أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس انه متمسك باللجوء الى الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة، ملمحا الى انه سيخوض هذه الانتخابات لمنصب الرئاسة رغم اعلانات سابقة عن انه لن يشارك في اي انتخابات مقبلة. وأعرب عن استعداده في الوقت ذاته للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عقب اجتماعهما في المقر الرئاسي، المقاطعة، في رام الله. وقال عباس:"نحن ذاهبون الى انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية، ولا يوجد ما يمنعنا من ذلك". وفي رده على سؤال بشأن مشاركته في هذه الانتخابات المح عباس الى انه ينوي المشاركة قائلا:"ارادة الشعب انتخبتني في التاسع من كانون الثاني يناير عام 2005، وارادة الشعب انتخبتهم، اي"حماس"، في كانون الثاني يناير 2006، ونريد اليوم ان نختبر ارادة الشعب، هل ما زال يثق بمن اختاره". واضاف:"نحن ديمقراطيون، وطالما كان هذا حالنا لماذا لا نلجأ الى الشعب؟ نحن في ازمة منذ تسعة شهور، وواجبي كمسؤول ان ابحث عن حلول". وقال عباس انه ابلغ بلير انه مستعد للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من دون ان يذكر الشروط التي طالما رددها في السابق لعقد مثل هذا اللقاء، مثل ان يكون اللقاء ناجحا ويثمر نتائج ملموسة للفلسطينيين من قبيل اطلاق سراح اسرى وإزالة حواجز عسكرية. وقال:"ابلغته انني مستعد للقاء اولمرت في اي وقت، يجب ان نلتقي، فنحن في حاجة لبعضنا البعض، يجب ان نلتقي لنعالج مشكلاتنا سوياً". وقال ان محادثاته مع بلير"تركزت على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية، للوصول إلى اتفاق سلام شامل وعادل، على أساس حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وفق الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". وقال انهما بحثا سبل الخروج من هذه الأزمة، وأنه طلب من رئيس الوزراء البريطاني العمل على فك الحصار الاقتصادي، وإنهاء إغلاق المعابر، وضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم الوزراء والنواب والقيادات الفلسطينية، ووقف التوسع الاستيطاني و"الجدار"، وممارسات إسرائيل في القدس وأنه طلب من بلير أشياء كثيرة"فيما يتعلق بالأسرى والأموال الفلسطينية، وتخفيف الأعباء عن الشعب الفلسطيني. ووصف عباس زيارة بلير للاراضي الفلسطينية ب"الجيدة"، مشيراً الى ان بلير وعد بمتابعة تطورات عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال عباس للصحافيين لدى وداعه رئيس الوزراء البريطاني:"درسنا الأمور الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط، ووعد بمتابعتها طوال كل الفترة التي سيبقى فيها بالحكم". ورداً على سؤال عن المبادرة العربية قال عباس"ان خطة خريطة الطريق تتضمن رؤية الرئيس بوش والمبادرة العربية التي اطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز". واضاف:"لذلك فإن خطة خريطة الطريق ومحتوياتها كلها أمور ملزمة لنا وذلك حسب وثيقة الوفاق الوطني التي تقول في المادة 12 ان السلطة الفلسطينية تلتزم بالاجماع العربي ويجب تفعيلها لاحياء عملية السلام". من جهة أخرى أبدى عباس اسفه للمواجهات كانت اندلعت بين انصار حركتي"فتح"و"حماس"وأسفرت عن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى في قطاع غزة وقال:"يزعجنا ويؤسفنا جداً ماحصل في غزة من قبل جميع الاطراف ونقول لهم ان الاحتكام إلى السلاح ليس هو الطريق الصحيح بل الخاطئ، وعلى الجميع الالتزام بالتهدئة لمصلحة الشعب الفلسطيني والحكومة والسلطة الفلسطينية". من جهته أشاد بلير بجهود عباس وسعيه للوصول إلى حل قريب قائم على أساس دولتين، مؤكداً أن الخطاب، الذي ألقاه عباس اخيراً، واعلن فيه عن نيته التوجه الى انتخابات مبكرة، يظهر كيف يمكنه التحرك وتحمل المسؤولية في الأوقات الصعبة ويشكّل"منعطفاً". وأعرب بلير عن اعتقاده أن الأسابيع المقبلة حساسة وحرجة للجميع معرباً عن أمله:"ان يتم وضع اقتراح مبادرة في هذه الفترة لتقديم الدعم لإعادة البناء والتنمية ولتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني". وخاطب بلير عباس قائلاً:"لقد تمتعت بمزايا القيادة وأردت أن تجد سبيلاً للتقدم وإذا ما كان المجتمع الدولي يعني ما يقول عن دعم الشعوب وإيجاد حل قائم على أساس دولتين فعليهم تحمل مسؤولياتهم، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته بما يساعدكم في ذلك". ان من"المهم جدا"ان"تحدد هذه المبادرة الاطار الذي سنتجه من خلاله الى حل قائم على دولتين"اسرائيل وفلسطين. وتابع قائلا:"آمل، لا بل اظن ان هذه المبادرة ستتحقق. ويجب ان يكون هذا موقف الاسرة الدولية اليوم". وأضاف:"سأعمل كل ما في وسعي وابذل كل جهدي في الفترة المقبلة، وأن الأسابيع المقبلة حاسمة الاهمية لتقديم هذا الدعم بمساعدة الناس الذين يعانون، ولكن أيضاً من جهة الإطار السياسي الذي سيوفر الحل العادل والشامل. هذا هو التزامي أمامكم والتزامي للشعب الفلسطيني". وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هناك خطة سلام وأفكار بريطانية عن هدنة مقابل انسحاب إسرائيلي محدود قال بلير:"ناقشنا التفاصيل الخاصة بالخطة للتقدم والمضي قدماً، ولكن يجب أن نتذكر شيئاً واحداً: لقد كنا من الداعمين دوماً لمحاولات السيد الرئيس لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وجدد بلير تأكيده أن الحكومة البريطانية لا تتفاوض مع حركة"حماس"أو أي أعضاء أو أجزاء من"حماس"حسب تعبيره. وأضاف:"نريد أن نعمل مع أناس معتدلن متسامحين". وقال ان من المهم بعد خطاب الرئيس عباس أن يحشد المجتمع الدولي جهوده لدعمه رئيساً للفلسطينيين ودعم الشعب الفلسطيني.