رحب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة. وطالب المجتمع الدولي بتأييدها، معتبراً أن"عملية السلام تمر بلحظة بالغة الدقة". وقال عقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، إن قرار عباس"مؤشر قوي إلى أنه يسعى إلى وسيلة للخروج من المأزق الذي تواجهه عملية السلام". وعقد مبارك وبلير أمس محادثات مطولة في القاهرة تناولت تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، من دون أن يفصح عن تفاصيلها. غير أن الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أكد أن المحادثات"كانت شديدة العمق"، مشيراً إلى أن مبارك"رحب بتصريحات بلير حول ضرورة كسر جمود عملية السلام وإحراز تقدم على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي". وحين سُئل عن موقف القاهرة من دعوة عباس إلى إجراء انتخابات مبكرة، قال عواد إن"مصر دعمت جهود التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولا تنقطع اتصالاتها مع السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة في الرئيس أبو مازن، وهو الرئيس الشرعي المنتخب لهذه السلطة، ولا مع كل الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس". وأضاف أن"الاقتتال الفلسطيني يمثل خطاً أحمر ولا بد أن تراعي الفصائل كافة عدم تجاوزه". ودعا عواد إلى"العودة إلى مائدة المفاوضات من خلال إجراءات متبادلة لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". وقال"إن هذه الإجراءات يمكن أن تبدأ بتبادل السجناء ثم عقد لقاء بين أبو مازن ورئيس وزراء إسرائيل ايهود أولمرت في شرم الشيخ على غرار اللقاء الذي تم بين شارون وأبو مازن"في شباط فبراير 2005، واعتبر أن هذه الخطوة"تفتح طريق العودة إلى المشاورات بآفاق سياسية واضحة أشار إليها الرئيس مبارك اليوم وتجاوب معه بلير الذي اعتبر أن وجود أفق سياسي واضح المعالم لما يمكن أن تنتهي إليه مفاوضات الحل النهائي، هو الطريق السليم والصحيح لتشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المضي في إجراءات بناء الثقة". وتوقعت مصادر ديبلوماسية أن يتوجه بلير إلى العاصمة العراقيةبغداد اليوم في إطار جولته الشرق أوسطية. واستأثرت القضية الفلسطينية وسبل إعادة إطلاق عملية السلام بالجانب الأكبر من محادثات مبارك وبلير التي تطرقت أيضاً إلى الوضع على الساحة اللبنانية وفي العراق وأزمة دارفور، فضلاً عن البحث في العلاقات الثنائية. ونفى عواد أن تكون المحادثات تناولت عزل سورية من مفاوضات السلام. وقال:"ليس هناك أي مجال للحديث في القاهرة عن عزل سورية وليس من مصلحة أي طرف أن يتحدث عن عزل سورية، فسورية بلد عربي شقيق مكانه الطبيعي هو وسط شقيقاته العربيات ووسط عالمنا العربي". والتقى رئيس الوزراء البريطاني خلال زيارته إلى مصر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي أكد أن"اللقاء لم يتطرق إلى أي من القضايا السياسية بل تناول المواضيع التى تهم الإسلام والحضارات الأخرى". وأشار طنطاوي إلى أنه أوضح لبلير"أن الإسلام دين يمد يده بالسلام ويدعو إليه ولا يعتدي على أحد، وأن الله أوجب على الناس التعاون في ما بينهم على رغم اختلاف العقائد".