إليه، فأنا لا أسعى الى جمع مال كثير أو تحقيق وجود من دون مضمون، وإنما أحلم بتقديم أدوار جيدة تضيف لي، فالمال مهما توافر للفنان فهو لن يترك رصيداً في ذاكرة المشاهدين، أما الأدوار الجادة والقوية فهي التي يتذكرها الجميع مهما تقادمت السنون، ومن هذا المنطلق أرفض الكثير من الأعمال التي تعرض علي. وتؤكد وفاء التي اشتهرت في بدايتها الفنية بتقديم أدوار الإغراء انها أغلقت تلك الصفحة من حياتها ولا تود الحديث عنها وإن كانت ترى انها لم تقدم"الإغراء للإغراء فقط وإنما كانت طبيعة الدور تتطلب ذلك"، وتشير الى انها تحلم خلال الفترة المقبلة بتقديم عمل فني كبير عن ملكة مصر الراحلة شجرة الدر يبرز أهمية تلك المرأة في تاريخ مصر والدور المهم والخطير الذي لعبته وقت غزو لويس التاسع ملك فرنسا للبلاد ووفاة الملك الصالح أيوب فجأة وتوليها هي زمام الأمور. وتلمح وفاء الى أن حلمها بهذا العمل - على رغم أنها سبق ولعبت تلك الشخصية في مسلسلي"ملاعيب شيحة"مع أشرف عبدالباقي وپ"الظاهر بيبرس"مع ياسر جلال - يعود الى محدودية المساحة التي أطلت من خلالها شجرة الدر حيث ان كلاً من العملين لم يتناول"سوى قشور تلك الشخصية الثرية درامياً للغاية".