تلوح في أفق الشرق الاوسط بوادر انفراج تبدت في القمة الرباعية التي يرعاها الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ الثلثاء المقبل ويشارك فيها الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وقد تحضرها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، كما تبدت في زيارة الرئيس بشار الاسد للأردن امس حيث التقى الملك عبدالله الثاني قبل ان يشدد الجانبان على ضرورة تحريك عملية السلام على كل المسارات، في اشارة الى المسارين السوري واللبناني. راجع ص 5 واعرب الزعيمان السوري والاردني عن"تأييدهما جهود السلطة الفلسطينية الهادفة الى اعادة الامن وبناء المؤسسات"، وشددا على"وجوب دعم الجهود الرامية الى دفع عملية السلام وتحريكها على المسارات المختلفة لضمان تحقيق تطلعات شعوب المنطقة الى الامن والاستقرار والعيش الكريم". وتأتي زيارة الاسد لعمان قبل ايام قليلة من لقاء العاهل الاردني مع الرئيس جورج بوش. وقالت مصادر اردنية ل"الحياة"ان الملك"لن يقوم بدور وساطة مباشر بين واشنطن ودمشق، لكنه ربما يعرض على بوش افكاراً سورية تتصل بمستقبل العراق وأمنه، وكذلك عن عملية السلام على المسارات المختلفة". في غضون ذلك، نشطت الديبلوماسية المصرية خلال الساعات ال84 الماضية بشكل خاص لترتيب عقد القمة، فيما اجرى مبارك اتصالات هاتفية مع الملك عبدالله والرئيس عباس والعقيد معمر القذافي بهدف تنقية الأجواء العربية. وعقد مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مساء اول من امس في القاهرة محادثات مكثفة مع رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل والقيادي في حركة"الجهاد الاسلامي"رمضان شلح تناولت امكان التوصل الى هدنة رسمية، وذلك قبل ان يتوجه صباح امس الى اسرائيل حيث التقى رئيس الحكومة ارييل شارون بهدف الحصول على ضمانات اسرائيلية باحترام وقف النار تمهد لاتفاق هدنة شامل ومفتوح بين"ابو مازن"والفصائل الفلسطينية. وتمخض تحرك سليمان عن الدعوة التي وجهها مبارك الى كل من"ابو مازن"وشارون والملك عبدالله لحضور القمة التي اكدت اوساط صحافية اسرائيلية ان وزيرة الخارجية الاميركية ستحضرها، علماً ان رايس ستكون في المنطقة عشية القمة في زيارة قصيرة تجري خلالها محادثات مع شارون و"ابو مازن". ورحب البيت الابيض بقمة شرم الشيخ الرباعية ووصفها بأنها"خطوة مشجعة"باتجاه السلام في الشرق الاوسط. أما بالنسبة الى جدول اعمال القمة والبيان السياسي الذي سيصدر في نهايتها، فعلمت"الحياة"ان اتصالات تجري لتحديد جدول الاعمال، وان القاهرة تقترح الخروج منها ب"خطة زمنية محددة للانسحاب الاسرائيلي من غزة ومناطق في الضفة وفق خطة شارون وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية"و"تشجيع مفاوضات امنية سياسية بين الجانبين لمناقشة كل القضايا"و"اجراءات عاجلة لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني"و"وقف المطاردات والاغتيالات والتوغلات في المدن الفلسطينية". من جانبها، أملت الحكومة الفلسطينية على لسان رئيسها احمد قريع بأن تتمخض هذه القمة عن"اطلاق عملية السلام"واعلان"وقف جدي ومتبادل للنار"، مشددة على ضرورة تطبيق"خريطة الطريق". وتوقف"ابو مازن"في عمان امس في زيارة قصيرة بحث خلالها في التحضيرات لقمة شرم الشيخ. واعلن عضو لجنة المفاوضات محمد دحلان ان اللقاءات مع اسرائيل"ستستمر حتى عقد القمة"وستتناول خصوصاً"وقفاً متبادلاً للنار... بضمانات اقليمية ودولية". واضاف ان القمة"ستتناول وضع آليات لإطلاق عملية السلام على أسس سياسية صلبة، لا على أسس أمنية"، موضحاً ان ذلك يعني"تنظيف الملفات المطروحة، وعلى رأسها قدامى المعتقلين وإخلاء المدن ورفع الحواجز العسكرية، وستستكمل خلال الايام المقبلة مناقشة كافة هذه الملفات بموضوعية للوصول الى قمة ناجحة". أما اسرائيلياً، فيترأس شارون اجتماعاً للجنة وزارية خاصة اليوم ستقر جدول اعمال القمة، بما في ذلك الخطوات التي ستقوم بها اسرائيل تنفيذاً للاستحقاقات المترتبة عليها في"خريطة الطريق"، ويعتقد ان التركيز سيكون على عدد الأسرى الذين ستطلقهم.