يعتبر النجم يحيى الفخراني أحد أبرز الفنانين الذين قدموا اعمالاً مهمة وأدى العديد من الأدوار التي مازالت عالقة في الاذهان، ومنها شخصية "سليم باشا البدري" في مسلسل "ليالي الحلمية" و"أوبرا" في مسلسل "أوبرا عايدة" و"جحا" في مسلسل "جحا المصري". "الحياة" التقت الفخراني وكان معه هذا الحوار: كيف تصف علاقة الفن بالسياسة؟ - من وجهة نظري أرى أن الفن لا ينفصل عن السياسة وكلاهما مرتبط بالآخر ارتباطاً وطيداً كما أنهما من اهم العناصر الاساسية في المجتمع، ومن هذا المنطلق يأتي الفنان ليكون ملكاً لجماهيره ومن الافضل له ألا ينتمي الى أي منصب سياسي، إذ إن عمل الفنان بالسياسة قد يحجّم ابداعه ويلزمه بقيود ولوائح وقوانين معينة، ذلك على الرغم من ان للفنان امكان مخاطبة الناس من خلال فنه. لكي نصل الى اعلى مراحل الابداع، يجب على الدولة ان تهيئ مناخاً سياسياً ديموقراطياً نصل من خلاله الى اعلى حالات التمييز. تأثير الفنون وما الدور الاساس الذي يلعبه المسرح في حياة الشعوب؟ - اعتقد ان المؤثر في حياة الشعوب في الوقت الحالي ليس المسرح فقط ولكن الوسائل السمعية والبصرية وعلى رأسها التلفزيون. وهذا التأثير يتم من خلال وصولها الى اكبر عدد من الجماهير، والفن الناجح هو الذي يتناول قضايا المجتمع نفسه بمعنى أن يأخذ من المجتمع ويعطيه. في الماضي كان الاراجوز هو المؤثر الوحيد ثم ظهرت بعد ذلك وسائل أخرى مؤثرة مثل الاذاعة الى أن اصبح التلفزيون هو المؤثر الحقيقي في حياة الشعوب. قدمت لنا العديد من اعمالك المتميزة في التلفزيون والمسرح والسينما، فهل هناك ملامح معينة لشخصية لم تقدمها الى الآن وتتمنى تقديمها؟ - يجب أن يكون العمل الفني في تغير مستمر ولذلك لم تنتابني الرغبة في تقديم شخصية محددة. ولكنني تمنيت المشاركة في تقديم مسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير و"ثار ثوف" لموليير، اللتين قرأتهما أكثر من اربع مرات، ولكنني وجدت ان هكذا أعمال لا تتفق مع العصر الذي نعيشه الآن، وإجادة الشخصية تنبع من الاحساس بالمجتمع الذي يدفع الفنان الى حالة الابداع الحقيقية. اذاً هل يرجع نجاح مسرحية "الملك لير" لحاسة الفنان يحيى الفخراني ام الصدفة لعبت دورها معك؟ - يرجع نجاح المسرحية الى الاثنين معاً إذ إنني منذ اللحظة الاولى من اختيار النص واثناء التدريبات وانا ينتابني شعور بأن هذا العمل سيحقق نجاحاً. هذا من جهة الاحساس، اما بالنسبة للصدفة فقد لعبت دوراً كبيراً معي إذ إن النجاح الجماهيري الذي حققته المسرحية كان غير متوقع الى هذه الدرجة. وما الذي جذبك للقيام بهذه الشخصية؟ - لأنها من بين اروع ما كتب الكاتب العالمي وليم شكسبير واقل رواية حققت نجاحاً مقارناً بأعماله المتميزة، وترجم دكتور محمد عناني هذه المسرحية من الانكليزية الى اللغة العربية وقرأتها مرات عدة وعلمت ان نهاية الرواية قد غيرت بعد مئتي عام من كتابتها، ولكنني أصررت على أن اقدمها كما هي مكتوبة تماماً في النص الشكسبيري الاصلي وذلك لاتفاقها مع ما يحدث في الوقت الحالي. هل تستطيع ان تصف لنا العلاقة بينك وبين الملك لير؟ - شخصية لير الشكسبيرية حلم لكل ممثل لما تقدمه من متعة للفنان الذي يقوم بأدائها ولذلك فكل يوم يتم خلاله عرض هذا العمل اشعر فيه وكأنني اقدمها للمرة الأولى، وبسبب شخصية الملك لير لا أضفي على ملامحه أي اضافة إذ لم يترك شكسبير ثغرات داخل هذه الشخصية تتيح لي أي اضافات عليها. ما جديدك التلفزيوني؟ - مسلسل "الليل وآخره" مع المخرجة رباب حسين وهو مسلسل ملحمي، وتدور احداثه حول رجل صعيدي ذي شخصية قوية يتعرض الى قصة حب ويقع في غرام فتاة صغيرة فينقلب حاله. عصر الديموقراطية الفنية وجّه اليك النقد عن دورك في مسلسل "جحا المصري"، فما تعليقك على هذا؟ - في الحلقات الاولى من المسلسل اعتقد البعض ان المسلسل مقترن بشكل الفوازير وذلك لأنه عرض في شهر رمضان ولكن بعد ذلك استوعب المشاهدون انه مسلسل سياسي من الدرجة الاولى وذلك بما يحمله من اسقاطات سياسية واضحة، وهذا اكبر دليل على اننا نعيش في عصر الديموقراطية الفنية، وأرى أن المسألة تعتمد على اذواق الجماهير. أما ايجابيات هذا المسلسل بالنسبة لي، فتتمثل في اختلاف هذه الشخصية وتميزها عما قدمته من اعمال سابقة. مَنْ مِن جيل الممثلين الشباب يعجبك اداؤه وما توقعاتك المستقبلية له؟ - أنا لا استطيع الاجابة عن هذا السؤال وذلك لانه اخلاقياً لا يمكن لأي فنان ان يقوّم ممثلاً آخر مثله، والذي يملك الاجابة عن هذا السؤال ويستطيع ان يملك الحكم هو الجمهور فقط، وجيل الشباب الممثلين كلهم يعجبني اداؤهم وأتمنى لهم النجاح والتميّز. العمل الأخير ... الأحب من خلال مشوارك الفني قدمت الكثير من الادوار الناجحة فما أحبها اليك وكيف اثرت عليك؟ - غالباً ما يكون العمل الاخير هو اقرب وأحب الاعمال الى قلبي فأنا اشبه الرجل المزواج، والغريب في الامر انني اكره ان اشاهد ادواري، بالاضافة الى انني اتسم بالقسوة الشديدة مع الادوار التي اؤديها وقد يختلف هذا مع حياتي الاجتماعية، فأنا احب الناس جداً ولكن مع ادواري تنتهي العلاقة بيننا في آخر يوم تصوير. وإن لم يحدث ذلك فالمتوقع هو حدوث كارثة. يجب على الفنان ألا يتوقف عند شخصية لامعة معينة كي لا يصعب عليه الخروج منها، وعانيت اثناء مسلسل "ليالي الحلمية" من هذه التجربة وفي الجزءين الثالث والرابع اقنعوني بالاشتراك فيها، وفي الجزء الخامس رفضت المشاركة تماماً واعتذرت لأنني شعرت بعدم تقديم اي اضافة على الشخصية وبعدها شاركت بالبطولة في مسلسل "لا" مع الفنانة دلال عبدالعزيز وقدمت حوالى 15 حلقة بشخصية عبد المتعال محجوب بعد 100 حلقة لسليم البدري في مسلسل "ليالي الحلمية". اخيراً أين أنت من السينما؟ - لم أجد ما يناسبني للعمل فيها كما أن عملي في المسرح والتلفزيون يستحوذ على كل وقتي وتركيزي ولذلك لم اقاطع السينما.