يقف الفنان يحيى الفخراني حالياً على خشبة مسرح ميامي في القاهرة ليقدم عرض"الملك لير"للسنة الرابعة على التوالي، مؤكداً أنه لا يخشى منافسة الشباب، ومشيراً الى أنه سيبدأ قريباً تصوير فيلم"محمد علي"الذي تبلغ موازنة إنتاجه 40 مليون جنيه مصري. التقينا الفخراني الذي قال عن اعادة مسرحية"الملك لير":"لا بد من عرضها كل عام حتى بعد موتي شخصياً فيأتي ممثل آخر ليقدمها، كونها تحمل قيماً انسانية لا تنتهي"، واعتبر الدليل على قوله هو عدد المشاهدين الذين يتوافدون لحضور المسرحية، كل عام أكثر من العام السابق. وأضاف:"لا أجد عيباً في إعادة العرض ما دام هناك جمهور، ولن أجد افضل من هذا العمل حتى اقدمه"، موضحاً أن تقديم أي عمل جديد يحتاج منه التوقف عن العمل التلفزيوني سنة كاملة تقريباً. وحول عرض المسرحية على مسرح ميامي بدلاً من المسرح القومي، قال إن"ذلك تلبية لطلب ادارة البيت الفني للمسرح، لأن مسرح ميامي مغلق منذ فترة طويلة ولا بدّ من جذب الجمهور إليه بعد تجديده من خلال عرض ناجح". وعلى رغم أن ذلك سيأتي على حساب المسرحية، إلا أنه اعتبر أن"لا بد من مساهمة الفنانين في جذب الناس الى المسارح التي تعرضت للإغلاق". وحول عودة الكثير من النجوم الى مسرح القطاع العام، أكد أن في ذلك ظاهرة طيبة. وأوضح أنه"بعد اتجاه مسرح القطاع الخاص خلال السنوات الأخيرة الى العروض المسرحية السياحية التي تعتمد راقصة ومطرباً وبعض"المضحكاتية"، كان لا بدّ للفنانين من التوجه الى القطاع العام لتقديم عروض هادفة وقادرة على الاستمرار لسنوات". وأفاد أنه:"عندما بدأت التحضير لمسرحية"الملك لير"اثناء تقديم تلك النوعية من العروض في القطاع الخاص، استغرب الكثيرون مطلقين عليّ صفة المجنون". وعن ندرة النصوص المسرحية الجيّدة واللجوء الى النصوص الأجنبية، أبدى تأسّفه لذلك، مصرّحاً:"عندما نويت تقديم"الملك لير"لم أجد مترجماً لها للغة العامية، وتحدثت مع اكثر من شاعر لتقديمها في هذا الشكل، لكن، من دون جدوى، فلم اجد مفراً من تقديمها بالفصحى". معتبراً أن ذلك"يعكس حقيقة مؤلمة كوننا نفتقد وجود كتاب مسرح مميزين". وحول فيلمه الجديد"محمد علي"، أفاد الفخراني أن التصوير سيستغرق سبعة أشهر ولم يُحدد الموعد بعد، كما ان اختيار فريق العمل غير منجز. وقال إن التصوير سيتم في مصر ولبنان وسورية وتركيا واليونان وايطاليا، متناولاً اللحظات المهمة في حياة محمد علي باعتباره قائد نهضة مصر الحديثة. وكشف الفخراني أن الفيلم سيتناول وجهتي النظر في الرجل مدحاً وذماً. وعمّا إذا كان الفيلم سيحقق ايرادات كبيرة خصوصاً ان كلفته المادية باهظة، أجاب:"بصراحة لا أعرف كيف يمكن للفيلم تحقيق ذلك العائد الضخم ولكن الشركة المنتجة تعمل على فتح اسواق جديدة لتوزيع الفيلم حتى يحقق ايرادات مناسبة". وعن عودته إلى السينما بعد غياب طويل، قال:"لولا نوعية العمل وقوّته فنياً لما عدت، واكتفيت بالتلفزيون الذي أصبح وسيلة إعلامية واسعة الإنتشار والتأثير"، مضيفاً"عندما ظهرت على شاشة التلفزيون من خلال مسلسل"ليالي الحلمية"قال لي أحد النقاد، أن السينما هي ذاكرة الأمة بينما التلفزيون كالجريدة تنتهي مدّتها فور صدور العدد التالي. هذا الكلام اثبتت الأيام عدم صحته، ف"ليالي الحلمية"و"الليل وآخرة"وغيرهما من اعمالي التلفزيونية تعرض باستمرار على الفضائيات". ومن هذا المنطلق اعتبر الفخراني أن التلفزيون في المنطقة العربية أقوى من السينما، كونه يُحقّق الانتشار للفنان في شكل أوسع وأسرع. وعما إذا كان قادراً على منافسة الممثلين الشباب، قال:"لم أفكر في منافسة أي شخص خلال مسيرتي الفنية".