في مشوار فني يزيد على الثلاثين عاماً، استطاع الفنان المصري يحيى الفخراني أن يقفز كل عام حواجز إبداعية جديدة للتربع على عرش الدراما، متصدراً الصفوف الأولى بعد رحلة كفاح ترك فيها مهنته الأصلية الطب التي يتعامل فيها مع الجسد ليتعامل مع الروح في مهنة الفن. وأكد الفخراني ل «الحياة» خلال ندوة عقدت لتكريمه على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، أنه على الرغم من إحساس الكثيرين بالثورة لم يكن متوقعاً أن يثور العرب بعد كل هذه السنوات من السلبية، معرباً عن سعادته بثورات الربيع العربي، و «التي سترسي دعائم الديموقراطية والعدالة في المنطقة»، لافتاً إلى أنه على الرغم من إيجابيات أحداث الربيع العربي على الصعيدين السياسي والاجتماعي، إلا أنها أثَّرت على سوق الدراما، حيث توقف تصوير كثير من المسلسلات بسبب ارتباك الإنتاج أو بسبب عدم توافر أماكن التصوير، كما الحال بالنسبة الى مسلسله «بواقي صالح». وعن نجاح مسلسل «قصص الحيوان في القرآن»، أكد الفخراني أنه لم يتوقع هذا النجاح إلا عندما استوقفه عدد من السيدات القبطيات في عرس أحد أصدقائه يشكرنه على المسلسل، مؤكدات أنهن تابعنه بشغف كبير، كما أكد له الكثيرون أن المسلسل للأجداد والأحفاد. وحول الأمر نفسه، اكد الفخراني أنه في انتظار الانتهاء من كتابة سيناريو الجزء الثاني. وأوضح الفخرانى أنه لا يفضل القيام بأدوار، سواء في السينما أو التلفزيون، سبق أن قدَّمها من قبل أو قدم أدواراً مشابهة لها، مشيراً إلى أنه رفض الدور الذي لعبه الفنان خالد الصاوي في مسلسل «خاتم سليمان» لتشابهه مع مسلسل «أوبرا عايدة». وأشار الفخراني إلى أنه أصبح يفضّل العمل بالتلفزيون، لأن الذاكرة البصرية للتلفزيون أوسع انتشاراً، كما أن التقنية العالية للسينما انتقلت للتلفزيون على يد المخرجين الشباب. وعن تجربة تقديم البرامج، أوضح الفخراني أن قناة «أم بي سي» عرضت عليه تقديم برنامج «من سيربح المليون» قبل أن يقدِّمه الإعلامي جورج قرداحي، ولكنه رفض «أكثر من مرة، إلا أن القائمين على البرنامج حاولوا إقناعي، فأرسلوا اليّ شريط الحلقات التي قدمها أميتاب باتشان، ودعوني إلى لندن لمشاهدة التصوير، وعندما رفضت عرضوا عليَّ مبلغ أربعة ملايين جنيه، وهو مبلغ ضخم في وقت لم تكن الأجور فيه مرتفعة، وكنت في ضائقة مالية كالمعتاد، إلا إنني استشرت أبنائي، فنصحني ابني طارق بقبول العرض، لأنه سيؤمِّن مستقبلهم، في حين رفض ابني الأكبر، وعندما استغرقت في التفكير أدركت أنني غير مقتنع بالموضوع، فرفضت العرض». ويضيف الفخراني: «منذ بدأت التمثيل، وأنا أفكر فى الاعتزال. حيث بعد أي عمل غير جيد أو حين تواجهني ضائقة مالية أقول لنفسي «لا بد أن أعود الى مهنتي الأساسية الطب»، لكنني أشعر أنه لا يمكنني الحياة من دون تمثيل، لذلك فأنا لا أفكر في الاعتزال مطلقاً في الوقت الحالي». ويستعد الفخراني لتجربة درامية جديدة عبر مسلسل «الخواجة عبد القادر» إخراج شادي الفخراني، ويشكل المسلسل أول تعاون فني بين الفخرانيين الصغير والكبير. يذكر أن يحيى الفخراني مواليد 1945م، تخرج في كلية الطب، والتحق بوحدة الرعاية الصحية الملحقة بمبنى التلفزيون المصري، ما هيأ له الفرصة للالتقاء بعدد من المخرجين، منهم محمد فاضل، الذي قدَّمه في أول مسلسل «أيام المرح» عام 1972، ثم توالت أعماله، ومن أهمها «بابا عبده» - «ليالي الحلمية» - «نصف ربيع الآخر» - «سكة الهلالي» - و «ابن الأرندلي». وفي السينما قدَّم أربعين فيلماً، صنف أربعة منها على أنها ضمن أهم مئة فيلم في تاريخ السينما العربية، كما قدَّم عدداً قليلاً من المسرحيات أهمها «الملك لير».