انهت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس زيارة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية هدفت الى تحريك في عملية السلام في الشرق الاوسط، من دون ان تتوصل الى اقناع اسرائيل بتخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين. وغادرت وزيرة الخارجية الاميركية اسرائيل من دون الادلاء بأي تصريح بعد اجتماعات عقدتها مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان رئيس الوزراء الاسرائلي ايهود اولمرت الذي اجتمع مع رايس مساء اول من امس في القدس لمدة ثلاث ساعات ابلغها ان اسرائيل لن تطلق سجناء فلسطينيين الى ان يتم الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير لدى الفلسطينيين غلعاد شاليت. لكن اولمرت وعد رايس بأن تعيد اسرائيل قريباً فتح معبر"كارني"التجاري بين قطاع غزة واسرائيل وان تقدم مساعدات طبية للفلسطينيين. وقالت صحيفة"معاريف"العبرية امس ان رايس طلبت من اولمرت، كما كان متوقعاً، الافراج عن عوائد الضرائب المستحقة للفلسطينيين فوافق اولمرت ولكن بشرط انفاقها على الخدمات الطبية وامور انسانية اخرى. واصدر مكتب اولمرت ليل الاربعاء - الخميس بياناً قال فيه ان"رئيس الوزراء قال ان اسرائيل ستقدم افكاراً بشأن المعونة الانسانية، مثل مساعدات للمستشفيات، وادوية وما الى ذلك". ويقول البنك الدولي ان قيمة اموال الرسوم الجمركية تصل الى 65 مليون دولار شهريا في 2005، وبالتالي ثلثي موازنة الحكومة الفلسطينية. وتسبب احتجاز هذه الاموال بالاضافة الى تجميد المساعدات الدولية منذ تسلم حماس رئاسة الحكومة، بأزمة اقتصادية خانقة في الاراضي الفلسطينية، استدعت تحذيرات من الاممالمتحدة من حصول كارثة انسانية. وكان متوقعا ان تعلن رايس عن"تقدم"في مسألة تخفيف القيود الاسرائيلية على الدخول الى قطاع غزة في نهاية زيارتها، وذلك بهدف اعطاء دفع الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة حركة المقاومة الاسلامية حماس. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية بعد لقاء رايس ورئيس الوزراء الاسرائيلي على العشاء الاربعاء"نأمل بتحقيق بعض التقدم على صعيد التنقل والمعابر". وجاء في بيان مكتب رئاسة الحكومة ان اولمرت ابلغ رايس بأن معبر كارني الرئيسي لنقل البضائع بين غزة واسرائيل سيفتح مجددا خلال فترة قصيرة وان بيريتس سيضعها في تفاصيل هذا القرار، الا ان بيريتس لم يدل بأي اعلان حول مسألة التنقل والمعابر، في اشارة واضحة الى عدم التوصل الى اتفاق حول الموضوع. واقفل معبر كارني المنطار منذ 15 آب اغسطس، ما يؤثر سلباً على وصول المواد الحيوية من غذاء وادوية ووقود الى قطاع غزة الذي يعاني كذلك من وقف المساعدات الدولية. ولا يزال معبر رفح مقفلا بشكل مستمر تقريبا منذ الهجوم الاسرائيلي على غزة في حزيران يونيو الهادف الى استعادة الجندي شاليت الذي اسرته عناصر من ثلاث مجموعات فلسطينية من موقع اسرائيلي حدودي قرب غزة. واعيد فتح معبر رفح الاربعاء والخميس. واكد بيريتس من جهته ان لا بد من"دعم ابو مازن محمود عباس من اجل خلق الظروف المواتية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. الا ان الافراج عن شاليت يشكل المفتاح لاي تقدم". وكانت رايس التقت الرئيس الفلسطيني في رام الله حيث عبر الاثنان عن موقف مشترك لجهة التأكيد على ان اي حكومة فلسطينية يجب ان تحترم مبادئ السلام التي تنص عليها خطة اللجنة الرباعية الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة وروسيا للحل في الشرق الاوسط. واعربت رايس عن املها في تشكيل حكومة فلسطينية"قادرة على تلبية مطالب الشعب الفلسطيني واحترام مبادئ اللجنة الرباعية لوضع اسس تحرك نحو الهدف الذي نطمح اليه جميعا: حل يقوم على دولتين ديموقراطيتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب". ولم يتمكن عباس من التوصل الى اتفاق مع"حماس"حول انشاء حكومة وحدة وطنية. وقال في مؤتمره الصحافي المشترك مع رايس:"اكدنا ان برنامج اي حكومة فلسطينية يجب ان يستند الى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، واي حكومة يجب ان تكون ملتزمة تماما بالاتفاقات الموقعة في الماضي من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية". ويشكل الاعتراف باتفاقات السلام المعقودة مع اسرائيل مطلبا اساسيا من مطالب الغرب التي ترفض"حماس"تلبيتها. واكد عباس ان الحوار مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية"يجب الا يستمر الى ما لا نهاية". وقال انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق"ستتخذ القيادة الفلسطينية التدابير اللازمة لاخراجنا من هذه الازمة".