يمتلك الفنان يحيى الفخراني قدرة كبيرة على تقمص الشخصيات التي يلعبها، وهذا جعله في قلوب الجميع سواء كانوا صغاراً أم كباراً، وقدم خلال السنوات الاخيرة الكثير من الأدوار البارزة ومنها سليم البدري وسيد أوبرا وعبد المتعال محجوب وغيرها في التلفزيون عدا أعماله في السينما ومنها "عودة مواطن"، و"الكيف"، و"للحب قصة اخيرة" الذي اختير ضمن افضل 100 فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية، وفي المسرح قدّم "راقصة قطاع عام" و"الملك لير" الذي يعرض حتى الآن. عن آخر شخصياته رُحيّم في مسلسل "الليل وآخره" الذي يعرض حالياً، كان هذا الحوار: كيف جسدت الرومانسية الواضحة لشخصية رُحيّم في مسلسل "الليل وآخره"؟ - الشخصية من اسمها وكما كتبها المؤلف محمد جلال عبدالقوي تبدو مرهفة الحس وشديدة الحنان. فرحيم يحب اخوته كثيراً، وتظهر التراجيديا بعدما انقلب عليهم وعاملهم بقسوة مثل منعهم من الميراث. وعلى المستوى الشخصي ضاحكاً لا يمكن ان اكون رومانسياً لهذه الدرجة مثل رُحيّم لانني لست في ظروفه وجربت الحب وأنا صغير وعشته. وهل يمكن أن يمر الرجل بمثل حال رُحيّم؟ - طبعاً، وتحدث كوارث في حالات كثيرة وخصوصاً عندما يكون الرجل متزوجاً وله اسرة، لان الرجل في هذه السن تكون لديه رغبة في البنت الصغيرة والعكس ايضاً البنت الصغيرة تكون لديها رغبة في رجل ناضج. وهل استطعت تقديم شخصية مختلفة للرجل الجنوبي الصعيدي؟ - انا قدمت شخصية الصعيدي الحقيقي الايجابية بعيداً مما قدم من شخصيات ساخرة للصعيدي، فهو رجل عصامي نجح مع والده في تحقيق ثروة من التجارة، وهناك حالات حقيقية في القاهرة مثل رُحيّم جسدت شخصية الصعيدي الحاد والطيب الرومانسي في الوقت نفسه والذي يقع في الحب بعد سن الاربعين ولكن يصطدم بعادات أهل الجنوب الصارمة التي يتمسكون بها لاقصى درجة مهما تغيروا اجتماعياً واقتصادياً والتي تتعارض أحياناً مع الشرع مثل الميراث، وأعتقد ان المسلسل سيغير كثيراً من سلوكيات الجنوب واهله. لماذا أنت بعيد من الاعمال التاريخية؟ - لست بعيداً، ولو وجدت عملاً تاريخياً جيداً سأشارك فيه، وبصراحة لا يعجبني انتاج الاعمال التاريخية لانه انتاج تقليدي وهذه الاعمال الضخمة لا تحتاج الى انتاج تقليدي، مثلاً سمعت في سورية انه احياناً تخرج فرق من الجيش ليستعينوا بها في التصوير لذلك يقدمون اعمالاً تاريخية ناجحة، انا مثلاً احب اعمال الاطفال فأتحايل لأقدمها للجمهور من خلال اعمال اجتماعية تعجبهم الى جانب الكبار مثل "بابا وجحا"، لانني لو قدمت عملاً منفصلاً للاطفال لن اجد اهتماماً من الانتاج، وهناك مشروع عن تقديم شخصية الملك فاروق ومحمد علي. قدمتَ اعمالاً للسينما لا يستطيع احد نسيانها: "الكيف" و"عودة مواطن" و"خرج ولم يعد" وغيرها لماذا انت بعيد الآن؟ - لا استطيع ان انسى ما قدمته الى السينما من اعمال كثيرة ناجحة، ولكن بالنسبة إليّ السينما والمسرح والتلفزيون كلها قنوات اتصال مع المشاهد ولا فارق بينها عندي، واخطرها التلفزيون الذي يتوجه الى عدد اكبر من المشاهدين، لذلك لو قدمت عملاً وفشل يقضي عليك اما في السينما فيمكن ان يفشل فيلمان او اكثر وننسى، وأنا الآن لو عملت للسينما يجب ان يكون افضل مما اقدم للتلفزيون حتى اعود اليها. تجارب كان لها زمنها ولماذا لا تنتج كما كانت الحال في "عودة مواطن"؟ - انا لا احب الانتاج، أما "عودة مواطن" و"مبروك وبلبل" فكانا تجربتين احببت ان اعملهما لكن الوضع الآن تغير كثيراً على مستوى الانتاج واصبح اصعب من الماضي. هل يمكن ان تشارك النجوم الشباب افلامهم؟ - ممكن طبعاً إذا كان العمل جيداً ودوري مهماً. كيف يمكن ان يساهم عمل درامي في تجسيد موقف سياسي معين؟ - إذا عُملت دراما غير مباشرة تكون رسالة خالصة لوجه الفن ومن غير لي ذراع. قلت إن الشخصية التي "يتحكم فيها القلب تغريني اكثر من الشخصية التي يتحكم فيها العقل" لماذا؟ - القلب هو الوجدان والاحساس والفن، وفي الوقت نفسه غير منفصل عن العقل ويعملان معاً، لكن الاحساس هو الفيصل عندي ويتحكم فينا جميعاً. هل ما زالت شخصية سليم البدري في المسلسل الشهير "ليالي الحلمية" هي الاقرب لديك؟ - ليس عندي فقط وإنما عند المشاهد المصري والعربي، فقد ارتبط بها الجمهور لمدة سبع سنوات وحققت نجاحاً كبيراً وكنت خائفاً مما سأقدم بعد سليم البدري، واستطعت ان اقدم شخصيات كثيرة ناجحة أحببتها مثل عبد المتعال محجوب في مسلسل "لا" وسيد اوبرا في مسلسل "اوبرا عايدة". ماذا اعجبك من دراما هذا العام؟ - اعفني من ذكر اسماء اعمال بعينها، ولكن هناك أعمالاً عدة جيدة قُدمت. اعمالك اصبحت من سمات التلفزيون المصري في رمضان، هل لديك حرص على عرض اعمالك في الشهر الفضيل؟ - عندما اقوم بتصوير عمل لا يكون لدي معرفة متى سيعرض في شهر رمضان او غيره، ولكن منذ "ليالي الحلمية" وما حققه من نجاح وبعده مسلسلات عدة اخرى في هذا الشهر الكريم تم ربطي بهذا الشهر من جانب المشاهد، والتلفزيون هو المسؤول عن عرض اعمالي في رمضان او اي شهر آخر فأنا لا دخل لي. ماذا ستقدم للمسرح بعد عرضك الناجح "الملك لير"؟ - ما زال هناك عرض للمسرحية في الامارات في كانون الاول ديسمبر ثم نعود الى القاهرة ونستأنف عرضها، وحالياً لا افكر في اي عروض اخرى جديدة.