لم تتأثر الممثلة اللبنانية ورد الخال بالأجواء الثقافية والفنية التي عاشتها في منزل والديها الأديب الراحل يوسف الخال والشاعرة والرسّامة مهى بيرقدار لتصير شاعرة او رسّامة أو روائية بل تاثرت بالفن من كل جوانبه المختلفة، فخرجت من الأدب والفكر والفن الى عالم التمثيل صغيرة حاملة معها مخزوناً ثقافياً ساعدها كثيراً لتعرف كيف توجه اختياراتها الفنية حتى تبقى نجمة بكل معنى الكلمة. إلا ان ورد تعتبر أن النجومية تحولت من الممثلة الى المغنية التي قد تحتاج الى فضيحة حتى تشتهر وفي هذه الحال لا تحتاج الى الشهرة، خصوصاً انها بدأت تتوجه نحو العالمية من ابوابها الكبيرة كونها ستمثل في فيلم أنكليزي سيكون نقطة تحوّل في حياتها الفنية على رغم تكتّمها الشديد عن تفاصيله. أما بقية التفاصيل فقد صرحت بها ورد الخال الى "الحياة": اي الأدوار تعتبرينه الإنطلاقة الفعلية لك؟ - لقد ساهم مسلسل "العاصفة تهب مرتين" في شهرة العديد من الفنانين، مع أن دوري لم يكن ذا مساحة كبيرة في بداية المسلسل ولكن عندما نال اعجاب المشاهدين قرر الكاتب ان يطوره فكان لذلك اثره الايجابي. بماذا تتميز شخصية ورد الخال الممثلة؟ - أنا مخلصة في عملي وأشعر بأنني محترفة ولا آخذ الأمور بسطحية أو استخف بها لأنني أحب الكمال وأحاول أن أكون على مقربة منه ولا أحب أنصاف الأمور في حياتي العملية والشخصية، لهذا أعمل على أن أبقى كما أنا مثابرة وعنيدة ولست إنسانة باردة بل سريعة الإنفعال وعاطفية مع انني واقعية وعملية، ولا احب الحلم والخيال بل أحب أن اطبق الأمور بواقعيتها. هل حملت مؤثرات عائلتك الى حياتك التمثيلية؟ - أعطتني عائلتي أهم المؤثرات الفنية، عشت في بيت فني وأدبي. فوالدي الأديب يوسف الخال ووالدتي الشاعرة والرسّامة مهى بيرقدار، أي أنني كنت في منزلنا على مقربة من الميادين الفنية والثقافية، وأعرف أشخاص هذه الأجواء عن كثب وأعتبرهم كبار الشأن والقيمة ولم أكن أتخيل يوماً أنني سأعمل معهم، ومع الوقت صرت أقف أمامهم أواجه نظراتهم الغريبة نوعاً ما، فهم يريدون أن ينظروا إلي كممثلة محترفة وفي الوقت نفسه لا يزالون ينظرون إلي كبنت ذاك البيت الصغيرة. عندما ينجح الممثلون في دور معين تقدم لهم أدوار مماثلة وأنت من هؤلاء الممثلين الذين بدأوا بأدوار جريئة. هل لبستك هذه الأدوار؟ - لم تكن الشخصيات التي مثلتها جريئة في شكلها بل في مضمونها وموضوعها، مثلاً أنا لست ممثلة الجرأة بمفهوم الإغراء ولا تؤثر في حياتي لأن حياتي متزنة في كل توجهاتها. بينما نجد ممثلة غيري تلعب أدواراً جريئة في شكلها الظاهري ولم تلفت الأنظار إليها، وفي ما يلي لعبت أدواراً عن الفتاة العصرية التي تريد دائماً أن تثبت نفسها ومكانتها في عملها وأدوار المرأة الطموحة المستقلة ولم تكن كلها أدوار الجرأة أو الإغراء، فأكثر الأدوار التي لعبتها كانت مثالاً جيداً عن المرأة والفتاة تحديداً التي لا تعكس صورة المرأة في شكل بشع وكانت فيها رسالة هادفة لتحسين صورة الفتاة ولا أجد أي دور سلبي في ما قدمت. المسلسل اللبناني غير مطلوب في الماضي كان نجوم الفن ممثلين واليوم تحول الأمر الى المغنين لماذا لم يعد الممثل هو النجم؟ - لا يزال لدينا نجوم في عالم التمثيل... لكن الممثل اللبناني لا يظهر في شكل دائم كما يظهر المغني. كما أن المغني اللبناني معروف في كل العالم العربي بسبب مشاركته في الحفلات والمهرجانات الغنائية العربية بينما الممثل اللبناني غير مسموح له الخروج للإنتشار عربياً ربما بسبب كفاية الإنتاجات التلفزيونية العربية... فلم يعد المسلسل اللبناني هو المطلوب في الدرجة الأولى كما في الماضي حيث كان الممثل اللبناني موجوداً في كل بيت عربي. إلا أن الحظ لعب دوراً مهماً معي لأنني خرجت الى العالم العربي عبر تلفزيون "المستقبل" في مسلسلين عرضا على محطته الفضائية، ومنها جاءتني عروض عدة من سورية وعرفني بعض الجمهور العربي. الغناء أسهل من التمثيل! هل تتمنين يوماً أن تتبناك شركة إنتاج وتصدر لك ألبوماً؟ - لا افكر في هذا الأمر أبداً ولكن قد اطرح الموضوع عندما يتوقف الجميع عن الغناء، لأنني افضل أن أوظف مهارتي في الغناء لمصلحة أعمالي، قد أغني مقدمة مسلسل أمثل فيه أو أمثل دور مغنية "أفش خلقي" في عملي، ولكن لا أجرؤ على خوض هذه التجربة لأن الغناء بات تسلية عند الكثيرين والكثيرات وهذا ما نلاحظه في السهرات عندما تؤدي مغنية اغانيها في شكل Playback فيتحول الساهرون من جمهور جاء ليطرب الى جمهور يتسلى بسماع الموسيقى ورؤية شكل المغنية التي "تعمل جو". هل يمكن أن تدخل اي فتاة جميلة مجال التمثيل؟ - لا يسري ما يحصل في عالم الغناء على التمثيل، أي أن تكون الفتاة جميلة فتخوض مجال التمثيل لأنها مدعومة أو باهرة الجمال. لأن التمثيل يحتاج الى موهبة وجهد ورهافة إحساس في التعبير. لكننا نشهد عارضات ازياء جميلات يخضن مجال التمثيل؟ - في الماضي كنا نشهد هذه الحالة ولكنها خفّت بوجود سهولة في خوض مجال الغناء فتحولت العارضات الى هذا المجال... ربما لأنه أسهل من التمثيل الذي يتطلب الاستيقاظ الباكر والعمل حتى ساعات متأخرة جداً من الليل ولا يستطيع احد أن يتابع العمل في التمثيل سوى الموهوب، بينما في الغناء تبدأ مغنية في طرح مجموعة أغاني وتنتظر لتضرب لها اغنية فتصير اشهر مني ومن غيري ممن لديهم سنوات خبرة طويلة وقدموا اعمالاً ترفع الرأس، فتحصل على المال وتطلب الى الحفلات والمهرجانات بسبب تلك الأغنية وتنال الشهرة. الام يحتاج مشاهد التلفزيون في ظل كثافة الفضائيات وبرامج المنوعات والتسلية؟ - في ظل وجود التلفزيونات المنوعة والمتخصصة علينا أن نبحث عن الأفكار التي تجذب المشاهد نحو المسلسل ليتابعه وهذا ما يمكن تحقيقه في الكوميديا الطريفة فقط، لأن الناس يحتاجون اليوم الكوميديا في حياتهم، لهذا نرى الكثير من محطات التلفزيون تتجه نحو الاعمال الكوميدية اكثر من الدراما إلا في بعض الظروف أو المناسبات، لهذا أركز على أداء هذا النوع من الأدوار، فأنا أصوّر حالياً مسلسلاً كوميدياً بعنوان "المحتالة"، وهو عبارة عن كوميديا خفيفة مستوحاة من الواقع المأسوي والجدي في حياتنا اليومية ويطرح مشكلة الدراسة والعمل بعد التخرج ولكن في اطار كوميدي خفيف. تقولين إن الناس تريد الكوميديا أكثر من الدراما لكننا رأيناك ايضا ضمن ادوار درامية تاريخية مثل مسلسلات "الموت القادم من الشرق" و"الكواسر" و"المسلوب" و"صلاح الدين الايوبي"، ماذا اضافت لك هذه الأعمال؟ - لا أقصد أن الكوميديا هي الاساس في عمل اي ممثل أو حتى في حياة الناس، إلا أن وقع الدراما يكون أقوى وأجدى نفعاً عندما تكون مدروسة، ولكن الكوميديا الموجهة يرغب فيها الناس في معظم الأحيان. وأنا كممثلة أتوجه نحو تنويع الادوار التمثيلية لانها تغني شخصيتي وتشعرني بالتجدد وتساعدني على الانتقال من شخصية الى اخرى خصوصا ان الفنان المحترف لا بد من ان يكون شعاره عدم الروتين ويكره الرتابة فهذا يضيف نضجاً الى شخصية اي ممثل ويمكنه من تقديم اجمل الاعمال الدرامية والكوميدية معاً. لماذا رفضت التمثيل في مصر؟ - بعدما عرض عليّ التمثيل في مسلسل مصري الى جانب الممثل فاروق الفيشاوي توجهت الى مصر حيث حصلت مشكلات كثيرة فرفضت العمل لاسباب مادية واخرى متعلقة باللهجة التي يجب أن أتكلم بها فأنا لا أجيد اللهجة المصرية جيداً بل افضل أن أتكلم بلهجتي لأنني استطيع أن اعبر بها أفضل ولا اجد نفسي في اللهجة المصرية. لكنك تكلمت بالأنكليزية في المسلسل السوري "ردم الاساطير"؟ - أنا اتقن اللهجة الأنكليزية كوني تعلمتها منذ صغري واعرف جيداً كيفية المحادثة فيها، كما انني في مسلسل "ردم الاساطير" كنت أؤدي دور فتاة أجنبية ولم اتكلم طيلة المسلسل بالأنكليزية بل كنت اعبر بكلمات كثيرة ومعروفة. ولم يكن الأمر صعباً عليّ لأنني تعلمت اللغة عبر الدراسة التقنية للغة نفسها. هل يمكن أن تمثلي في أي مسلسل اجنبي يوماً ما؟ - ليس يوماً ما فأنا فعلاً اجهز نفسي لتمثيل دور قد يكون محورياً في مسلسل انكليزي من إخراج مخرجة عربية وسأتكلم فيه بالطبع باللغة الأنكليزية فقط. وأعتبر أن هذه الخطوة إيجابية في حياتي الفنية. ماذا تحضرين الآن؟ لا ازال اتابع تصوير مسلسل "المحتالة" الذي سيعرض على شاشة "أل بي سي" إضافة الى مسلسل "قلب اسود"، وهو دراما إجتماعية يتحدث عن مرحلتين بدايتهما في السبعينات ونتابعهما في عصرنا الحالي وسأمثل فيه شخصيتين. ويشاركني التمثيل كارمن لبّس وبديع أبو شقرا ووليد العلايلي وكارلا بطرس وسمير شمص وجوزيف بونصار.